أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: هل يقرأ المسؤولون؟

  1. #1
    الصورة الرمزية كفاح محمود كريم قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : اقليم كوردستان/العراق
    المشاركات : 215
    المواضيع : 31
    الردود : 215
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي هل يقرأ المسؤولون؟

    هل يقرأ المسؤولون؟

    واحدة من المتداولات الشعبية المليئة بالإحباط والسخرية وربما اليأس من بعض المسؤولين ووعدوهم هي تلك التي تقول ( من يقرأ ومن يكتب!؟ ) كناية عن عدم اهتمام أو متابعة المسؤولين لشؤون الأهالي، ويقابل ذلك أيضا لدى الكثير من الكتاب والمثقفين عموما تداول ربما يومي بصيغة ذات السؤال في بلداننا الشرق أوسطية ومن شابهها من بلدان العالم والأكثر مرارة وحرقة، ذلك المتعلق بمتابعة المسؤولين كبارا وصغارا لما يكتبه الكتاب او الصحفيين خارج المديح والتدليس والصور السوبرمانية، وإذا ما استثنينا أولئك المخلصين من المسؤولين الذين منحوا كراسيهم ومناصبهم شرفا وعلوا، فان الكثير ربما يقرأ ويكتب لكنه بسبب المنصب والمسؤولية ابتعد كثيرا لاعتماده على ملخصات مكثفة من مستشارين متهمين ربما الكثير منهم أيضا بالإهمال او السطحية أو عدم إزعاج المسؤول!؟

    ومن هنا دعونا نحول المثل الشعبي اللاذع ( من يقرأ ومن يكتب؟ ) الى سؤال مبسط عن هذا الموضوع بعد أن ندع الكتابة جانبا على اعتبار ان الكثير من المسؤولين تخصصوا في التوقيع الأخضر او الأحمر فقط وأحيانا كتابة بعض الخواطر او الملاحظات، إذن لنعود الى السؤال:

    هل يقرأ المسؤول فعلا؟

    لا اعرف؛ لكنني اشك بسبب مشاغله المزدحمة دوما، حتى ان البعض منهم لا يرفع سماعة تلفونه ليرد، علما بأن رنة التلفون لا تفرق عن دقة الباب أي باب البيت وما تعنيه، ورغم ان الاسم يظهر عند الطرفين بفضل خدمات الاتصالات، الا ان البعض منهم لا يكلف نفسه بالرد او الاعتذار لاحقا لأنه وربما ايضا قد رأى وجهه الكريم في حوض الماء بدرا لا مثيل له؟

    وبالتأكيد لكل منكم جواب آخر يختلف او يتفق فيه معي، لكنني أعود ثانية وبعد أن يثبت لنا انه يقرأ وليس بالضرورة أن يكتب، لنسأل:

    ماذا يقرأ وكم من الزمن ( يقتل ) في قراءته؟

    عذرا قرائي الأعزاء هنا ايضا لا اعرف، لكنني ازعم من مشاهداتي ان الأكثرية منهم مولعين بالأبراج وأخبار الفضائح ونصوص مقابلاتهم وتصريحاتهم لوسائل الأعلام ولديهم شغف في قراءة التقارير السرية وتمحيصها والاطلاع على صور احدث الموديلات للسيارات والملابس وحديثا يبحث الكثير منهم عن ديكورات وإكسسوارات أحواض السباحة والميني بار!؟

    وقد وضعنا مفردة يقتل بين قوسين للتأكيد على ان الزمن لدينا محكوم بالإعدام مذ خلقنا والخلاف فقط في كيفية وآلية التنفيذ، فترانا نقتله في الجايخانات مثلا أو في القيل والقال او الحروب والمشاجرات أو لا سامح الله بالقراءة او المطالعة او مشاهدة فلم او مسلسل أو اشياء أخرى مصنعة خصيصا لقتل الملل، وجزا الله خيرا الأتراك في مسلسلاتهم وأصحاب الفيس بوك اللذين أنقذوا الأمة من الضياع!؟

    استطيع أن اجزم انهم قلة نادرة تلك التي تتواصل وتتأثر وتقرأ كما نفهم القراءة نوعيا على مقياس ما عرفناه قديما عن المكتبات العامة والتهافت على الكتب، بل والتسابق على قراءتها في مختلف المجالات عند أول نزولها في ( وقتها لم يكن هناك انترنيت او اتصالات سريعة والاعتماد على دور النشر والتسويق )، بل ان الأكثرية الساحقة منهم يقضون أوقاتهم او يقتلونها سواء أثناء تأدية مسؤولياتهم في مكاتب بمنتهى الفخامة والأبهة، او ما بعد ذلك في امور لا تتعلق إطلاقا بالدوائر او المؤسسات التي يديرونها، إلا أولئك الذين يفرضون استثنائهم شئنا أم أبينا فنراهم دوما في ميادين العمل والفكر والإنتاج وبين مرؤوسيهم معظم ساعات العمل.

