أحدث المشاركات
صفحة 553 من 631 الأولىالأولى ... 473523543544545546547548549550551552553554555556557558559560561562563583 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 5,521 إلى 5,530 من 6308

الموضوع: صفحات من تاريخ الثورة السورية 2011 \ 2012/2013

  1. #5521
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    الحجر الأسود:

    نتيجة للقصف المتواصل على الحي أصابت إحدى قذائف الهاون سيارة أجرة كانت تقل عائلة مما أدى إلى استشهاد الطفلة ياسمين وإصابة العائلة بجروح خطيرة, حيث ما تزال الأخت الكبرى في الإنعاش
    علما أن العائلة من سكان منطقة الجزيرة وهم فلسطيني الجنسية

  2. #5522
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    كفرسوسة:

    أصوات الرصاص المتقطع التي سمعت بكفرسوسه هي عباره عن إطلاق من رشاش دوشكا أطلق من داخل فرع أمن الدوله الكائن بالقرب من الدوار حيث تسبب الإطلاق الذي تم بفعل التسليه وتجريب الرشاش بتكسير أغصان لأشجار دار الأيتام المواجه للفرع وسط ضحك وشتم من العناصر المتواجدين هناك

  3. #5523
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي


    المعارضة السورية المسلحة تنتخب قيادة موحدة وتقول ان مطار دمشق أصبح الآن منطقة حربية
    2012-12-07


    عواصم ـ وكالات ـ قال مبعوثون ان جماعات معارضة سورية مسلحة انتخبت في اجتماع في تركيا قيادة موحدة تتألف من 30 عضوا اليوم الجمعة خلال محادثات حضرها مسؤولون أمنيون من قوى عالمية.
    وقال احد المبعوثين الذي طلب عدم نشر اسمه "نظمت القيادة في عدة جبهات. نحن الآن بصدد عملية انتخاب قائد عسكري ومكتب اتصال سياسي لكل منطقة."

    ويحضر مسؤولون امنيون من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والخليج والاردن المحادثات التي تأتي قبل ايام من مؤتمر لمجموعة اصدقاء سوريا وهي تجمع يضم عشرات الدول التي تعهدت بتقديم دعم غير عسكري في الغالب للمعارضين الذين يقاتلون للاطاحة بالرئيس بشار الاسد.
    قالت المعارضة السورية المسلحة التي تقاتل من اجل اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد ان مطار دمشق الدولي اصبح اليوم الجمعة منطقة حرب وحذرت المدنيين وشركات الطيران من ان اقترابهم من المطار سيكون "على مسؤوليتهم الخاصة".

    وتصاعد القتال حول العاصمة طوال الاسبوع الماضي مما اثار توقعات بين معارضي الاسد في الغرب بأن نهاية الاسد تقترب بعد 20 شهرا من الصراع الذي اسفر عن مقتل نحو 40 الف شخص.

    وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قبل محادثات اليوم الخميس مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "التطورات على الارض تتسارع ونرى ذلك بطرق مختلفة."

    وقالت كلينتون في دبلن "يبدو ان الضعط ضد النظام وحول دمشق يتزايد."

    وتقول الحكومة السورية ان الموقف ليس كذلك وان الجيش يصد المعارضة المسلحة عن مواقعها في ضواحي دمشق وعلى مشارفها حيث تحاول تكثيف هجومها.

    ويقول كثيرون ممن يتابعون الاحداث على الارض ان الحديث عن قرب نهاية الاسد امر سابق لأوانه.

    وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتابع القتال منذ بدايته في مارس آذار 2011 "اعتقد انه من غير المنطقي ان نتوقع ان المعركة وصلت الان إلى مراحلها الاخيرة.

    "التقدم الكبير لا وجود له الا في الاعلام. الموقف بالتأكيد ليس جيدا لأي شخص. الاقتصاد السوري يتهاوى لكن الظروف بالنسبة للثوار ليست جيدة ايضا ... المناطق التي يسيطر عليها الثوار في حلب تجد طعامها بالكاد وهي مهددة بالقصف من جانب الجيش."

    وقال لرويترز "لكن من الواضح ايضا ان النظام ينسحب من مناطق عديدة ... والنظام تنهك قواه."

    ومن الممكن ان يمثل قطع الطريق إلى المطار الذي يقع على بعد 20 كيلومترا من وسط العاصمة ضربة رمزية مهمة. وتعترف المعارضة المسلحة ان المنطقة ما زالت تحت سيطرة الجيش السوري.

    وقال نبيل العامر المتحدث باسم المجلس العسكري في دمشق إن قادة ألوية المقاتلين الذين يحاصرون المطار قرروا أمس ان المنطقة اصبحت منطقة حربية وان المطار ملئ بالعربات المصفحة والجنود.

    وقال ان المدنيين الذين سيقتربون منه اعتبارا من الآن سيكون ذلك على مسؤوليتهم. وقال ان المعارضة المسلحة انتظرت اسبوعين لاخلاء المطار من اغلب المدنيين وشركات الطيران قبل ان تعلن المنطقة هدفا حربيا. لكنه لم يقل ماذا ستفعل المعارضة المسلحة اذا حاولت طائرة الهبوط في المطار. وقال متحدث باسم المعارضة يوم الخميس ان المعارضة "لن تقتحم المطار لكنها ستعيق الوصول إليه."

    وعلقت شركات الطيران رحلاتها إلى دمشق منذ اقتراب القتال من المطار خلال الايام القليلة الماضية.

    وسعت واشنطن وحلفاؤها الاوروبيون والعرب إلى اسقاط الاسد بينما حرصت روسيا على دعمه في مجلس الامن الدولي. ورغم ظهور علامات تشير إلى قرب نفاد صبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما زالت موسكو ثابتة على دعمه.

    وقلل لافروف من شأن احتمال التوصل إلى حل دبلوماسي للازمة في سوريا بعد محادثاته مع كلينتون والمبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي.

    وقال لافروف "اتفقت روسيا والولايات المتحدة على أن يلتقي خبراؤنا في الأيام المقبلة مع الإبراهيمي ومسؤوليه لطرح الأفكار وتبادل الآراء بشأن كيفية المضي قدما نحو التوصل لحل."

    وأضافت نسخة من تصريحات لافروف صادرة عن الخارجية الروسية أنه قال "لن أقدم تكهنات متفائلة ولكنني سأقول أنني وجدت أنه من غير المبرر رفض طلب (الإبراهيمي) عقد اجتماع. وتشارك الولايات المتحدة في هذا الموقف."

  4. #5524
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي


    لجوء الاسد الى امريكا اللاتينية؟
    رأي القدس
    2012-12-06


    تزايدت درجة التكهنات واتسعت دائرتها بخصوص مستقبل النظام السوري ورئيسه في الايام الاخيرة، مع تصاعد التهديدات من قبل واشنطن وحلف الناتو بضربات مزلزلة في حال اللجوء الى استخدام الاسلحة الكيماوية ضد المعارضة وانصارها كملاذ اخير، وفي لحظة يأس من انقاذ الوضع لمصلحة النظام.
    الاحاديث عن احتمالات لجوء الرئيس بشار الاسد واسرته وكبار مساعديه الى دولة اجنبية ليست جديدة، فمنذ بدء الانتفاضة الشعبية المطالبة بالتغيير الديمقراطي والتقارير تتوالى حول هذه المسألة، فهناك من قال انه سيلجأ الى موسكو الملاذ الآمن، ومن اشار الى ان روسيا البيضاء هي الخيار الافضل، بينما اكد ثالث ان بريطانيا التي تحمل السيدة اسماء جنسيتها هي الوجهة المفضلة.
    الجديد في هذا الملف يتمثل في نشر بعض الصحف الغربية تقارير اخبارية تتحدث عن اجراء النظام السوري اتصالات مع حكومات صديقة في امريكا اللاتينية لتأمين لجوء سياسي للرئيس واسرته، حتى ان مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الامريكية اضطر، وبسبب رواج تكهنات في هذا الشأن وقوتها، الى الادلاء بتصريح صحافي امس الاول قال فيه ان بلاده على علم بان بعض الدول عرضت استضافة الرئيس الاسد وعائلته في حال مغادرته سورية، ولكنه اضاف 'ليس لدينا في هذه المرحلة، اي علم بجهود ملموسة في هذا الاطار'.
    الادارة الامريكية تفضل ان يغادر الرئيس السوري بلاده كأحد الحلول والمخارج للازمة الحالية، ولهذا لم تضغط باتجاه صدور قرار من محكمة الجنايات الدولية بملاحقته بارتكاب جرائم حرب مثلما حدث مع كل من الزعيمين الليبي معمر القذافي وابنائه والسوداني عمر البشير.
    التكهنات هذه راجت بعد قيام السيد فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري بجولة في امريكا اللاتينية شملت عدة دول من بينها كوبا والاكوادور ونيكاراغوا وفنزويلا وجميعها تحكم من قبل حكومات يسارية صديقة لسورية، سلم خلالها، اي السيد المقداد، رسائل الى زعماء هذه الدول من الرئيس السوري.
    وزير خارجية الاكوادور ريكاردو باتينو نفى نفيا قاطعا ان تكون حكومة بلاده قد عرضت اللجوء السياسي على الرئيس الاسد، وقال انه لم يطلب اي مواطن سوري سواء كان الرئيس الاسد او غيره اللجوء الى الاكوادور.
    ومن الصعب القول بان الرئيس السوري يمكن ان يغادر البلاد طلبا للنجاة بعد اكثر من عشرين شهرا من الحرب ضد الذين يريدون الاطاحة بنظامه ويصفهم بالارهابيين، ويكرر عبر المتحدثين باسمه تصميمه على القتال حتى تطهير البلاد منهم قبل البدء باي حوار للوصول الى حل سياسي للازمة.
    الذين يعرفون الرئيس الاسد عن قرب يقولون انه ليس من النوع الذي يمكن ان يفعل ما فعله الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، اي يركب طائرته ويغادر الى منفى آمن مريح، ويترك انصاره يواجهون مصيرهم، وهو اقرب الى نموذج زعماء مثل العقيد الليبي معمر القذافي، والرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
    جميع الزعماء العرب الذين واجهوا انتفاضات شعبية ضد حكمهم الديكتاتوري بقوا في البلاد باستثناء الرئيس التونسي، ابتداء من القذافي ومرورا بالرئيس المصري حسني مبارك، وانتهاء بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وبعض هؤلاء تلقى عروضا مغرية باللجوء الى الخارج، وخاصة الرئيس مبارك والرئيس صالح. والاخير غادر البلاد للعلاج مرتين وعاد الى بيته في العاصمة.
    لا احد يعرف ما يدور في ذهن الرئيس السوري، والخيارات التي يفكر فيها حاليا مع اقتراب المعارك من اطراف دمشق، ووصول التفجيرات الى قلبها ولكن ما يمكن التكهن به، حتى الآن على الاقل، ان خيار المغادرة غير وارد، ولا نستبعد ان يواصل البقاء في سورية، حتى بعد سقوط دمشق تماما مثلما فعل الرئيسان العراقي والليبي، فالقذافي لجأ الى سرت مسقط رأسه، وصدام الى تكريت فهل سيحذو الاسد حذوهما ويذهب الى القرداحة اذا ضاق عليه الخناق ووصلت قوات الجيش السوري الحر الى قصره في دمشق؟
    الايام والاسابيع والاشهر وربما السنوات المقبلة ستجيب عن هذا السؤال.

