أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: الفرق بين نساء الغد واليوم

  1. #1
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    الدولة : استانبول
    المشاركات : 1,527
    المواضيع : 99
    الردود : 1527
    المعدل اليومي : 0.26

    افتراضي الفرق بين نساء الغد واليوم

    تروي كتب التاريخ والتراث أنه استعمل الخليفة المنصور رجلا على خراسان، فأتته امرأة في حاجة فلم ترى عنده ما يفيدها ولا قضى حاجتها
    فقالت له قبل أن تنصرف: أتدري لم ولاك أمير المؤمنين؟
    قال: لا
    قالت: لينظر، هل يستقيم أمر خرسان بلا وال ٍ أم لا ؟


    لو سحبنا أمر هذه المرأة على نساء سورية في هذا الزمان ، يلاحظ عدم الاختلاف في وجهة نظرها عما عليه الأوضاع في تلك الأيام العجاف من تاريخ بلدنا الحبيب ، فلو طالب الآلاف من النساء في حاجاتهن ، وأطفالهن المنتظرين القتل والتمثيل بجثامينهم ، لوجدوا نفس الأمر ونفس الردّ !
    فلسان حال أمهات سورية لايختلف عما هو الحال عند هذه المرأة الحكيمة ، والتي لخصت فيه ..
    فبالله عليكم قولوا هل يستقيم أمر سورية وكثير من بلداننا العربية ، دون حكومة أم لا ؟!!!

  2. #2
    الصورة الرمزية بابيه أمال أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : هناك.. حيث الفكر يستنشق معاني الحروف !!
    المشاركات : 3,047
    المواضيع : 308
    الردود : 3047
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي


    الأخ أحمد سلام الله عليك

    غني عن القول انه كلما تفشى الانحراف، والفساد، كان ذلك إيذانا باشتداد الفوارق الطبقية، وغلبة الحقد على الحب، والاضطراب على الأمن، والخوف على الاطمئنان، والسخط والتذمر والقلق على الرضا والقبول والتعاون والتعايش.. لكن حين تتطاول بعد كل هذا الأنظمة على حق الإنسان في العيش السليم وفق ما ارتضته له شرائع ديانته الإسلامية على الأرض والتي تعتبره محور الوجود كله، فلا تصان بذلك شخصيته، ولا تحترم ذاته، فلا حضارة بعد كل هذا، بل كل قانون وضعي يصبح قيض الريح.

    ولم تعرف مجتمعاتنا العربية والإسلامية في تاريخها الطويل هذا النوع من الاستهتار بحقوق الشعوب، وهذا التواطؤ في التنكر والاعوجاج القائم على التصور المادي والعلماني بنكران تعاليم الدين شيئا فشيئا، أو التظاهر به لمجرد الاستهلاك المحلي والعالمي في ظل انحراف كامل عن جادة الإسلام لتضطرب بذلك الأوضاع إلى أن وصلت حد الانهيار وسط جو موبوء بالحقد، والصراع، واتساع الهوة أكثر فأكثر بين فئات الشعب الواحد.
    وفي هذا الجو - والانهيار هنا كان متوقعا لا شك فيه - فلزاما على كل عاقل نقض أسس الحضارة العربية المعاصرة، و إعلان إفلاسها ولو بينه وبين نفسه..!
    والإسلام بواقعيته، وشموليته، ومعالجته لأمور الحياة من الجذور ينشد إقامة مجتمع العدل والشورى، والحرية والتعايش، وهذا ما عجزت هذه الأنظمة الوضعية عن تحقيقه..

