بسم الله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله
أحمد الله و أستعينه و أستغفره و ما توفيقى إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب .
فى كثير من الأحيان يتملكنى العجب من إهمال البعض الإستئذان قبل زيارة الآخرين
مع أن هذا السلوك والخلق الإسلامى الرفيع جاءت تعليماته وأدابه
فى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة .
وحث رسول الله صلى الله عليه و سلم على الإستئذان و أولى آدابه
عندما تقف على الباب فلا يصح على الإطلاق ان تقف متصدراً امام فتحة الباب
و لكن يجب ان تتحاشى ذلك قدر المستطاع كما جاء فى الحديث الشريف
" كان إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ،
و لكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ،
و يقول : السلام عليكم ، السلام عليكم "
الراوي : عبدالله بن بسر المازني
المحدث : الألباني -
المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم : 4638
خلاصة حكم المحدث : صحيح
و فى الإستئذان حفظ كرامة للمستأذن فما بالنا لو أتى أصحاب البيت
فى وقت غير لائق أو مناسب للزيارة
فمن المؤكد ستكون هناك غضاضة من هذه الزيارة .
و نحن فى هذا العصر لدينا وسائل الإتصالات الحديثة و التى تتيح لنا الإتصال
و الإستئذان قبل الحضور و لا نتضايق أو نتضرر من إعتذار المستأذن
فى عدم إمكانية إستقبالنا فى الوقت المطلوب .
و يجب أن نعلم اطفالنا هذا السلوك الراقى منذ الصغر
و نعودهم على الطرق على الأبواب المغلقة قبل الدخول .
كما يجب أن نعوده و لو على سبيل التربية أن نقول له إرجع الآن
لتقويمه و غرس القيم الدينية بداخله .
و سوف يشب على ذلك متمتعاً بأسمى سلوك يحفظ عليه كرامته و تقدير الناس له .
و من أروع ما أمر به نبينا الكريم فى آداب الإستئذان نهيه أن يعود الرجل إلى بيته
بعد طول غياب بشكل مفاجئ دون إخطار الزوجة بذلك
و الحقيقة هذه النقطة بالذات فيها من حفظ حقوق و كرامة المرأة
ما لا يوجد فى أعتى القوانين الوضعية التى يتشدقون بها من
حقوق المرأة و المساواة و خلافه ؟؟
و أنا أرى و أشهد أن هذا الحديث هو واحد من العديد من الأحاديث
التى تعلو بالمرأة و شأنها إلى عنان السماء و نص الحديث :
" أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى أن يطرق الرجل أهله
حتى تمتشط الشعثة ، و تستحد المغيبة "
الراوي : جابر المحدث: أبو نعيم -
المصدر : حلية الأولياء - الصفحة أو الرقم: 8/352
خلاصة حكم المحدث : صحيح متفق عليه
و جاء فى حديث آخر تخصيص الوقت و هو ليلاً .
ما أروع تعاليم الإسلام و ما أرقى ما دعت إليه من محاسن الأخلاق و السلوكيات
التى ترتقى بالإنسان و تأخذ به إلى العزة و الكرامة .
أقوال فى الإستئذان
من القرآن الكريم :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا
وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }
[ النور : 27 ]
من السنة المطهرة
استأذن شخص على النبي صلى الله عليه وسلم و هو في بيت فقال : أألج
فقال صلى الله عليه وسلم لخادمه
" أخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان فقل له قل :
السلام عليكم أأدخل فسمعه الرجل ، فقال : السلام عليكم ، أأدخل ؟ "
فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم فدخل .
الراوي : المحدث : الفيروزآبادي -
المصدر: سفر السعادة - الصفحة أو الرقم: 241
خلاصة حكم المحدث: ثابت صحيح
السلف الصالح
* روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
كنت في مجلس من مجالس الأنصار ، إذ جاء أبو موسى كأنه مذعور ،
فقال : استأذنت على عمر ثلاثًا فلم يؤذن لي ؛ فرجعت .
* و استأذن رجل على حذيفة فاطلع في داره و قال : أأدخل ؟
فقال حذيفة : أما عينك فقد دخلت و أما إسْتُك فلم تدخل .