  5. #5525
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    جبهة النصرة' وجبهات واشنطن: أين الإرهاب الاكبر؟
    صبحي حديدي
    2012-12-06


    وفقاً لقانون خاصّ، يتوجب على مكتب مكافحة الإرهاب، التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، أن يقدّم للكونغرس تقريراً سنوياً مفصلاً عن حال الإرهاب في العالم، يشمل الدول والمنظمات التي تنطبق عليها المعايير المعتمدة لدى الأجهزة الأمريكية المختصة. وكان هذا التقرير قد حلّ، منذ سنة 2004، محلّ تقرير سنوي آخر باسم 'أنساق الإرهاب العالمية'؛ لكنه، كما للمرء أن ينتظر، استبدل التسمية وحدها، وظلت المقاربة هي ذاتها، سواء من حيث طرائق البحث والاستقصاء والبرهنة، أو لجهة تعريف مفهوم الإرهاب ذاته. طريف، إلى هذا، أنّ آخر تقارير التقليد السابق أقرّ بأنّ عدد المنظمات الإرهابية، بمختلف ما تنتظم فيه من 'أنساق' لم ينقص نتيجة ما تسمّيه الولايات المتحدة بـ'الحملة على الإرهاب'، رغم اتساع نطاق الانخراط الدولي في تلك الحملة، بل ازداد؛ وأنّ آخر تقارير التقليد الجديد يطنب في امتداح عملية اغتيال أسامة بن لادن، ولكنه يقرّ ببقاء منظمة 'القاعدة'، بل يعترف بأنها تتوسع أيضاً!
    ما يعني هذه السطور، هنا، هو حقيقة أنّ التقرير الأخير، الذي صدر رسمياً في أواخر تموز (يوليو) الماضي، لم يسجّل وجود أية منظمة إرهابية سورية المنشأ (رغم أنّ النظام السوري صُنّف، منذ عام 1979، كدولة راعية للإرهاب؛ ويدرج التقرير عدداً من المنظمات والقوى التي يرعاها النظام، بينها الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة، و'حزب الله'، و'حماس'، و'الجهاد الإسلامي'... في لائحة المنظمات 'الإرهابية'). لكنّ الخارجية الأمريكية أخذت، مؤخراً، تلمّح إلى إجراء وشيك يقضي بضمّ 'جبهة النصرة' ـ التي يقاتل عناصرها في المناطق الشمالية من سورية، وخاصة في محيط مدينة حلب، منطقة الباب ـ إلى اللائحة. ولقد جرى التمهيد لهذا عبر سلسلة تسريبات إلى وسائل الإعلام الأمريكية، كما تولى معلّقون نافذون، وخاصة في الصحافة اليمينية، أمر تضخيم دور 'الجبهة' في قتال النظام، والتشديد على انتسابها إلى المنظمة الأمّ: 'القاعدة'.
    وهكذا، قالت فضائية الـCNN إنّ وزارة الخارجية الأمريكية تأمل في وضع اللمسات الأخيرة على مشروع إضافة 'النصرة' إلى لائحة الإرهاب، لكي يتمّ اعتماده قبيل اجتماع 'أصدقاء سورية' في مراكش، يوم 12 الشهر الجاري. والهدف من القرار، فضلاً عن توقيته، هو 'عزل المنظمات المتطرفة في سورية، والدفع أكثر باتجاه تأييد مجموعة المعارضة السياسية التي تمخضت عنها قمّة الدوحة، في قطر، الشهر الماضي'. وفي توصيف 'النصرة'، اختارت الفضائية التركيز على 'بيان حلب' الشهير، الذي يدعو إلى 'دولة إسلامية عادلة'، كما نسبت إلى 'معطيات أمريكية' تقديرها بأنّ الجبهة هذه تشكل 9 في المئة من أعداد المقاومين الذين يقاتلون النظام عسكرياً؛ مع تنويه، لافت، إلى أنّ هذه المجموعة تعمدت عدم إعلان انتمائها إلى منظمة 'القاعدة'.
    دافيد إغناتيوس، أحد أبرز المعلّقين اليمينيين في صحيفة 'واشنطن بوست'، كتب قبل أيام عن 'تعاظم مثير للقلق' في أعداد مقاتلي 'الجبهة'، وتطوّع باقتراح الإحصائيات: بين ستة إلى عشرة آلاف مقاتل، و7.5 إلى 9 بالمئة من مجموع 'الجيش السوري الحرّ'؛ بعد أن كانت النسبة لا تزيد عن 3 في المئة قبل ثلاثة أشهر فقط، و1 بالمئة مطلع هذه السنة. أمّا تفسير صاحبنا لهذا التزايد في أعداد مقاتلي 'النصرة'، فهو أنّ المجموعة 'تظلّ الذراع الأشدّ شراسة ونجاحاً في صفوف القوّة الثائرة'؛ وكذلك لأنّ معظم جرحى وقتلى 'الجيش الحرّ' هم من أفراد 'النصرة'، كما أفاده أطباء ميدانيون. ومع ذلك، فإنّ إغناتيوس لا ينفي ما رشح من معلومات، سرّبتها الخارجية الأمريكية عن عمد (إذا لم تكن قد تدّخلت في هندستها، على نحو أو آخر)، تفيد التالي:
    ـ 'النصرة' تعدّ قرابة 2000 مقاتل، استناداً إلى المؤشرات التي يوفّرها العاملون في مختلف المنظمات الدولية غير الحكومية، والأطباء الذين يقومون بمهامّ إسعافية على الأرض؛ من أصل 15 ألف مقاتل، هم عديد 'الجيش الحرّ' في منطقة حلب.
    ـ في إدلب، غرب حلب، يقارب عدد أفراد 'النصرة' 2500 إلى 3000 مقاتل، أو نحو 10 في المئة من عناصر 'الجيش الحرّ' هناك.
    ـ وفي دير الزور، إلى الشمال الشرقي، تملك 'النصرة' 2000 مقاتل، من مجموع 17 ألف ينتظمهم 'الجيش الحرّ' في المنطقة؛ وكانت السيطرة على حقل بترول 'الورد' بين عمليات الجبهة الأكثر إثارة هناك.
    ـ وفي دمشق، هنالك بين 750 و1000 مقاتل للجبهة؛ ومثلهم عدد يتوزع بين درعا، وحمص، وقرى اللاذقية.
    والحال أنّ المرء ليس مضطراً للتعاطف مع 'النصرة' لكي يقرّ لها بسلسلة طويلة من الخصائص، العسكرية والسلوكية، التي مكّنتها من احتلال الموقع الراهن في مشهدية القتال المسلّح ضدّ النظام؛ والاختلاف مع أطروحاتها العقائدية، أو الكثير من طرائقها في العمل العسكري، لا يُسقط عنها تلك الحقائق الأخرى التي في صالحها: أنها الأقلّ تعدياً على المواطنين، والأقلّ تطلّباً منهم، والأكثر حرصاً على خطب ودّهم (سواء عبر الانضباط اليومي، أو تنفيذ عمليات باهرة تستدرّ التعاطف)؛ إلى جانب مقدار واضح من الذكاء، الميداني تحديداً، في المسارعة إلى ملء الفراغ الذي يخلقه غياب القيادات الأخرى 'المعتدلة'، العسكرية في 'الجيش الحرّ' أو السياسية في مجموعات المعارضة. والمرء ذاته إذْ يختلف، كما أفعل شخصياً، مع كامل أطروحات 'النصرة'، حول مستقبل سورية عموماً، ومفهوم 'الحكم الإسلامي العادل' خصوصاً؛ أمر لا يعني منح التصنيفات الأمريكية لـ'الإرهاب' أية مصداقية أخلاقية، أو حتى مفهومية.
    وليس جديداً القول إنّ الخطاب الأمريكي الرسمي حول الإرهاب يمقت التعقيد حين يتصل الأمر بتأويل الأسباب الجوهرية الأعمق وراء صعود الإرهاب، ولكنه يعشق التعقيد كلّ التعقيد حين يتصل الأمر بالتحصين القانوني للحرب ضد الإرهاب. هيلاري كلنتون اليوم، مثل كوندوليزا رايس بالأمس، ومادلين أولبرايت قبلئذ، أو على هدى جميع وزراء الخارجية الأمريكية السابقين، تعطي أذناً من طين وأخرى من عجين لدراسات (أمريكية مئة في المئة!) تشدّد على العلاقات السياسية والسوسيولوجية والسيكولوجية والإيديولوجية وراء نهوض العنف وإنقلابه إلى إرهاب. كذلك تُجمع على أنّ الإرهاب يهيمن في ما يشبه الضرورة حين تجد المجموعة الأضعف أنها مضطرة إلى استخدام العنف ضد المجموعة الأقوى، في شروط من انعدام التكافؤ في موازين القوى. وأما حين تلجأ المجموعة الأقوى إلى استخدام المزيد من العنف ضد المجموعة الأضعف، فإنها تضيف إلى إرهاب الدولة الرسمي صفة القمع المطلق العاري.
    على صعيد تعريف مفهوم الإرهاب لا تبدو الكوارث التي حاقت بالولايات المتحدة، وخاصة بعد زلزال 11/9، وكأنها أضافت أيّ جديد إلى التعاريف القديمة المعتمَدة في قانون مكافحة الإرهاب؛ ذاك الذي وقّعه الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون عام 1996، وما يزال ساري المفعول سرمدياً. وهذا قانون يقول التالي:
    ـ تعبير الإرهاب يصف العنف المقصود مسبقاً، والذي تحرّكه دوافع سياسية، ضدّ أهداف غير قتالية، على يد منظمات محلية أو شبه محلية، أو عن طريق عملاء سريين، وذلك بقصد التأثير في الرأي العام.
    ـ تعبير الإرهاب الدولي يعني الإرهاب الذي يصيب المواطنين أو الأراضي في أكثر من بلد واحد.
    ـ تعبير المجموعة الإرهابية يفيد أية مجموعة رئيسية أو فرعية تمارس الإرهاب على نطاق محلي ودولي في آن معاً. والحال أنّ هذه التعاريف ليست قاصرة وخرقاء فحسب، بل يمكن أن ترتدّ على أصحابها وتدينهم بما يدينون به الآخرين. إذْ استناداً إلى حيثيات هذه التعريفات سوف يكون من المشروع أن تُضمّ إلى لائحة المنظمات الإرهابية أسماء جميع أجهزة الاستخبارات الغربية، التي مارست في السابق عشرات عمليات الاغتيال الفردي، وتدبير الانقلابات العسكرية، وزعزعة الاستقرار الداخلي للدول والأمم. ولسوف يكون من المشروع أن تتصدّر اللائحة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، دون سواها، بوصفها 'أمّ الوكالات' الإرهابية، بلا منازع. وقد يليها في أهمية ـ ودناءة، وقذارة، وهمجية... ـ الأداء، جهاز الموساد الإسرائيلي؛ قبل أن تلتحق بهما أجهزة مثل الـ MI5 البريطاني، والـ DST الفرنسي، وما إلى ذلك من مختصرات 'متمدّنة' ذائعة الصيت.
    كذلك في وسع جماعة 'أبو سيّاف' الفليبينية، التي ما تزال مدرَجة على لائحة الإرهاب الأمريكية للعام 2011، أن تطالب بضمّ منظمات 'الموساد' و'الشاباك' و'الشين بيت' الإسرائيلية إلى اللائحة ذاتها؛ ليس على خلفية اغتيال عشرات المدنيين الفلسطينيين (الذين لا تذكرهم تقارير الخارجية الأمريكية، لا بالخير ولا بالشرّ!)، فحسب؛ بل أيضاً على خلفية انتهاك حرمة وسيادة دول أخرى في الشرق والغرب، بهدف اغتيال الخصوم. وفي وسع مجموعة 'آوم شينريكيو' اليابانية، الباقية بدورها على اللائحة، أن ترفع دعوى تقارن فيها بين فلسفتها القيامية، والفلسفة القيامية لعشرات الفرق الدينية والعنصرية الأمريكية. وما دام ضخّ الغاز السام في أنفاق طوكيو يعدّ عملاً إرهابياً، فلماذا لا ينطبق المبدأ ذاته على تضليل مواطنين أمريكيين من أفراد فرقة 'الفرع الداوودي' ودفعهم إلى الانتحار الشعائري الجماعي، حرقاً بالنار المقدسة، أو خنقاً بالغاز السام التطهيري؟ أليس في وسع منظمة 'كاخ'، اليهودية الدينية المتطرفة، أن تقارن نفسها بالتطرّف الأمريكي الذي كان وراء تفجير المبني الفيديرالي في أوكلاهوما؟
    'جبهة النصرة' ليست فطراً شيطانياً ولد في غفلة من الزمن، أو بمعزل عن ممارسات النظام الوحشية ضدّ أبناء سورية العزّل؛ لكي لا يذهب المرء أبعد قليلاً ـ أو يرتدّ خطوة واحدة إلى الوراء، ليس أكثر ـ فيتلمس طبائع المظالم التي تتخلّق في شروطها عبادة البندقية، وثقافة السلاح، وروحية العنف المضادّ لعنف أصلي أشدّ وطأة وعاقبة. صحيح أن فلسفة 'النصرة'، العسكرية والعقائدية، قد لا تكون مستحبة، أو مقبولة؛ ولعلّ الكثيرين، على شاكلتي شخصياً، يرفضها جملة وتفصيلاً؛ إلا أنّ الرغائب والتفضيلات شيء، وما يستولده الواقع على هيئة محصّلة تلقائية، لا رادّ لها، ولا رادع أحياناً؛ شيء مختلف تماماً. وكما يتشدد علماني سوري في مسألة فصل الدين عن الدولة، وحمل غصن الزيتون وحده؛ لا يتردد إسلامي في التشدد، بدوره، حول القتال من أجل 'دولة إسلامية عادلة'، والاستشهاد في سبيلها...
    العاقبة، في هذَين الأقصييَن، وسواهما كثير، هي الشعب السوري ذاته، أولاً وآخراً، ولا بديل عن محض الثقة العليا لهذا الشعب، ولتاريخه القديم والحديث والمعاصر، وقِيَمه وأخلاقياته، وأنّ انتفاضته من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية ودولة القانون والمساواة... هي المنتصرة أخيراً، وأياً كانت المشاقّ والآلام. وللإدارة الأمريكية، أو سواها، في مؤتمر 'أصدقاء سورية' أو في أقبية مؤتمرات أعدائها، أن تضمّ مَن تشاء إلى لوائح التأثيم، أو قوائم الترقية؛ فالمعادلة، في موازين الانتفاضة السورية، من هذا الشعب بدأت، وعنده سوف تبقى.