    إن أزمة الثورات الشعبية اليوم لا زالت قائمة على كثير من الأنظمة، و ليست فئات المجتمع البسيطة من عليها تقرير المسار في ذلك، فان جميع العقلاء العرب و المفكرين المنصفين وعلماء الدين الشجعان عليهم أن يصدعوا بحقيقة الأنظمة المستبدة ومواجهتها بصوت واحد وفاصل أنه عليها أن تعدل عن خط سيرها الحالي وتراجع حساباتها بدقة أكثر بكثير مما تدعيه ألسن المتحدثين باسمها في وجه كاميرات إعلامها الأعرج، وذلك لن يكون إلا بالتنحي السلمي ودعم قرار الشعوب في أن يكون لها حق العيش السليم بقيادات حكيمة تعمل على إقامة حدود الله، وعلى خلق مزيد من العدالة الاجتماعية لتشمل كل مواطن، وعلى إعادة قانون الشورى حتى تتمكن كل الفئات الواعية من تطبيق حق المراقبة والإشراف والنقد في سائر مجالات المجتمع، وبالقضاء على الدجل الفكري، والهرطقة الحديثة التي ترتدي قناع العلم، وتتشدق بالعقل، وبالشجاعة في مواجهة المنحرفين، اقتصاديا، وإداريا وخلقيا.. وبإقرار مناهج جديدة للتعليم، و توجيه سليم للإعلام، من أجل خلق جيل متحمس للعمل، واع باختيارات الوطن، مدرك لمسؤوليات البناء، مقدر لتكاليف وتبعات الذود عن الأمة، و حماية الحقوق والمكتسبات، لأننا إذا اقتصرنا على التنمية الاقتصادية، دون التوعية الاجتماعية والتوجيه الوطني المؤمن، لن نجني ثمارا، وسنتقدم، ولكن إلى الوراء.

    وإننا لنجد اليوم كثيرين من العرب الغيورين على أوطانهم في ظل حكومات الاستبداد والاستعباد هاته، ونحن إن شاء الله منهم، لكنا جميعا نعلم أنه حتى لو تم تنحي حكامنا غير الميامين عن كراسيهم دفعة واحدة، دون إراقة مزيد من الدماء، أو خلق مزيد من الرعب في قلوب الثكالى، فإن كل وطن عربي بحاجة ماسة لمؤمن بطل يعرف كيف يعود شعبه على العيش وفق ما ترتضيه عقلية القائد المؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا..!

    السؤال الآن هو فيما قد أعدته الشعوب العربية المطالبة بتنحي حكامها - الذين حكم عليهم الزمن بعدم الصلاحية - كبديل ترتضيه عقولها الحالية (...)، والتي تشتكي من نقص كبير حتى ما تحاول مواكبة الأحداث بوعي يعرف كافة المطبات الروحية والاجتماعية والاقتصادية الواجب تفاديها لرؤية مستقبل أبيض نوعا ما ؟

    شكرا لطرح النقاش أخي..

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    الدولة : استانبول
    المشاركات : 1,527
    المواضيع : 99
    الردود : 1527
    المعدل اليومي : 0.26

    افتراضي

    والشكر موصول لك أخي بابيه على هذا التفاعل الجميل والواعي ،
    للحقيقة إن التحدث عن الوضع العربي الراهن ذو شجون ، والسير في طريق الحقيقة رغم وضوحه إلا أنه محفوف بمصاعب ومتاعب ، قد لايسلم منها من شمّر عن ساعده للخوض في هذا الشأن ، وذلك لوجود شرفاء حقا يريديون الخير لبلدهم والنهوض به ، وهم على كثرتهم غير أن صوتهم خافت وخافت جدا ..
    وصوت الفارغين وهم أكثر ضجيجا على الرغم من قلتهم ، وهذه لها تفصيلات متشعبة ، ربما نتركها لوقت آخر للوقوف عندها ..
    بداية أكرر شكري لتفاعلك هذا ، والذي يدلّ على اهتمام واعٍ في وجه مانعيشه من تقهقر وضعف وخنوع ، ولكن نعيش الآن إرهاصات لعصر مشرق ، بدأت بوادره تلوح في أفقنا ..