    ورغم إن العصر الحالي وثورة الاتصالات أتاحت فرصا ذهبية للقراءة ومتابعة ما يكتب أو ينشر بآلية سهلة، من خلال تصفح الانترنيت الذي يكاد ينتشر في طول البلاد وعرضها، وبالذات في مكاتب المسؤولين المملوءة بما لذ وطاب من الصحف اليومية والأسبوعية والمجلات، إضافة الى شاشات الكومبيوتر التي يطل منها الأصدقاء والأحباب، إلا أن المتداول الأكثر شيوعا بين الأهالي ما يزال يصر على:

    ( من يقرأ ومن يكتب!؟ )

    والدليل على ذلك عدم تطور وكفاءة الأداء الإداري في مفاصل الدولة والمجتمع عموما، ومن ثم تقهقر كثير من الخدمات المهمة واضمحلال العلاقة بين الفرد ومؤسسته الحاكمة صغيرة كانت أم كبيرة، مع تطور كبير في اثاث المكاتب واكسسواراتها وتضخم هائل في الروتين والبيروقراطية، مما أشاع هذا النمط من الإحباط والسخرية لدى مساحات واسعة من الأهالي تجاه كثير من المسؤولين والقائمين على إدارة الدولة والمجتمع مع علمنا المؤكد بأن معظمهم يجيدون القراءة والكتابة وربما حاصلين على شهادات فخمة لا تحتاج الى شهادات أولية كالابتدائية او المتوسطة او حتى الثانوية، ورتب عسكرية تجاوزت رتب ضباط صدام حسين الشهرية، وهي في الآخر يجب أن تتلائم مع الأثاث والاكسسوارات في مكاتبهم وبيوتهم!؟

    وأخيرا امام هذا المشهد يدرك المرء سبب تخلف كثير من الدول الغنية جدا رغم امتلاكها لثروات تتفوق فيها على ما موجود في المانيا واليابان، ولديها من المباني والأبراج وطرق المواصلات ربما يضاهي ما موجود في امريكا ذاتها، لكن يبقى السؤال الأكثر إلحاحا:
    هل ساعة العمل والأداء الوظيفي او الإنتاجي والدقة في هذه الدول هي ذاتها في دولنا التي نادرا ما تقرأ وتكتب!؟


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    الصورة الرمزية بابيه أمال أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : هناك.. حيث الفكر يستنشق معاني الحروف !!
    المشاركات : 3,047
    المواضيع : 308
    الردود : 3047
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي


    سلام الله عليك أخ كفاح

    يبقى السؤال الأكثر إلحاحا:
    هل ساعة العمل والأداء الوظيفي او الإنتاجي والدقة في هذه الدول هي ذاتها في دولنا التي نادرا ما تقرأ وتكتب!؟



    تجمع الأعمال البشرية بين النشاط العقلي والإرادي من جهة، وبين الجهد العضلي من جهة أخرى، ومن الصعب أن نجد عملا عقليا صرفا أو عملا يدويا محضا.. كما أن الناس جميعا عمالا، سواء أكانوا يفلحون الأرض أو يهندسون المباني أو يديرون المصانع والمؤسسات أو لهم رابط قلم بحروف المكتبات إذا ما كان لأعمالهم هدفا واحدا وهو خدمة المجتمع.

    وبديهي أن العمل لا يمكن أن يصبح منتجا حقا - من الوجهة الاقتصادية - إلا إذا تم تنظيمه بصورة عقلية علمية وامتاز أصحابه بأخلاق خاصة تجمع حس الاجتهاد والمثابرة والشعور بالواجب واحترام العمل والسرور به.. ومن هنا نلاحظ أن من ينجحون في العمل على اختلاف أنواعه ليسوا أولئك الذين يمتازون بالنبوغ بل من يتصفون بالاجتهاد ولو كانت مواهبهم العقلية متوسطة.. هذا ويمكن القول بأن جميع المزايا العقلية والفكرية لا تفيد في الحياة العملية والاقتصادية إذا لم تدعمها نظرة معينة إلى الحياة.. نظرة ترى أن الإنسان إنما وجد في هذا الكون من أجل العمل والعطاء وأنه لا يستطيع تحقيق أهدافه في الحياة إلا عن طريق العمل الإيجابي والقيام بالواجب منه بما يخدم محيطه وفق الرؤية السليمة للأهداف المتوخاة..