    ' كاتب وباحث سوري يقيم في باريس

  6. #5526
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي


    عندما يذبح الشعب السوري فقط؟!
    صحف عبرية
    2012-12-06


    ها هي جملة سمعناها غير قليل في الفترة الاخيرة من بعض من سياسيينا: مسلم به أن لنا حق في البناء في عاصمتنا، القدس، ولكن في الوقت الحالي هذه سخافة سياسية. والان حاولوا أن تتذكروا للحظة كم مرة سمعتم هذه الجملة (بهذه الصيغ او تلك) في السنوات الاخيرة. الكثير جدا. كيفما اتفق يكاد يكون كل مرة هذا ليس الوقت المناسب. مرة لان نائب الرئيس الامريكي يصل الى البلاد، ومرة اخرى لانهم يحاولون استئناف المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين، ولا حاجة بالذات لان نبني لهم بين العينين. في حالة اخرى نحن نوجد على الاطلاق في فترة تجميد للبناء، وبالتالي فان هذا ليس مناسبا أبدا.
    ليست المسألة هي أن نبني أم لا. فعلى هذا بالتأكيد يمكن الجدال. هذه قصص الجدة التي يروونها لنا. ولا أريد أن ابدو كيساري متطرف يعتقد بان محظور على الدولة أن تبني في عاصمتها، ولهذا فكل واحد يغلف هذا بصيغة اخرى. هذا ليس التوقيت/هذا ليس الموسم/هذا ليس الزمن. وكأنه يمكن أن تكون وضعية اخرى، تأتي فيها يحيموفتش، لفني أو لبيد لقولوا: نعم هذا هو الزمن للبناء في القدس، في يهودا والسامرة. البناء الان، الكثير وبسرعة. فهل حقا.
    من الجهة الاخرى، يجدر طرح السؤال التالي: لو لم نكن الان في فترة انتخابات، وما كانت اصوات اليمين عزيزة هكذا فجأة، فهل كانت الحكومة ستسير بكل القوة على اقرار البناء؟ قرروا بأنفسكم.
    واذا ما تحدثنا عن الازدواجية، فتعالوا نرتفع درجة اخرى في المجال. في الايام الاخيرة قرأنا غير قليل من التقارير عما سيحصل وقريبا في سوريا. من جهة، يقترب الثوار اكثر فأكثر من قصر الاسد. ومن الجهة الاخرى، بذات السرعة تتقدم وتتعاظم ايضا الاستعدادات لاستخدام السلاح الكيماوي الذي لدى الحكم السوري. 43 الف شخص قتلوا حتى اليوم في اطار المذبحة الجارية على مسافة بضع كيلومترات من هنا فقط.
    ورغم ذلك ما الذي يعنى به العالم بشكل عام ودول اوروبا بشكل خاص؟ يعنون ببيانات الحكومة عن البناء في منطقة E1.
    اعترفوا بان هذا هذيان. فالسرعة التي استدعي فيها سفراء اسرائيل لمحادثات التوبيخ في عدة مدن في اوروبا لم تكن أقل من مذهلة. بعد يومين ثلاثة ايام من البيان عن البناء، فاذا بها تبدأ مسيرة السفراء. وعندما بدأت الثورة في سوريا، وقتل النظام عشرات ومئات الاشخاص، مرت أسابيع عديدة الى أن بدأوا باستدعاء السفراء السوريين في تلك الدول. بكلمات اخرى، أخذت اوروبا وقتها عندما كان الناس يقتلون، ولكن عندما فكرون في اسرائيل بالبناء في القدس فان كل المنظومات تدخل في حالة تأهب.
    وتتشدد الازدواجية عندما يكون في الاخبار العالمية اليوم موضوعان مركزيان فقط يستهلان النشرات المختلفة. فمن جهة، اقرارات البناء للحكومة في اسرائيل، ومن الجهة الاخرى، الاقرار لخلط المادة الكيماوية في سوريا تمهيدا لامكانية استخدامها ضد المواطنين السوريين. المعركة على الاهتمام العالمي في هذا الموضوع متلازمة وصعبة.
    لو كنت مكان الرئيس السوري الاسد لما فقدت الامل. فبعد قليل من الجهد من جهته، فقد ينجح في أن يغير الوضع ويتجاوز اسرائيل في كمية التغطية الاعلامية العالمية. اما في هذه اللحظة، فما العمل، فانه لا يزال يتخلف عنها. هكذا هو الحال عندما يذبح العرب فقط، ولا يبنى لهم بيوت امام العينين.

