الغوطة تُباد بالكيماوي ولا حول ولا قوة الا بالله
ليلة مأساوية عاشتها بلدات الغوطة الشرقية اليوم الأربعاء بعد أن قامت قوات الأسد حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل باستهداف عدة بلدات بالغوطة الشرقية وأطراف حي جوبر بصواريخ وقنابل محملة بالمواد الكيماوية.
ففي تمام الساعة 2:12 بعد منتصف الليل رصد ناشطون إطلاق 4 صواريخ بشكل مزدوج (اثنان اثنان) من الجهة الشمالية الغربية لدمشق باتجاه الشرق ليصل عدد الصواريخ المنطلقة بعد حوالي الـ 20 دقيقة الى 15 صاروخاً توزعت في كل من " عين ترما ، زملكا ، جوبر ، وحزة ، عربين حمورية "
وسقط معظها بأماكن سكنية و انتشرت على إثرها روائح واخزة و كريهة ضمن نطاق واسع داخل دمشق وريفها.
المئات من المدنيين بين شهيد وجريح سقطوا في الغوطة الشرقية جراء إصابتهم بالغازات الكيماوية ، حيث سجل المشفى الميداني في مدينة عربين وصول ما يقارب ال 50 شهيد و 200 إصابة حتى الآن بينهم 22 طفل و 11 أمرأة و 8 رجال ، في حين سجلت أحد النقاط الطبية بكفر بطنا ارتقاء ما يقارب ال20 شهيد والمئات من الإصابات.
وسجلت أحد النقاط الطبية في مدينة دوما ارتقاء سبعة شهداء إضافة لوجود حوالي 30 شهيد و العشرات من الإصابات معظمهم من الأطفال والنساء.
وغصت المشافي الميدانية بالغوطة بالإصابات التي ما تزال تتوافد إليها حتى الآن ولم نستطيع حصر عدد الشهداء بشكل دقيق نتيجة ازدياد أعداد المصابين وبلغت آخر إحصائية حتى الآن ما يقارب ال 250 شهيد وال 600 مصاب . في ظل نقص بالأطباء والكادر الطبي وتأثر بعضهم بالمواد الكيماوية نتيجة عدم توفر الألبسة الواقية والمواد اللازمة.
حيث أفاد أحد الناشطين من المنطقة عن حاجة ملحة للمواد الطبية والإسعافية في الغوطة وخاصة عبوات الأكسجين.
إعياء وإغماء ووحالات من الاختناق وغشاوة بالبصر إضافة لسيلان شديد باللعاب وتشنج بالعضلات إضافة لحالة من الهلوسة هي أبرز الأعراض التي ظهرت على المصابين في الغوطة الشرقية وحسبما أكد الأطباء في المشافي الميدانية أن الغاز المستخدم هو غاز السارين.
في حين انطلقت النداءات لتزويد المنطقة بالمواد الطبية من أجل المحافظة على حياة أكبر عدد من الحالات والمصابين.
هذا و شهدت بلدة معضمية الشام بريف دمشق الغربي سقوط العديد من الصواريخ المحملة بالغازت السامة المنطلقة من مطار المزة العسكري وجبال الفرقة الرابعة المطلة على المدينة.
ووقوع العشرات من الشهداء و الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء حسبما أفاد ناشطون.
وبالعودة إلى الصواريخ التي أطلقت على الغوطة الشرقية والتي بلغ عددها حوالي 15 صاروخ فإن كل من ساكني مناطق برزة و القابون و حرستا قد شاهدوا إطلاق الصواريخ على مقربة منهم و دوت أصوات قوية جداً في تلك المناطق مع كل إطلاق للصواريخ نحو الغوطة الشرقية.
و حسب المشاهدة العينية و التوثيقية فقد تم رؤية الصواريخ و هي تنطلق تباعاً من مكانين مختلفين :
- الأول خلف التلال الواقعة فوق ضاحية الأسد (التي تعد ثكنة لقوات النظام )
- الثاني حسب النشطاء في حي القابون فإن اطلاق بعض الصواريخ كان يتم من داخل البانوراما الحربية و من معسكر سيرونيكس الواقع تحت سيطرة النظام.
مقطع بثه ناشطون يظهر لحظة إطلاق الصواريخ على بلدات الغوطة الشرقية من مما يسمى بضاحية الأسد.
يأتي هذا الاستخدام للسلاح الكيماوي في وقت تستقبل به دمشق مفتشيين دوليين تحت ما يسمى " لجنة تقصي الحقائق " وفي وقت استطاع به عناصر الحر ليلة أمس إسقاط حوامة كانت تقل ضباطاً عبر منظومة الأوسا مجدداً والتي غنمها الثوار في الغوطة الشرقية.
والجدير ذكره أنها ليست المرة الأولى التي يستخدم بها النظام السلاح الكيماوي فيي غوطة دمشق فسبق وتم استخدامه في كل من بلدان زملكا ودوما خلال الأشهر الماضية من هذا العام.
رد مع اقتباس
