|
خَلِّياهُ ينُحْ على عرصاتِهْ |
ويصُغْ من بيانِه حسراتِهْ |
خَلِّيَاهُ فلم يذُقْ بعدُ طَعْمَاً |
للأمانِي العِذابِ في نكساتِهْ |
إن من تعذلونَ صاحبُ فَقْدٍ |
لحبيبٍ أحبَّ من فَلَذَاتِهْ |
كيفَ يَسْلُوهُ والمآتِمُ تَتْرَى |
كلَّ يومٍ يُذَاعُ نعيُ وفاتِهْ |
لم يَعُدْ للهوى لديهِ مَكانٌ |
فاستريحوا ولتقصِرُوا عذلاتِهْ |
سَلَّمَ الْمَجْدَ قَوْمُهُ وهو غالٍ |
وعلى الْمَجْد لم يَصُنْ عبراتِهْ |
كيف يلهو ويستبيهِ غرامٌ |
والفقيدُ الفقيدُ ملءُ حياتِهْ؟ |
جرحُهُ لم يَزَلْ مَعَ الدَّهْرِ ينْمُو |
كلما صاح دينُهُ بِحُمَاتِهْ |
هو جرحُ الإباءِ ياليت شِعْرِي |
من يلومُ الجريحَ في أناتهْ ؟ |
ليس يخبو إذا استنامَ عليهِ |
بل يزيدُ النَّزِيفُ في غَفَوَاتِهْ |
رُبَّ حاد حَدا إلى الحتفِ قَوماً |
حين ضلُّوا فأتبعوا نغماتِهْ |
وصريخٍ دعا بهم لنجاةٍ |
فاستشانوا وأنْكرُوا صرَخَاتِهْ |
فاستفاقوا بقبضَةِ الخَصْمِ صَرْعى |
لنداءِ الهوى وصوتِ حُدَاتِهْ |
أيها العاذلون كفوا مَلاماً |
من يطيقَ الغناءَ في فجعَاتِهْ |
إنما الشعرُ نفثةٌ من فؤادٍ |
وصدى القلبِ فاسمعُوا خفقاتهْ |
إنما الشعر صورةُ النَّفْسِ تَجْلَى |
في البيانِ الأصيلِ عندَ دُعَاتِهْ |
فارسٌ يمتطي جواداً أصيلاً |
من يلومُ الأصيلَ في كرَّاتهْ ؟ |
أي ذكرى إذا أطلتْ عليه |
مَنعَتْه الرؤى لذيذَ سُبَاتِهْ |
فإذا أقبلَ الصَّباحُ تبدى |
واقع اليوم باعثاً آهاتِهْ |
هو جرحُ الآلافِ يشرحُهُ الحُرُّ |
يفرُ الدَّخيلُ من تبعاتِهْ |
إن للنائح الملوم لقلباً |
فارحموهُ وفِسِّرُوا زفراتِهْ |