بسم الله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله
أحمد الله و أستعينه و أستغفره و ما توفيقى إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب .
يقول ابن القيم الجوزيه يرحمه الله :
" إن الله عز مقامه و جل ثناؤه و تقدست أسماؤه
جعل هذه القلوب أوعية ،
فخيرها أوعاها للخير و الرشاد و شرها أوعاها للشر و الفساد "
فماذا يحوى قلبك ؟؟
هل يحمل محبة الناس ؟ و هل هى حقاً محبة خالصة لوجه الله
لا تشوبها شوائب المصالح والنفاق ؟؟
إن المحبة فى الله من أعظم ما يتقرب به العبد إلى ربه
و من أروع المنازل التى من الممكن أن يحققها المؤمن إن كان حبه لله
و مودته لله .
ألا يكفيك أنك ستكون فى ظل الرحمن الرحيم يوم لا ظل إلا ظله ؟؟
ألا يكفيك أن تجب لك محبة الله عز وجل ؟؟
كما جاء فى الحديث القدسى الصحيح "
قال الله تبارك و تعالى :
" وجبت محبتي للمتحابين في و للمتجالسين في
و المتباذلين في و المتزاورين في "
الراوي : معاذ بن جبل
المحدث : ابن عبدالبر
المصدر : التمهيد - الصفحة أو الرقم : 21 / 124
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
ألا يكفيك أن يكرمك الله بالشعور بحلاوة و طعم و نكهة مختلفة
نعم إنها حلاوة الإيمان و يا لها من حلاوة يستشعرها فقط
من يحب الله و رسوله و يحب أخيه فى الله و من يكره الرجوع إلى الكفر
كما جاء فى الحديث الصحيح
" ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان :
أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما ،
و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله ،
و أن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار "
الراوي : أنس بن مالك
المحدث : البخاري
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6941
خلاصة حكم المحدث : صحيح
إخوانى وأخواتى الكرام إن أحوج ما نحتاجه هذه الأيام
هو حب الله و حب رسوله بالخضوع و الإتباع
ثم المحبة فى الله بيننا جميعاً .
محبة بين الأهل و محبة بين الجيران و محبة بين زملاء العمل
و محبة بين أفراد المجتمع و محبة بين كل المسلمين .
هيا بنا نزرع بذور المحبة الخالصة لتنمو ثمار الخير الوارفة
فنقطفها و نأكل منها رطباً جنيا .
هيا ننبذ خلافات مضى عليها دهور و أيام هيا نتحاب جميعاً
و ننسى ما كان بيننا فأمتنا العربية أحوج ما يكون هذه الأيام
إلى الحب فى الله فقط لله و مودة خالصة .
هيا نعود إلى محبة نقية لا تقف عند خلاف
و لا إختلاف فى الرأى و لا وجهة نظر معارضة .
هيا بنا نطمع و نرجو و نتمنى ما عند الله من كرم و محبة
و ظل يوم لا ينفع مال و لا بنون .
هيا ننقى صدرونا من أصداء التكبر و غبار الحقد
و نعرات كاذبة مصيرها إلى زوال .
هيا بنا نشهد الله جميعا أنه لا يوجد بيننا إلا الله فإن أحببنا فله
و إن كرهنا ففى حدود الله و ليكن شعارنا من أجلك يارب .
أقوال فى الحب فى الله
من القرآن الكريم :
" وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ
وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "
[الأنفال63 ]
من السنة المطهرة
" زار رجل أخا له في قرية ، فأرصد الله له ملكا على مدرجته ،
قال : أين تريد ؟ قال : أخا لي في هذه القرية ،
فقال : هل له عليك من نعمة تربها ؟ قال : لا ، إني أحبه في الله
قال : فإني رسول الله إليك ؛ إن الله أحبك كما أحببته "
الراوي: أبو هريرة
المحدث: الألباني
المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 268
خلاصة حكم المحدث: صحيح
السلف الصالح
إذا رزقكم الله ـ عز و جل ـ مودة امرئ مسلم فتشبثوا بها
" عمر بن الخطاب "
* إخواننا أحب إلينا من أهلينا ،
إخواننا يذكروننا بالآخرة و أهلونا يذكروننا بالدنيا."
" الحسن البصرى "
* لم يبق من روح الدنيا الا ثلاثة :
لــقـــاء الإخــــوان و التهــــجـــد بالقـــــــــــرآن
و بيــــت خـــــال يـــذكــــــر اللـه فيـه
" مالك بن دينار "
* و كان الشافعي يرحمه الله آخى محمد بن الحكم ،
و كان يقرّبه و يقبل عليه و يقول : ما يقيمني بمصر غيره ،
فاعتلّ محمد فعاده الشافعي فقال :
مرض الحبيب فعدته فمرضت من حذري عليه
و أتى الحبيب يعودني فبرئت من نظري إليه .