  7. #5527
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي


    المعارض رياض الترك لـ'القدس العربي': امريكا لا تريد انتصار الثورة.. وتلتقي مع النظام بإشعال الحرب الاهلية لم اتحمس مطلقا للائتلاف الوطني وما زلت متخوفا لأنه اسقط بمظلة دولية.. وتفكك الدولة السورية كذبة كبرى
    محمد علي الأتاسي
    2012-12-06


    دمشق ـ 'القدس العربي': المعارض السوري المخضرم رياض الترك، القيادي التاريخي في 'حزب الشعب الديمقراطي'، وعضو قيادة 'إعلان دمشق'، المقيم في مكان ما داخل سورية، تعرض للكثير من الانتقادات بسبب موقفه المتحفظ من ولادة 'الائتلاف الوطني السوري'، واتهمته بعض الداوئر المحيطه بالسفيرين الأمريكي روبرت فورد والفرنسي إريك شوفاليه بأنه كاد يطيح باتفاق الدوحة بين 'المجلس الوطني السوري' والائتلاف الوليد. هنا حوار مع من يسميه الكثير من السوريين بـ'مانديلا سورية'، بسبب السنين الطويلة التي قضاها في سجون النظام السوري، خلال عهدَي حافظ الأسد ووريثه بشار الأسد، وللدور الرائد الذي لعبه في مقارعة الاستبداد، وفي سبيل حرية سورية.. وفيما يلي نص الحوار:
    ' نحن اليوم على أعتاب العام الثاني من اندلاع الثورة السورية، ألا تعتقد معي أن التفاؤل الذي أبديته سابقا بانتصارها، جاء متسرعاً بعض الشيء، فالمسألة قد تطول، خصوصا وأن النظام لا يزال يقاتل حتى اليوم؟
    ' لا، أبداً. ما زلت إلى اليوم متفائلاً. فالزمن، لا يعني هنا الشيء الكثير، مقارنة مع عمق التحولات التي نعيشها. علينا ألا ننسى أن هذا النظام نسج على مدى عقود طويلة شبكة واسعة من العلاقات والمصالح والتحالفات، على المستويات الداخلية والاقليمية والدولية كافة. فمعركتنا معه لها امتداداتها على كامل المنظومة الإقليمية والدولية. هنا لا أستثني أغلب القوى الغربية التي لا تزال قلقة من الثورة ومن عقابيلها. هؤلاء لا يعنيهم انتصار مُثُل الحرية والديمقراطية، وما يهمهم هو الحفاظ على استقرار المنطقة وضمان أمن إسرائيل.
    إن منبع تفاؤلي هو أن الشعب السوري عاد من جديد ليكون الرقم الصعب في هذه المعادلة المركبة والمعقدة، بعد أن ظنت السلطة أنها نجحت في تحويله إلى شعب مدجن ومستعبَد، لن تقوم له قائمة. إن شعار 'الأسد إلى الأبد' هو أبلغ تعبير عن هذا الغرور الذي أرادوا أن يرسخوه في أذهان الناس.

    التقاعس الغربي
    ' كيف تفسر هذا التقاعس الغربي عن دعم الثورة السورية، ووقوفه موقف المتفرج أمام نظام يقصف شعبه ويدمر مدنه بالمدافع والدبابات والطائرات، في سابقة لم يعرف التاريخ الحديث لها مثيلاً؟
    ' أكاد أقول إن هذا الغرب هو في مكان آخر عندما يتعلق الأمر بسورية، وكأنها في نظرهم الوجه الآخر للجهاديين المتطرفين الذين يدّعي مخافتهم، وبالتالي فإنه لا مانع لدى بعض دوائر القرار هناك من تدمير سورية وتفكيك مجتمعها.
    أما الحجة في تقاعسه، فهي خوفه الكاذب من الوقوع في الفوضى والتطرف الإسلامي والانزلاق إلى الحرب الطائفية. فنحن هنا أمام مركزية غربية في النظرة إلى الشرق، تمتد جذورها الى القرن السابع عشر، والتي تستند إلى خلفية كولونيالية استعمارية متشربة بالعداء العميق للإسلام، أو ما يمكن تسميته مجازا بـ'ثقافة الرجل الأبيض'. هذه الثقافة لا تزال إلى اليوم تحاجج بأن العرب والمسلمين غير مؤهلين للديمقراطية. إنها تمعن في التأكيد على المقولة القديمة والسائدة حتى الآن: 'الشرق شرق والغرب غرب، ولن يلتقيا'. في حين أن نضالات الكثير من الشعوب في العصر الحديث، بما فيها نضالات شعبنا العربي منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى ثورات الربيع العربي من أجل الحرية والديمقراطية والتقدم، تؤكد إمكانية تلاقي الشرق مع الغرب على قاعدة مبادئ حقوق الإنسان التي أسس لها الغرب الحضاري، وعلى رأسها التأكيد على حق الإنسان في الحياة، وفي رد الموت عن نفسه وعن أطفاله.
    ' قد يقول قائل هنا، كيف التفاؤل وأين النصر، وهناك مدن مدمرة بالكامل، وأكثر من أربعين ألف قتيل، ومئات ألوف الجرحى والمعتقلين وملايين المهجرين، وهناك نظام لا يزال يحافظ على قدر معين من تماسك قواته العسكرية والأمنية، وهناك تقاعس عربي ودولي، وهناك خطر الحرب الأهلية؟
    ' بداية، أنا لا أعتقد أننا ذاهبون إلى حرب أهلية. هذا ما يريده النظام، وهذا ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية، لتبرر موقفها المتقاعس تجاه ثورة الحرية والكرامة، وإصرارها على إيجاد تسوية وفق منطق 'لا غالب ولا مغلوب'. حقيقة الأمر أن الإدارة الأمريكية لا تقبل أبداً بالانتصار الكامل للثورة. فموقفها في المحصلة لا يختلف عن الموقف الروسي، إلا في كون الموقف الأمريكي ذكياً والثاني غبياً أحمق. هم يريدون إنهاك الطرفين لإيصالهم إلى حل على الطريقة اللبنانية، وفقا للمنطق الذي أشرت إليه: 'لا غالب ولا مغلوب'.
    في ظل هذا السياق يمكن أن تتحول 'اتفاقية جنيف' إلى بازار بين الروس والأمريكيين، ثمنه التوافق على إزاحة بشار الأسد، والاتفاق على حكومة هجينة تحافظ على بعض مؤسسات النظام، مضافاً إليها بعض رموز المعارضة المدجنة. بهذا المعنى يمكن أن نفهم خلفية الطروحات التي يقدمها الوسيط الدولي ـ العربي الأخضر الإبراهيمي. وبهذا المعنى أيضاً يمكن للروس أن يحققوا بعضاً من طموحاتهم ومطالبهم. كما يحقق الأمريكان من خلال هذا النظام الهجين شيئاً من العودة إلى 'الاستقرار' وضمان أمن إسرائيل.
    مع ذلك فالمسألة الكبرى اليوم ليست فيما تسعى إليه بعض الدول الكبرى، بل فيما يجري على أرض المعركة داخل سورية. من هذه الزاوية علينا أن نلاحظ ما يلي:
    1 ـ تحول المعركة لصالح الثورة، التي تحقق يومياً انجازات هامة في توسع رقعتها وتحرير المزيد من الأراضي.
    2 ـ بنيتا النظام، الآلة العسكرية والآلة القمعية، في طريقهما إلى التفكك والانهيار. فهما في المعركة على الأرض منهزمان باستمرار، ولم يبق لهما سوى القوة النارية من الطائرات والمدفعية والدبابات وراجمات الصواريخ. فهي في المحصلة تؤخر تقدم الثوار لكنها لا تلغيه.
    3 ـ سلوك النظام المتوحش الذي يستهدف السكان العزل، والذي وصل إلى درجة الإبادة، قد حطم كل الجسور التي يمكن أن تؤدي إلى مخارج سياسية يرتضيها الشعب والثوار. وهذا سيؤدي في النهاية إلى هزيمته رغم فداحة الخسائر البشرية والمادية التي أشرت إليها في سؤالك. لكن هذا القناعة لن تمنعنا من أن نطالب المجتمع الدولي القيام بواجبه الإنساني للجم آلة القتل، وإيقاف حملة الإبادة التي يتعرض لها شعبنا، والتي ننظر إليها كأولوية انطلاقاً من المبدأ الإنساني والقاضي بحق الإنسان السوري في الحياة ورد القتل عن نفسه.

