كن ...كقلم الرصاص

تكلم صانع قلم الرصاص إلى القلم الرصاص قائلا:
”هناك خمسة أمور أريدك أن تعرفها
قبل أن أرسلك إلى العالم ,
فإذا عملت بها فستكون من أفضل الموجودات.“
أولا : ستكون قادرا على عمل الكثير من الأمور العظيمة
ولكن فقط إن أصبحت في يد أحدهم.
ثانيا : أنت تمتلك مواصفات يحتاجها الكثير
فاحرص على بذلها وتسخيرها لهم .
ثالثا : سوف تتعرض لبري مؤلم بين فترة وأخرى،
ولكن هذا ضروري لجعلك قلما أفضل .
رابعا : إن لديك القدرة على تصحيح أية أخطاء قد ترتكبها ,
ودائما سيكون الجزء الأهم فيك هو ما بداخلك.
خامسا : مهما كانت ظروفك فيجب عليك أن تستمر بالكتابة.
وعليك أن تترك دوما خطا واضحا
مهما كانت قساوة الموقف .
فهم القلم ما قد طُلب منه،
ودخل إلى علبة الأقلام تمهيداً للذهاب إلى العالم .
والآن بوضع نفسك محل هذا القلم
تذكر دائما ولا تنسى هذه الأمور الخمسة
وسوف تكون من أفضل الناس – بحول الله - :
أولا : ستكون قادرا على صنع العديد من الأمور العظيمة،
ولكن فقط أذا ما آمنت بالله وتعلقت به
ووقفت بين يديه الله قال تعالى :
{ ومن يتوكل على اللَّه فهو حسبه }.
ثانيا : دع البشر يقصدوك للمواهب والقدرات التي تمتلكها ،
فقد أنعم الله علينا بقدرات جمة ,
فسيلمان عليه السلام قد أعطي نعماً كثيرة ,
قال تعالى :
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ... } ,
ولذلك فها هو يستعمل الهدهد في طاعة الله ،
وفي إرسال كتب الإنذار والإعذار إلى الكفار؛
لدعوتهم إلى دين الله،
وتهديدهم إذا هم مالوا وحادوا عن شرع الله..
وها هو يستخدم جنوده من الجن والإنس والطير
في دعوته لعبادة الله ,
واستخدم الجن في بناء الصرح الممرد من قوارير
الذي بهر عين ملكة سبأ؛
فأسلمت لما علمت أن ملكها لا يساوي شيئاً
بجانب ملك سليمان المؤيد من عند الله عز وجل .
ثالثا : سوف تتعرض لبري مؤلم بين فترة وأخرى
من خلال المشاكل التي ستواجهها،
و مع ذلك فأنت بحاجة لهذا البري كي تصبح إنسانا أقوى ,
ففي صحيح البخاري من حديث انس – رضي الله عنه –
أنه قال :
" اشتكى طفل لابي طلحة فمات وأبو طلحة خارج
فلما رأت امرأته انه قد مات هيأت شيئا وغطته في جانب البيت ,
فلما جاء ابو طلحة قال : ( كيف الغلام ؟ ) ,
فقالت : ( هدأت نفسه وأرجو ان يكون قد استراح )
, فظن ابوطلحة أنها صادقة ,
ثم بات معها فلما أصبح اغتسل ثم أراد أن يخرج
فأعلمته ان الطفل قد مات ,
فصلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ثم أخبره بمصيبته ,
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" لعل الله أن يبارك لكما في ليلتكما "
فقال رجل من الانصار :
" فرأيت له تسعة اولاد كلهم قد قرأو القرآن " .
رابعا : ستكون قادرا على تصحيح الأخطاء والنمو عبرها،
والجزء الأهم منك سيكون دائما هو بداخلك ،
فالنجاح هو محصلة تجارب فاشلة .
خامسا : في أي طريق تطؤه قدميك لابد أن تترك فيه أثرا حسنا
مهما كانت طبيعة الطريق وظروفه ،
فما أروع أن يترك الإنـسـان أثرا يمنحه الخيـر ,
سواء كان هذا الأثر بمعاملاته أو عبادته او دعوته أو أخلاقه ,
فقد يترك فيك أحدهم أثرا يدفعك للسعادة طيلة يومك
وأحيانا يترك آخر أثرا يدفعك للاحباط ،
فترك الاثر هو المهمة الاصعب في الحياة
كلٌّ منا قلم رصاص .....
خلقه الله لغرض فريد وخاص.
فلنواصل مشوار حياتنا في هذه الأرض
واضعين في قلوبنا هدفا ذا معنا وعلاقة يومية مع الله....

جزاك الله خيرا اخي مصطفى .....

أفضل ما في قلم الرصاص هو أنك قادر على أن تختار الخط
و أن تمحو متى أيقنت أن الحرف السابق خطأ ،

ما لا يملكه البشر هو تصحيح الأخطاء التي ترك في الفكر و النفس أثر ، إلا بعد فترة طويلة و قد تأتي متأخرة ،

شكرا أستاذي

اشكر لكم المرور والمشاركة
دمتم بخير
ابو احمد

بارك الله فيك على موضوعك البديع
كلمات غاية في الجمال، ومعان تاسر الخيال.
بوركت ـ وشكرا لك.

أعجبني هذا الحوار اللطيف الذي دار بين قلم الرصاص وصانعه
أحسنت ,, بل وأبدعت
فكرة غير مسبوقة
تحية ... ناريمان

كلٌّ منا قلم رصاص .....
خلقه الله لغرض فريد وخاص.
فلنواصل مشوار حياتنا في هذه الأرض
واضعين في قلوبنا هدفا ذا معنا وعلاقة يومية مع الله....

موضوع جميل وقد نثرت ازاهير الأبداع بكلمات منتقاة ، وأفكار أدبية لافتة.
شكرا لك وـ ودمت بكل خير.