|
هالةُ النورِ من جُفونِ الإباءِ |
تحتَ جُنحِ الدُجى نَثيثُ الشِفاءِ |
فارقبوا الفَجْرَ إن تهادى أبياً |
واشْتَفى الدهرُ من لُحُونِ الضِياءِ |
وذوى اليأسُ إذْ تَراءى حزيناً |
ماردُ الليلِ وانطوى في التناءي |
وهمى الفجرُ بالسَناءِ فأضحى |
مُمْحِلُ الدَجْنِ عابقاً بالرواءِ |
خاتلَ الليلَ فاستحالَ صباحاً |
جرَّ فيه المُنى رداءَ الصفاءِ |
وشيهُ المجدُ لو تبدَّى لأضحى |
مِنهُ نزفُ الحشا عَصِيَ الدماءِ |
وخطا الكونُ نَرْجَسياً وأمسى |
منكبُ الدَهرِ زاهياً بالرداءِ |
نفحةُ الحُلمِ!والعَوَادي سِرَاعاً |
سطوةُ الذُّلِ واختيالُ الشقاءِ |
راعني الصَحْوُ فاسْتَفاقتْ رواعٍ |
بيضتْ بالأسى سوادَ الرخاءِ |
أبصرُ القومَ والزمانَ عبوساً |
شاحِبَ الوَجهِ أشعثاً كالفناءِ |
أسألُ الكونَ عن صُروحٍ تعالتْ |
تستطيلُ السُها بثغرِ السماءِ |
أينها اليوم هل تُراها تهاوتْ |
في وهادِ الهوى وخسفِ الغثاءِ |
فإذا الرجعُ بالجوابِ شجياً |
أدمنَ القومُ مسكناً في العراءِ |
صافحوا الأرضَ كالغُثاءِ وعَادَوا |
ناصِحَ القولِ واكتسوا بالجفاءِ |
وجرى القومُ للثناءِ تِباعاً |
وعوى الذئبُ واحتفوا بالعواءِ |
علقمياً ثوى بحضنِ الأعادي |
ريهُ الغدرُ يحتسي بالدهاءِ |
يكتسي الطهرَ في الأنامِ ولكنْ |
علقمُ الموتِ تحتَ نسجِ الكساءِ |
أُرْسِلُ الطرفَ في السماءِ حزيناً |
شاردَ الفكرِ حالماً بالنقاءِ |
فإذا الأمس في السماء ندياً |
باسمَ الثغرِ سائقاً للضياءِ |
عابقاًُ يرقبُ الأنامَ سخياً |
إيهِ كفَ النَّدى أجَدِّي عزائي |
نزفهُ الحبُ لو أدرتم جبيناً |
نحوهُ اليومَ لاحتفى باللقاءِ |
عابقَ النورِ أينَ عزفُ الأماني |
وعبيرُ الهدى وجرسُ الصفاءِ |
انثرِ الشهدَ في الروابي وزدني |
يا أخا المجدِ من جميلِ الغناءِ |
شنفِ القلبَ بالحداءِ فإني |
ظامئُ القلبِ ارتوي بالحداءِ |
بحَّ صوتُ الهُدى ينادي شجياً |
في دُجى الذُّلِ مركبَ الأتقياءِ |
أيها الركبُ!هل رأيتمُ جفوناً |
شَفَّها الدَّمعُ لهفةً للسناءِ |
أيها الركبُ!إن مررتم سِراعاً |
تُربةَ المَجدِ فادفنوا كبريائي |
موطني المجدُ ليسَ يغني سواهُ |
فاحملوا القلبَ لو ثوى في العراءِ |
أمَّةَ الحقِّ كمْ بكينا زماناً |
لُحْمَةَ الحقِّ وائتلافَ الإخاءِ |
أمَةٌ نحنُ , لو طرقنا فُرَادَى |
سُدَّةَ المَجدِ لاشتكينا التنائي |
يزجرُ الدهرُ من تبدَّى وحيداً |
نائيَ القلبِ قدْ ذوى بالجفاءِ |
أمتى* ! رعشةُ الإباءِ بقلبي |
ونسيمُ الهُدى حفيفُ البقاءِ |
أحملُ السَّعدَ للأنامِ وقلبي |
صادقُ النُصحٍ مترعاُ بالوفاءِ |
أرفعُ الخطوَ في الأماني طروباً |
أحملُ الحبَّ في كفوفِ النقاءِ |
رِفعةُ الحقِّ في فؤادي وديني |
لذَّةُ العيشِ , نِعْمَ عيشُ النقاءِ |
يا رؤى المكرِ ليستُ أهوى نديماً |
خاويَ الروحِ إن بدا كالغثاءِ |
نفحةُ الطهرِ يا لظى اليأس فينا |
فسحةُ البحر*! تاهَ كلُّ الشقاءِ |
مسلمٌ أعشقُ الإباء وروحي |
في ذُرى المجدِ ومضةُ الكبرياءِ |
فاحملي مهجتي ودمعي شموعاً |
وامسحي أمتي وجومَ العناءِ |
وارّْسُمي الخطوَ في الإباءِ فإنا |
نقتفي الخطوَ في دروب الإباءِ |
لو بدا النصرُ في جبين المنايا |
أو بدا النصرُ في مهاوي البلاءِ |
أو حِمى الموتِ والقنا دامياتٍ |
ورحى الموتِ رجعها بالفناءِ |
نطلبُ النصرَ إن قتلنا فإنا |
شامةُ الخُلدِ في جبين البقاءِ |