    اولويات الثورة: اسقاط النظام
    ' ما هي برأيك اليوم أولويات الثورة، في ظل التقاعس الدولي وإجرام النظام المنقطع النظير والثمن الباهظ الذي لا ينفك شعبنا يدفعه؟
    ' إن أولى الأوليات كانت ومازالت: إسقاط النظام، مهما غلا الثمن وكبرت التضحيات. وإذا كانت المهمة الملحة التي تتقدم على كل شيء اليوم، هي إيقاف القتل والإبادة، فلا شك أن أقصر الطرق وأسلمها لتحقيق ذلك هي في تسريع إسقاط النظام، وليس في إيجاد الحجج والعراقيل لإطالة عمره، كما يفعل العديد من الدول. فالأهوال التي تحيق بشعبنا، يُسأل عنها ويتحمل مسؤوليتها المجتمع الدولي، ومن خلفه بعض الدول الكبرى التي وقفت تتفرج على شعبنا وهو يقصف ويباد بالطائرات والدبابات والبراميل المتفجرة، في سابقة لم يعرف لها التاريخ مثيلاً. ورغم ذلك تدفعنا بعض الدول الكبرى إلى تسويات تشكل في مضمونها خيانة لأهداف الثورة.
    ' لكن سورية هي اليوم في صلب المعادلة الإقليمية والدولية، فنحن محكومون، شئنا أم أبينا، بأخذ التوازنات الدولية بعين الاعتبار. يكفي أن نتذكر في هذا الإطار أن استقلال سورية عن الانتداب الفرنسي كان محكوماً هو الآخر بمعادلات نهاية الحرب العالمية الثانية وبالتنافس الإقليمي بين الإنكليز والفرنسيين؟
    ' سؤالك فيه شيء من الصحة، لكنه يعود إلى حقبة تاريخية تختلف عما نعيشه الآن، سواء على المستوى الداخلي أو الدولي. فالتسوية التي تسعى إليها الولايات المتحدة ضارة جداً، ولا أعتبرها مخرجاً سياسياً إذا قسناها على ما يجري في أرض المعركة، والتي تشير إلى إمكانية إنزال الهزيمة بهذا النظام. يضاف إلى ذلك يأس حلفاء النظام الذين أعطوه فرصاً عديدة، لكنه ينتقل من فشل إلى فشل، ومن وحشية إلى وحشية أشد، الأمر الذي سيبرر الحاجة إلى الخلاص منه وإسقاطه. أعتقد أن المخرج السياسي السلمي الآن يتلخص في البحث عن طرق تؤدي إلى نقل السلطة إلى قوى الثورة، تبدأ من إزاحة الأسد والدخول في مصالحة وطنية عبر مؤتمر وطني يضع الأسس الدستورية والقانونية للانتقال إلى النظام الوطني الديمقراطي، الذي يوفر الحرية والمساواة والعدالة بين جميع مكونات المجتمع السوري (القومية والدينية والمذهبية) محافظاً على وحدة الأرض والشعب والقرار الوطني المستقل.
    ' في ظل تآكل السلطة المركزية في مواجهة الثورة، وتفكك قبضتها العسكرية والأمنية من الأسفل شيئاً فشيئاً، هل هناك خطر من أن تنهار الدولة السورية مع انهيار السلطة الإستبدادية، كما يتخوف البعض؟
    ' موضوع تفكك الدولة السورية هي كذبة كبيرة. وعلينا هنا التفريق بين أمرين، دولة المؤسسات والمصلحة العامة والتكنوقراط الشرفاء والكوادر البشرية المؤهلة، فهذه كانت قبل حافظ الأسد وستبقى بعده. أما الدولة السورية التي تعنينا هنا، بمعنى مشروعية وشرعية احتكار العنف وقوننته، فهذه الدولة تفككت منذ مجيء حافظ الأسد إلى السلطة. بل يمكنني القول إن إرهاصاتها بدأت مع انقلاب 8 آذار (مارس) 1963. لقد بنى هذا الدكتاتور دولة تسود فيها إرادة الرئيس بدلا من سيادة الدستور والقانون والمؤسسات ذات الوظائف المتنوعة. على أرض الواقع أقام الأسد دولته على ثلاث ركائز، ترتبط مباشرة بشخصه خارج أي إطار دستوري أو قانوني: أمن خارجي ـ اقليمي يتكفل به الجيش، الذي تحولت وظيفته من جيش وطني إلى محتلّ في لبنان أو مشارك تحت الراية الامريكية في 'عاصفة الصحراء'، وأمن داخلي، تتكفل به أجهزة المخابرات المنتشرة كالسرطان في جسم الوطن، وأمن اقتصادي، ينهب ثروات الوطن والمواطنين ويسخرها لخدمة الطغمة الحاكمة، التي عاثت فساداً لا يطاق على مدى أكثر من أربعين عاماً. ففي ظل هذه الدولة الأمنية المستبدة لم يحصد شعبنا سوى الإذلال والقهر والتسلط والإفقار، ومن الطبيعي بعد نصف قرن أن يثور هذا الشعب ليعيد بناء دولته على النمط الذي قامت عليه بعد الاستقلال.
    'وُجهت لك في الآونة الأخيرة اتهامات من بعض أطراف المعارضة المجتمعة في الدوحة، ومن بعض الدبلوماسيين الامريكيين والفرنسيين، ومن بعض الصحف العربية، بأنك تحمل عقلية ديكتاتورية، وأنك حاولت عرقلة ولادة الائتلاف الوطني. ما هو ردك؟
    ' حقيقة لا أريد الدخول في هذه المتاهات، لكنني أريد أن أقول إنني منذ خروجي من السجن كنت في صفوف الداعين إلى التجديد، وتخليت عن مناصبي الحزبية كأمين أوّل لحزب الشعب الديمقراطي السوري، وعدت الى حيث أريد وأنتمي، بعيداً عن الأضواء والمناصب والصفوف الأمامية. من هنا فإن أساس الخلاف مع بعض أطراف المعارضة سياسي، وليس صراعاً بين أشخاص. فأنا أرفض أن أنجر إلى مماحكات لا طائل من ورائها، كما أعتبر هذا الهجوم شرفاً لي بصفتي ملتزماً بما قرره ويسير عليه الآن 'إعلان دمشق'، في جميع معالجاته السياسية، في هذه المرحلة الدقيقة من حياة البلاد. فالتاريخ هو الذي سيحكم في النهاية، خاصة حول مدى دقة، وصحة، المواقف السياسية التي سرت وأسير عليها.