    تقبلي عاطر التحية ،

  4. #4
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2010
    المشاركات : 382
    المواضيع : 55
    الردود : 382
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    أشكرك أخي أولا على هذا المقال الثائر والتي أخذت عناصره ومحاوره في التفصيل والتوضيح مع مداخلات الأخ الفاضل بابيه وللإجابة على سؤالك / فبالله عليكم قولوا لي هل يستقيم أمر سورية وكثير من بلداننا العربية ، دون حكومة أم لا ؟!!! فإني أقول : لقد سبقتنا ساحات الاعتصام إلى الإجابة فقالت بصوت هادر ونغم ثائر : لن يستقيم أمر البلدان بوجود حكومات الطغيان ! شكرا لك

  5. #5
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    قوي هو سؤالك وثائر كفكرة النص والتفافها حول ما نقلت لنا أمهات الكتب من روائع الردود والقصص، لتنطلق منها نحو ميدان المواجهة المشتعل نارا ستأكل بعون الله رأس مشعلها، يوم يقطع الله دابر هذا المارق وكلابه.

    طبيعي أن تعاني الأمة في ثوراتها ما تعاني، فهذه هي الساعات التي تسبق الفجر، وهي لعمري أشد ساعات الليل حلكة ... وشمس الحرية بعدها ستغمر الآفاق بهاء

    نص كدأبك رائع

    دمت بألق
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  6. #6
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    الدولة : استانبول
    المشاركات : 1,527
    المواضيع : 99
    الردود : 1527
    المعدل اليومي : 0.26

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق السكري مشاهدة المشاركة
    أشكرك أخي أولا على هذا المقال الثائر والتي أخذت عناصره ومحاوره في التفصيل والتوضيح مع مداخلات الأخ الفاضل بابيه وللإجابة على سؤالك / فبالله عليكم قولوا لي هل يستقيم أمر سورية وكثير من بلداننا العربية ، دون حكومة أم لا ؟!!! فإني أقول : لقد سبقتنا ساحات الاعتصام إلى الإجابة فقالت بصوت هادر ونغم ثائر : لن يستقيم أمر البلدان بوجود حكومات الطغيان ! شكرا لك
    شكر الله لك هذا التفاعل المسؤول أخي المفضال طارق السكري ، وصدقت فيما ذهبت إليه ، فالليل مهما طالت حلكته ، فسيطرده الفجر ..
    تحياتي العطرة ،

  7. #7
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    الدولة : استانبول
    المشاركات : 1,527
    المواضيع : 99
    الردود : 1527
    المعدل اليومي : 0.26

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    قوي هو سؤالك وثائر كفكرة النص والتفافها حول ما نقلت لنا أمهات الكتب من روائع الردود والقصص، لتنطلق منها نحو ميدان المواجهة المشتعل نارا ستأكل بعون الله رأس مشعلها، يوم يقطع الله دابر هذا المارق وكلابه.

    طبيعي أن تعاني الأمة في ثوراتها ما تعاني، فهذه هي الساعات التي تسبق الفجر، وهي لعمري أشد ساعات الليل حلكة ... وشمس الحرية بعدها ستغمر الآفاق بهاء

    نص كدأبك رائع

    دمت بألق

    تسارع الأحداث ومواكبتها قد يقعد بنا عن اللحاق ..
    بارك الله فيك أخيتي ربيحة على طيب المرور ، سيشرق الفجر ومن شك في ذلك فسيسعه النور شاء أم أبى !
    تحيتي الطيبة لك ،

المواضيع المتشابهه

  1. لن يّحْمَرّ الأفق مساء الغد
    بواسطة حنان الاغا في المنتدى مُنتَدَى الرَّاحِلَةِ حَنَانِ الأَغَا
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 26-08-2007, 12:36 AM
  2. وقفة بين الأمس واليوم
    بواسطة يسرى علي آل فنه في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 29-07-2006, 09:57 PM
  3. الغد
    بواسطة د. محمد الشناوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 02-03-2005, 05:51 PM
  4. عرب الأمس واليوم والغد
    بواسطة محمد حيدر في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 18-01-2004, 11:18 PM
  5. بين الأمس واليوم
    بواسطة الحلو في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-05-2003, 11:34 PM