أذكرها ...حين كانت تقذف النصيحة تلو النصيحة لأضطر لقبولها بكلام صامت مزدحم في زوايا الهمسات
رحلت وقد تركت في دمي صوتا حريريا يحتل حدود قلبي ...
تعود كل نصيحة نبضة قلب ترتجف على صفحات قلبي وتمتد على خيال عيني كشريط من الآمال القديمة .
أذكر ابتسامتها حين حضور المزاح ...
أذكر أنينها عند أبواب الأحزان و سطوتها عند ثورة الغضب .
أتذكر قرصاتها ....مازال جسمي متذكرا دروس الألم
يزورني طيفها دوما عند كل حرف من حروف اسمها لما يردد في الجمل البالية ...
أذكر حين قلت لها و أنا في اندهاش طفولتي:
- أما ترين حلتي يا جدتي ؟
فقالت :
- يا ليت عيني تراك ... يا بهاء الروح يا حبيبي .
فقلت في إيثار الصغار :
- لك عيني ترينني بها ثم أستردها منك .
فضحكت ولامس كفها وجهي الصغير الذي هو اليوم يبكيها ...