    المجلس الوطني فشل بدوره
    ' كيف تقيّم اليوم تجربة 'المجلس الوطني'، وهل تعتبر أن 'الإخوان المسلمين' كانوا أكثر براغماتية من 'إعلان دمشق'، بصفتهما القوتين الأساسيتن المشكّلتين للمجلس الوطني؟
    ' يؤسفني القول إن 'المجلس الوطني' بُعيدَ تشكيله لم يقم بالدور المطلوب منه في دعم الثورة، ولم يتحول إلى ممثل حقيقي لها، كما كانت تأمل فعالياتها. لقد تلهى بفتح دكاكين وخلق شلل وزعامات مصطنعة أدت إلى ظهور اصطفافات غرضها الرئيس السيطرة على هذا المكتب أو ذاك، والعمل لتحقيق مكاسب حزبية أو شخصية. لقد بادر 'إعلان دمشق'، في رسائل عديدة، إلى تنبيه قيادة المجلس من المخاطر الضارة إزاء هذا السلوك، لكن النصائح والتحذيرات كانت تلاقي الصد والإهمال. لقد فضل الكثير من قياداته طرق أبواب السفارات ووزارات الخارجية طلباً للدعم والتأييد والمعونات، وحبذا لو اهتموا بالجاليات السورية والعربية والمجتمعات المدنية التي يتواجدون فيها.
    أما سؤالك عن براغماتية الإخوان المسلمين، فأعتقد أنهم يتحملون المسؤولية الرئيسية عن أغلب السلبيات التي أشرت إليها. هذه ليست براغماتية، وأخشى أن تصل معارضة الخارج إلى هذه النهاية المؤسفة، والتي يمكن أن يعبر عنها أفضل تعبير قيام 'الائتلاف الوطني' الجديد.
    ' ما هي تحفظاتك على الائتلاف الوطني الوليد؟ وكيف، ولماذا، وافق' المجلس الوطني' على الانضمام إليه في النهاية؟
    'الائتلاف الوطني هو عبارة عن تشكيل سياسي لقوى وأفراد متناقضين في الموقف السياسي من الثورة، فهو إذاً عملية سياسية غير مضمونة النتائج. أنا شخصياً لم أكن متحمساً له، وإن حقق في ظاهره ما تدّعي وتدعو إليه الولايات المتحدة الأمريكية، أي 'وحدة المعارضة'. كنت ولا أزال متخوفاً من مستقبله، ومتوجساً، خصوصاً أنه أُسقِط بمظلة دولية. عدا هذا وذاك، الائتلاف يرتكز في واجهته على أفراد يسهل التعامل معهم، وليس على قوى وأحزاب سياسية فاعلة على الأرض.
    'إعلان دمشق' لم يعترض على ولادة الائتلاف بعد أن أضيفت نقطتان هامتان إلى بيان التأسيس، وبالضد من رغبة الأمريكيين وبعض من يلوذ بهم، هما: إسقاط النظام بالكامل، وعدم الحوار معه. كذلك تمّ وضع شروط تتعلق بتشكيل الوزارة، بما يتناقض مع طلبات الدول الغربية. من هنا، و رغم الوعود الكثيرة بالإغاثة والتسلح المشكوك به، فأي محاولة لجرّ الائتلاف إلى عملية تفاوضية مع النظام ستسقطها الثورة.
    للأسباب المذكورة أعلاه، لا أعتقد أن هذا الائتلاف سيشكل واجهة سياسية بديلة من 'المجلس الوطني' الذي يُراد إسدال الستار عليه، وفقاُ لرغبة الأمريكيين. وكل الخوف أن تكون مهمة الائتلاف الحقيقية هي جر بعض المعارضين المدجنين إلى تسوية مع النظام، أو بعض أطرافه.
    ' ما هي برأيك الخطوات الملحة اليوم، لتنظيم قوى الثورة، ولضبط العلاقة بين الداخل والخارج؟
    ' المطلوب، اليوم، تشكيل مجالس تمثل فعاليات الثورة كافة، في كل حي وقرية، لتنظم شؤون الناس على الأرض في ظل غياب السلطة، وتوحيد فعالياتها على المستويين المدني والعسكري. وكما أعلم، تشكلت مجالس عديدة في أغلب المحافظات. لكن الأمر الهام هو في تشكيل مجالس على مستوى المدينة والمحافظة، وصولاً إلى مجلس أعلى يمثلها على مستوى البلاد.
    أما السياسيون في المهجر فدورهم الأساسي يتحدد في تقديم الدعم السياسي والمادي والإعلامي لتنظيمات الداخل، بالتنسيق مع مجلسه الأعلى. فمركز ثقل الثورة السياسي، يجب أن يبقى في الداخل.
    ' لكن عاملاً جديداً دخل في معادلة الثورة، يبدو مغيَّباً من كلامك. أعني به المقاتلين الجهاديين الذين يمتلكون أجندات خاصة، يحاولون أحياناً فرضها على الآخرين بقوة السلاح، وليس لهم أية مشروعية تمثيلية، ولا يؤمنون بأهداف الثورة في الحرية والكرامة، ولا يخضعون إلى أية آليات للمحاسبة أو الرقابة الشعبية؟
    ' علينا أن لا نستبق الأحداث، وليبق نصب أعيننا أن هدف الثورة هو إسقاط النظام. أما صورة النظام السياسي لسورية المستقبل، أظنك توافقني أن المنتصرين هم الذين سيصنعونها. لذلك لا أنفي هذا القلق الذي أبديته في سؤالك، واسمح لي أن أضيف إليه قلقاً آخر، عندما تتحدث قوى خارجية عن بناء سورية الغد استناداً إلى المحاصصة الطائفية، أو كما يتحدث بعض الأكراد عن فدرالية في سورية.
    هناك إذاً مخاطر محتملة، علينا أن نواجهها في حينها، هذا أولاً. وثانياً، علينا أن نثق بشعبنا الذي ثار من أجل الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية. وثالثاً، وهو الأهم، إذا انتصرت الثورة ستدخل سورية في العملية الديمقراطية، بمعنى أننا لن نلامس الديمقراطية فوراً، كأننا نغلق باب الاستبداد ونفتح باب الديمقراطية. لعل أهم مهمة لشعبنا، بعد الانتصار، هي أن نعمل على نفي أي استبداد آخر مهما كانت خلفيته أو شكله. ولا أدري كم سيطول الوقت لننعم بديمقراطية حقة، بعد حقب طويلة من الاستبداد التي مرت على بلادنا. مصلحتنا إذاً، كما أرى، هي ألا ندخل في أي صراع جانبي خلال المرحلة الحالية، حفاظاً على وحدة قوى الثورة.
    ' كيف أصبحت العلاقة بين المعارضة الديمقراطية والحركة الكردية؟ ولماذا نشهد الآن فتوراً للحركة الكردية تجاه الثورة، مع تزايد المطالب بالفيدرالية؟
    ' بعد أحداث 2004 تطورت العلاقة بين الحركة الكردية القومية والمعارضة السورية على نحو إيجابي، عبرت عنه وثائق 'إعلان دمشق'، ثم وثائق 'المجلس الوطني السوري'. إنها تتلخص في 'الاعتراف بالحقوق القومية المشروعة للإخوة الأكراد ضمن وحدة سورية أرضاً وشعباً، وإلغاء القوانين التمييزية الجائرة التي طبقها نظام الاستبداد'. باعتقادي أن هذه المواقف المذكورة زادت من اللحمة بين الإخوة العرب والأكراد. بل يمكن القول ان هذه الطروحات كانت أكثر تطوراً وتقدماً من مناهج وطروحات الأحزاب الكردية. أما في ظل الثورة السورية، يبدو أن العلاقة بين الطرفين تراجعت، وسادها الفتور بسبب ترددات العديد من الفصائل الكردية وتحفظاتها تجاه أهداف الثورة. والأسوأ من ذلك أن البعض عمل على عرقلة حركة الشارع الكردي الثائر المنسجم مع الحراك الشعبي السوري العريض.
    وبسبب التحالف بين 'حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي' والسلطة، تشكلت ما سُمّيت بـ'لجان الحماية الشعبية'، التي تسلمت من النظام إدارة معظم المدن والبلدات في الشمال السوري. وبسبب سلوكهم الضار هذا، تشكلت بالمقابل 'الجبهة العربية في الجزيرة'، الأمر الذي أجج الخلاف والصراع بين العرب والكرد. إن رفع سقف مطالب الإخوة الأكراد تحت مسميات كثيرة، غير واقعية ومرتجلة، ستؤدي إلى صراعات جانبية ليست في مصلحة الثورة ولا في مصلحة الكرد. فالمصلحة الوطنية العليا تتطلب توحيد جميع مكونات محافظة الحسكة، وصبها لصالح الثورة وتحرير هذه المحافظة من قوى النظام.
    وباعتقادي أن قوى الثورة سوف تحرر جميع المواطنين عرباً وأكراداً من أسر النظام، وسوف تلبي المطالب المشروعة للإخوة الأكراد ضمن وحدة سورية أرضاً وشعباً.
    ' ماذا بقي اليوم من النضال السلمي في الثورة السورية؟، وهل مازال للثورة السلمية من دور في ظل عسكرتها؟ ولماذا يحاول البعض وضعها في علاقة نفي متبادل مع النضال المسلح؟
    ' لنكن واضحين في هذه المسألة. المبدأ الأخلاقي يدفع باتجاه النضال السلمي، فهو الأفضل والأسلم للجميع. الثورة بدأت سلمية، لكن النظام بعنفه دفعها نحو العسكرة، والثوار دُفِعوا دفعاً لحمل السلاح ليردوا القتل عن أسرهم. المشكلة اليوم أن البعض يحاول نزع حقك في الدفاع عن النفس، بحجة النضال السلمي. فالتوجه السلمي كان ولا يزال جزءاً لا يتجزأ من ثورتنا السورية، ففي كل مرة استطاع السوريون التظاهر بعيداً عن قصف الدبابات والطائرات، رأيناهم فاعلين. فالنضال المسلح إذاً حالة مؤقتة واضطرارية. نأمل بعد أن يسقط النظام ألا نلجأ إلى العنف في حل مشاكلنا، وأن نجمع السلاح ونسلمه للدولة.

    التكالب على السلطة ادى للطائفية
    ' كيف تفسر عودة الطائفية والعنف والكراهية، إلى قلب السياسة والاجتماع السوريين؟
    ' السبب الرئيسي لهذه الظاهرات أتى من شهوة الحكم وتكالب آل الأسد على السلطة، كملكية خاصة وليس شأناً عاماً تتداوله قوى المجتمع نتيجة انتخابات عامة، فهم بتمسكهم بالسلطة مستعدون لاستباحة كل المحظورات للمحافظة عليها. علينا هنا أن لا نهمل الجانب التاريخي المتعلق بالتمييز الطبقي والديني والطائفي، فنحن للأسف نحمل إرثاً قديماً من المظالم والأحقاد. فليس أمامنا سوى التحول الديمقراطي الذي يمكن أن يحل هذه التناقضات، ويعالجها وفق مبادئ المواطنة والمساواة والعدل.
    ' كيف تفسر بقاء جزء هام من الطائفة العلوية خارج الثورة؟
    ' إذا ألقينا نظرة على ثورات العالم، نجد أن أياً منها لم ينجح في جذب كل فئات المجتمع للانخراط فيها. مع ذلك أظن أن الثورة السورية حققت نسبة عالية من المشاركة الشعبية. فدوائرها مازالت تتسع على مختلف المستويات الطبقية والاجتماعية. لنتذكر جميعاً أقوال المشككين في البداية، الذين كانوا يعتبرون غياب مدينتي حلب ودمشق عن المشاركة كأحد الأدلة على ضعف الثورة واحتمال فشلها. فماذا يقولون الآن بعد أن دخلتا بقوة في معمعانها؟
    من هنا ليس علينا إلا الصبر والتفاؤل في أن غالبية إخواننا العلويين سيدخلون الثورة عاجلاَ أو آجلا، رغم محاولات لبنظام المستميتة لتجنيدهم من حوله، وربطهم به من خلال شبكة من المصالح والولاءات. نحن إلى اليوم لم ندخل في حرب أهلية ولكننا نُدفع اليها دفعاً، وعلينا أن نعي أن خدمة أهداف النظام، وهي أيضاً خيانة للثورة، تكون بتعميم منطق طائفي يرى في الثورة السورية صراعا سنياً ـ علوياً، ويقوم على إلغاء طرف للطرف الآخر. من هنا علينا أن نكون غاية في اليقظة والحذر من الوقوع في مطبات الطائفية، مهما قسا النظام ونكل بالمواطنين، ومهما خرج الناس العاديون عن طورهم وانزلقوا في مهاوي الطائفية.
    لذلك ليس علينا سوى الصبر والتفاؤل تجاه الفئات الأخرى التي لم تنخرط بعد، ولا أعتقد أن النظام سينجح في مصادرة الطائفة العلوية، وهي ستتخلى عن النظام لأن مصالحها الأساسية هي في العيش بسلام مع باقي الطوائف، وخاصة بعد سلوك السلطة المتوحش. وسيسارع العقلاء من أبناء الطائفة، لإيجاد مخارج من شأنها أن تمنع النظام من مصادرة طائفتهم.
    ' هل تعتقد أن 'اتفاق طائف' على الطريقة اللبنانية، يمكن أن يرى النور في سورية؟
    ' المعركة في سورية تدور ضد الاستبداد، وليست صراعاً بين الطوائف. فأي محاولة محلية أو عربية أو دولية لمقاربة الثورة السورية بمنطق المحاصصة والتسويات بين الطوائف على الطريقة اللبنانية، سيكون مصيرها الفشل. فبعد المعاناة والأهوال التي يلاقيها المجتمع من هذا النظام المتوحش، من الصعب الحديث عن حلول لا تستجيب لتطلعات شعبنا في الحرية والديمقراطية، في وجه نظام لم يعد يملك الحق في البقاء بعد كل الجرائم التي ارتكبها.
    ثورتنا هي ثورة على الظلم والقهر والاستعباد، لذا فالثورة منتصرة حتى لو تعثرت أو حاول إفشالها التآمر الدولي. هذا النظام سائر، وينبغي أن يسير، نحو الزوال. وإذا كان إرساء نظام ديموقراطي في سورية ما بعد الأسد ليس بالأمر السهل المنال، فإن القوى الثورية ستدخل العملية الديمقراطية، وستعمل على نفي أي استبداد جديد، وستؤسس للمصالحة الوطنية، وستبني دولتنا على أساس دستور مدني ديموقراطي يساوي بين الموطنين بصرف النظرعن قوميتهم أودينهم أوتوجههم السياسي.
    ' سبق لك، في مقالة شهيرة عنوانها 'لن تبقى سورية مملكة الصمت'، نشرتها في هذه الصحيفة، أن طلبت من بشار الأسد: إما أن يعدل، أو يعتزل. ترى هل هناك، بعد كل الأهوال التي عاشها ويعيشها شعبنا السوري، من شيء تريد أن تقوله له؟
    بشار الأسد جزء من هذا النظام الذي أسسه والده، وما سيقع على النظام سيقع عليه في النهاية. من هنا لا شيء عندي لأقوله لهذا الدكتاتور الابن، وهو في خريف عمره السياسي، سوى أن يتنحى ويسلم السلطة لقوى الثورة، حقناً للدماء وحفاظاً على ما تبقى من مقدرات البلاد، وبالتالي يبقى الصراع في سورية وليس عليها، وإلا سيلقى مصيره الأسود.