    إن التقدم الاقتصادي الصحيح يقتضي أن يباشر كل فرد العمل الذي يستطيع إتقانه لينتج فيه أكثر ما يمكن.. ومعنى هذا أن يتم توزيع وتقسيم العمل في المجتمع حسب المواهب والاستعدادت الفردية.. ولن يكون هذا دون مؤسسات نزيهة للتوجيه والانتقاء المهني، تجمع بين مبادئ الدين والحياة ما يمكنها أن تنتقي لكل مهنة أصلح من يصلحون لها وتوجه كل فرد نحو أصلح مهنة له فتشفى بذلك علل المحسوبية الهدامة للفكر والجسد.. ليتم الانظباط بعد ذلك وفقا للمراقبة المهنية من طرف لجن مختصة تعرف قيمة نوعية كل عمل على حدة، فتبدأ بالمناصب الفكرية حتى ما تترك إعلامنا العربي الأعرج - بكل اختصاصاته السمعية والبصرية والورقية - سليم الأرجل يخطو بالعقول نحو ما ينتظر منها من عمل جمعوي قائم على انتقاء الهادف من كل علم، بهذا لا تحمل قلوبنا الضغينة لكل من نشد وقت راحة في رحابه، وتمر عبر أقسام المدرسة والثانويات والجامعات والمؤسسات التكوينية والمهنية، لتتحقق من تلاحم التربية مع الأخلاق والفكر والتطبيق عوض نضريات محدودة ويتيمة ضقنا في خناقها زمنا لم يجد معه العديد بدا من الهروب إلى التعليم الخاص حيث المجال أرحب نوعا ما، وتنتهي بكل عمل يدخل ضمن نطاق المسئولية الفردية أو الجماعية سواء في الميدان الفكري، أو الاجتماعي، أو الاقتصادي حتى ما تصل عدوى المسئولية إلى المناصب البرلمانية والوزارية والرئاسية أو الملكية فلا يظطر الجميع إلى التزعزع غصبا عما لا يستحق المكوث فيه زمنا قل أو كثر..

    لنجد في الأخير أن الفكر أو القراءة من حيث الاهتمام والاختصاص، مرتبطا أشد الارتباط بالمسئولية الفردية والجماعية في أي مجال من مجالات العلم والحياة، بل هو أخا شقيقا لمسئولية لا يرى قيمتها إلا من يعرف أهمية عدم الاختصاص فيما يجهل أسسه أو لا يعنيه من قريب أو من بعيد..

    أتمنى أن أكون قد أجبت على القليل فقط مما يطرحه موضوعك الهادف أخي من تساؤلات وجيهة ترى فيها العقول السليمة أول مفتاح لحل عقد مرغتنا في الوحل والهوان زمنا طويلا..

    لك الخير دعاء على موضوعك القيم أخي.

  3. #3
    الصورة الرمزية كفاح محمود كريم قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : اقليم كوردستان/العراق
    المشاركات : 215
    المواضيع : 31
    الردود : 215
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    الادبية الكريمة
    بابيه امال

    اشكرك جدا لهذا المرور والتحليل العميق
    حقا لقد اضفت مداخلة قيمة اغنت موضوع بحثنا
    اكرر شكري واعتزازي

المواضيع المتشابهه

  1. ما يقرأ تظماً ونثراً-المستشار الأدبي: حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-05-2016, 10:03 PM
  2. يقرأ ابتسامتي
    بواسطة سحر أحمد سمير في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 12-04-2016, 07:26 AM
  3. من يستطيع أن يقرأ معي
    بواسطة جميله خالد الحربي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-04-2012, 12:54 PM
  4. من يقرأ ومن يسمع!!
    بواسطة ابن الضفة في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 21-10-2005, 04:38 PM
  5. المواد المشعة في البيوت - يستحق ان يقرأ
    بواسطة روح في المنتدى عُلُومٌ وَتِّقْنِيَةٌ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 02-05-2003, 05:17 PM