  8. #5528
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    لخارجية الامريكية ستضع 'جبهة النصرة لاهل الشام' على قائمة المنظمات الارهابية
    اوباما محق بالتركيز على الدبلوماسية والدعم الانساني والعقوبات فحرب سورية 'ليست معركتنا'
    2012-12-06


    لندن ـ 'القدس العربي': تتزايد الضغوط الامريكية على المعارضة السورية من اجل التوصل الى حكومة ائتلافية والتسريع في التحضير للمرحلة الانتقالية لما بعد الاسد، وتأتي الجهود الامريكية في ظل الحديث عن تقدم سريع للمعارضة المسلحة نحو العاصمة، ونفاد خيارات الرئيس السوري بشار الاسد الذي بات محاصرا في القصر الجمهوري، وسط انباء تقول انه لم يعد له دور فيما يجري في الميدان، واحاديث عن عدد من المحاولات للبحث عن خيارات للرئيس منها العودة الى مناطق العلويين وجبالهم او البحث عن ملجأ للرئيس وعائلته في امريكا اللاتينية وهو ما نفته الخارجية السورية.
    ويضاف الى ذلك التقارير التي قالت ان الدعم الروسي للاسد بدأ يتراجع الا ان المسؤولين الامريكيين قالوا ان موسكو لم تظهر اي تحرك بهذا الاتجاه، فيما نقلت 'نيويورك تايمز' عن مسؤول تركي قوله ان روسيا وافقت على خطة من اجل اقناع الاسد التخلي عن السلطة، وكانت صحف بريطانية قد قالت ان روسيا تحاول فتح قنوات مع المعارضة السورية. ولم يعد الحديث منصبا على بقاء الاسد بل على ماذا سيحدث بعده وخياراته حيث يقول مراقبون ان ما ستنجلي عنه المعركة اما مواجهة بين الاسد والمعارضة في دمشق التي قد تنتهي بانهيار كامل للنظام وقتل الرئيس وبالتالي سيطرة المعارضة على كامل التراب السوري سورية، او تراجع بقايا النظام الى مناطق العلويين اي الى ساحل البحر الابيض المتوسط ومدينة اللاذقية، والثالث وهو سيطرة بقايا النظام على مناطق حمص والمناطق الغربية القريبة منها نظرا لانها ملاصقة لمناطق حزب الله في الجنوب اللبناني.
    جهود متزايدة

    وبسبب التطورات المتلاحقة تشعر الولايات المتحدة والدول التي تقف خلف المعارضة السورية ان عمليات التخطيط للمرحلة الانتقالية اصبحت تابعة وليست سابقة للتطورات الميدانية المتسارعة. ويبدو ان الدول الغربية بدأت العمل بالفعل حيث شكلت ادارة باراك اوباما فرق عمل للتحضير لعدد من سيناريوهات 'اليوم التالي' بما في ذلك ضمان عمل المؤسسات الخدمية بعد انهيار النظام، والاهم من ذلك تأمين ترسانة السلاح الكيماوي، ربما عبر عمل عسكري. كما وستعمل امريكا وحلفاؤها على تعزيز قوة الائتلاف الوطني في داخل سورية وخارجها كممثل للسوريين. اضافة لممارسة الضغط على التحالف السوري هذا من التسريع في عمليات الانتهاء من خطط المرحلة الانتقالية ولهذا بدأت هذه الدول عمليات بتقديم الدعم المالي لانجاز الخطط اللازمة لتولي المعارضة السلطة حيث تقدر الاستخبارات الغربية ان بقاء الاسد بات مسألة اسابيع وليست شهورا. ويقول مسؤول فرنسي ان حكومة بلاده التي كانت اول من اعلن اعترافه بالائتلاف الوطني السوري قد ارسلت دبلوماسيين الى الحدود السورية مع تركيا من اجل تقديم الدعم المالي الى الجماعات التي تمثل التنسيقيات المحلية داخل سورية.
    وتفكر الادارة الامريكية بنفس الطريقة لكن الادارة وبسبب القانون الامريكي يجب ان ترسل الاموال الى هذه التنسيقيات من خلال منظمات غير حكومية ترسل على شكل مساعدات انسانية كما يقول مسؤول امريكي نقلت عنه صحيفة 'واشنطن بوست'. وستحذو امريكا حذو كل من فرنسا وبريطانيا والدول الاخرى التي اعترفت بالائتلاف السوري، حيث المحت انها ستعترف به كممثل للسوريين، وذلك اثناء اجتماع مجموعة 'اصدقاء سورية' في المغرب الاسبوع القادم وبحسب مسؤول امريكي قال للصحيفة ان القرار النهائي بهذا الشأن كان ينتظر عودة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون من اوروبا بعد اجتماع دول الناتو التي وافقت على الطلب التركي بنشر منظومة صواريخ باتريوت على حدود بلادها مع سورية. وكانت كلينتون قد المحت الى الخطوة الامريكية يوم الاربعاء عندما قالت في بروكسل ان الائتلاف وقد تشكل 'فسنعمل ما بوسعنا لدعم المعارضة'.
    ولكن صحيفة 'نيويورك تايمز' قالت ان الاعتراف مشروط بقدرة الاتئلاف على اثبات نفسه وردم مشاكله. ومنذ الاعلان عن الائتلاف في قطر الذي تم برعاية امريكية ودول خليجية وعربية لجمع شتات المعارضة فقد بات يحظى بدعم سياسي ومالي من مجموعة اصدقاء سورية ودول اخرى تدعم المعارضة، كل هذا من اجل تعزيز شرعية الائتلاف ومنع انهياره خاصة ان المحاولات السابقة لتوحيد المعارضة انتهت بالفشل، مع انه ومنذ تشكيله لم يستطع بعد تقديم لائحة من القيادات تقود المرحلة القادمة وتجمع شتات المعارضة في الداخل والخارج وتوحد صفوف الجماعات المسلحة المتعددة الولاءات والتمويل.

    السلاح الكيماوي

    ويرتبط الحراك الدولي تجاه سورية في جزء منه بالتقدم السريع للمقاتلين نحو دمشق حيث احيا الامال بقرب النهاية، والاهم من ذلك القلق على مصير السلاح النووي، فاضافة للتسريبات التي سربت من وكالات امنية غربية وتصريحات لمسؤولين امريكيين عن تحركات غير عادية حول المواقع الكيماوية، واخرى قالت ان النظام فعلا جهز رؤوسا كيماوية لاستخدامها في الصواريخ، كثر الحديث عن امكانية التدخل العسكري، حالة تجاوز النظام 'الخطوط الحمراء' حسب اوباما او ما عبرت عنه كلينتون نفسها عن امكانية استخدام النظام الترسانة كسلاح اخير بعد فشله في دحر المقاومة. وفي هذا السياق تحدث مسؤولون غربيون عن خطط جاهزة للتدخل وتأمين السلاح خشية وقوعه في ايدي جماعات اسلامية متطرفة او حزب الله.

    تقدم المعارضة ومخاوف الغرب

    ويتفق الجميع على ان المقاتلين السوريين استطاعوا تحقيق انجازات ضد قوات النظام عبر استمرار تدفق السلاح النوعي من الخارج، والاسلحة التي اخذوها من الجيش السوري الذي ترك قواعد ومخازن مليئة بالاسلحة. وعلى الرغم من الانجازات الا ان المعركة الاخيرة ستكون دموية وطويلة، وذلك حسب المسؤول الفرنسي الذي تحدث لواشنطن بوست، ولكنه اضاف الى ان التحول في دينامية المعركة خلال الاسابيع الماضية ستؤدي الى اضعاف النظام وانهيار معنوياته وعليه يقول 'اعتقد ان النظام سينهار قريبا، ان لم يكن خلال اسابيع بل اشهر، لا اعرف'. ولعل الهاجس الاكبر الذي يؤرق بال الامريكيين والدول الغربية ان الانجازات السريعة والتي تحققت على الارض قد تحققت بفضل جماعات اسلامية مزودة بالعتاد والمال الذي حصلت عليه من اثرياء الخليج. وعليه يرى المسؤول الفرنسي انه كلما انهار النظام سريعا كلما قوي البديل عن الاسد، وكلما كان بالامكان تعزيز هذا البديل. وقال المسؤول ان السوريين انفسهم سيرفضون اي عملية تشدد او جماعات متطرفة. فيما قالت 'نيويورك تايمز' ان الادارة الامريكية ستعلن عن قرار سيصنف 'جبهة النصرة لاهل الشام' التي يعتقد انها مرتبطة بالقاعدة منظمة ارهابية وستوضع على قائمة وزارة الخارجية الامريكية للمنظمات التي تدعم الارهاب.
    وينظر الى الخطوة على انها محاولة لعزل الجماعات الجهادية وتعزيز القوى العلمانية وبشكل يتساوق مع استراتيجية الولايات المتحدة لدعم الائتلاف. ويأتي قرار الخارجية الامريكية على الرغم من ان جبهة النصرة والجماعات الاسلامية المتشددة تمارس تأثيرا على الارض، والانجازات التي تحققت اخيرا اسهم فيها الاسلاميون بشكل كبير. فالعمليات الانتحارية وهي السلاح المفضل للجماعات هذه قد اصبحت عادية، حيث باتت المقار الحكومية المحصنة جدا هدفا لها. وكان تقرير لصحيفة 'صاندي تلغراف' قد كشف الاسبوع الماضي عن استخدام جبهة النصرة للانتحاريين والجهاديين من الخارج، وقيامهم بملاحقة وقطع رؤوس المتعاونين مع النظام. ونقلت الصحيفة عن مصدر اوروبي قوله انهم يعرفون بقرار الادارة تصنيف جبهة النصرة كمنظمة ارهابية وان بريطانيا تنظر في الامر هي الاخرى.
    وتقول الصحيفة ان خطوة كهذه قد تؤدي الى تعقيد جهود المعارضة السورية والتي يأمل حلفاؤها ان يكون الائتلاف الوطني الجديد القناة الوحيدة لنقل الاموال للمقاتلين، لكن في ظل وضع فوضوي فهناك امكانية ان تذهب بعض الاموال للجماعات الجهادية. وتشير 'تلغراف' الى ان مناطق الشمال السوري التي اصبحت كليا بيد المعارضة يتراجع فيها تأثير جماعات الجيش الحر المعتدلة مقارنة مع الجماعات الاسلامية، المنظمة والمنضبطة والمسلحة بشكل جيد. وتظهر اشرطة فيديو مقاتلي جبهة النصرة وهم يستولون على قواعد عسكرية في دير الزور واخرى وهم يقومون باعدامات فورية. ونقلت عن مواطن في حلب قوله ان شراسة مقاتلي الجبهة ومهاراتهم القتالية جعلتهم القوة الرئيسية في حلب. وترى المعارضة المعتدلة ان عدم دعم الغرب لها عسكريا ادى الى صعود الاسلاميين، لكن سوريين يقولون انهم لا يرغبون بالعيش في ظل دولة اسلامية على غرار طالبان، حيث تشعر الاقليات بالخوف من هذا المنظور. وفي الوقت الحالي يركز الجهاديون على عدوهم القريب وهو الاسد والاطاحة به لكن مراقبين غربيين يخشون من توسع طموحاتهم في مرحلة ما بعد الاسد. ويحذر سوريون من ان التدخل الاجنبي سيؤدي الى زيادة تأثيرهم.

    قرار حكيم

    وفي ضوء تزايد الدور الامريكي في الحرب الاهلية السورية، علقت صحيفة 'لوس انجليس تايمز' في افتتاحية لها تحت عن عنوان 'ماذا بعد في سورية' على قرار ادارة اوباما عدم التدخل العسكري او دعم المعارضة بالسلاح بانه قرار حكيم. وقالت انه وبعد عشرين شهرا قتل فيها عشرات الالاف تدخل الحرب الاهلية في سورية نقطة تحول مهمة. فالجماعات المقاتلة المتعددة تتقدم نحو ضواحي دمشق ولديها فرصة قوية كي تحقق الانتصار. وتساءلت في هذا السياق: هل ينبغي على ادارة اوباما التدخل عسكريا؟، خاصة ان جهودها للاطاحة بنظام الاسد اعتمادا على سلسلة من العقوبات العبثية قد فشلت. ومع انها ترى ان قرار التدخل يظل صعبا، خاصة في زيادة المعاناة الانسانية السورية الا انه خيار غير مقنع.
    وقالت ان الادارة الامريكية وحلفاءها المتعبين من الحروب الطويلة في العراق وافغانستان استبعدوا ومنذ البداية فكرة التدخل المباشر، حتى ولو كانت بنفس الطريقة التي اطيح بها معمر القذافي، حيث اتخذ قرار الحظر الجوي كذريعة للتخلص منه. وفي الوقت الذي تقول فيه ان الموقف الامريكي كان صحيحا حتى المح اوباما الى التدخل هذا الاسبوع وذلك من اجل منع النظام السوري من استخدام سلاحه الكيماوي ضد شعبه.
    وتشير الى سؤال اصعب ويتعلق بتسليح امريكا للمعارضة كما تفعل بعض الدول العربية، مشيرة الى تعهد ميت رومني المرشح الجمهوري الخاسر اثناء حملته الانتخابية بدعم المعارضة عسكريا و'الحصول على السلاح المناسب لهزيمة دبابات ومروحيات الاسد' كما قال. وتقول الصحيفة ان ادارة اوباما في رفضها دعم المعارضة عسكريا لديها اسبابها وهو الخوف من وقوع السلاح بايدي جماعات متطرفة. وعلى الرغم من اعتراف الصحيفة ان المعارضة اليوم اكثر تنظيما ووحدة من ذي قبل وتعرف امريكا عنها الكثير لدرجة تفكيرها بالاعتراف بها لكن هناك امكانية ان تقع المساعدات في يد من لا تريد امريكا مساعدتهم اي الجماعات المتطرفة. وتضيف الصحيفة ان المدافعين عن دعم المعارضة بالسلاح يقولون انه ضروري كي يكون للادارة التأثير الكافي على الحكومة القادمة في دمشق.
    وللرد على هؤلاء تقول ان الادارة تفكر بطريقة مختلفة، حيث تقوم استراتيجيتها للتأثير على سورية ما بعد الاسد من خلال ربط الدعم الامريكي بتشكيل المعارضة حكومة واسعة تضم كل الطوائف بمن فيها العلويون والمسيحيون والاقليات الاخرى الخائفة من رحيل الاسد على مستقبلها. وتختم بالقول انه في حالة انتصار المعارضة، فلن يتوقف البعض عن القول ان ادارة اوباما كانت مخطئة في عدم تسليح المعارضة عسكريا. وفي النهاية تقول الصحيفة ان الادارة كانت حكيمة بالتركيز على الجهود الدبلوماسية وفرض العقوبات على الاسد والدعم الانساني، بدلا من العسكري، لان الحرب في سورية 'لم تكن معركتنا' تقول الصحيفة.




  9. #5529
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي


    مشرع روسي كبير: الحكومة السورية غير قادرة على أداء عملها
    2012-12-06


    موسكو ـ رويترز: قال مشرع روسي كبير حليف للرئيس فلاديمير بوتين الخميس إن الحكومة السورية غير قادرة على أداء عملها بشكل ملائم وذلك في علامة على أن موسكو تحاول أن تنأى بنفسها عن الرئيس بشار الأسد.
    واستخدمت روسيا حقها في النقض بمجلس الأمن الدولي لاحباط جهود غربية وعربية لاجبار الأسد حليفها القديم على ترك السلطة لكن تصريحات النائب الروسي تلمح إلى خيبة الأمل الروسية المتزايدة بسبب فشله في إنهاء إراقة الدماء في البلاد.
    ونقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن فلاديمير فاسيلييف رئيس كتلة حزب بوتين في مجلس النواب قوله 'اتفقنا ونتفق في الرأي على أنه ينبغي للحكومة السورية الحالية القيام بعملها. لكن الوقت أظهر أن هذه المهمة تتجاوز قدراتها'.
    وأضافت الوكالة أن فاسيلييف وهو ايضا نائب رئيس مجلس النواب أبلغ وفدا برلمانيا بريطانيا أن روسيا تبذل قصارى جهدها للمساعدة في إنهاء الصراع في سورية لكن نفوذها على القيادة هناك محدود.
    وكان النائب الروسي يتحدث قبل فترة وجيزة من محادثات من المقرر أن تبدأ في دبلن بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون والوسيط الدولي في سورية الأخضر الابراهيمي.
    ونقلت الوكالة عن فاسيلييف قوله 'حاولنا تهيئة الظروف حتى تتمكن القوى الداخلية في سورية من السيطرة على الوضع'.
    وأضاف 'للأسف موقفنا لا يقرر أبدا كل شيء.. نفوذنا على القيادة السورية محدود للغاية'.
    وتقول روسيا إن مصير الأسد لا يمكن ان يتحدد خارج سوريا وإنه يجب ألا يجبر على ترك السلطة رغم إرادة شعبه.
    لكنها قالت مرارا إن مصير سورية غير مرتبط برجل واحد وتحاول فيما يبدو إعداد نفسها لاحتمال خروجه من السلطة.


  10. #5530

صفحة 553 من 631 الأولىالأولى ... 473523543544545546547548549550551552553554555556557558559560561562563583 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. إبراهيم قاشوش: عندليب الثورة السورية[
    بواسطة نديم العاصي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 27
    آخر مشاركة: 12-01-2020, 06:10 AM
  2. حتى لا تسرق الثورة السورية
    بواسطة عبد الفتاح الهادي في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 12-02-2013, 12:49 AM
  3. الثورة مستمرة - 24 يونيو 2012
    بواسطة عدنان القماش في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 02-07-2012, 07:53 AM
  4. الثورة السورية في الشعر الأندلسي
    بواسطة نادية بوغرارة في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 12-06-2012, 05:07 PM
  5. عام على الثورة السورية
    بواسطة د عثمان قدري مكانسي في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 17-03-2012, 09:23 PM