|
يا ويحَ حَرفي في رثاءِ مُعَلمي |
عبدِ الرسولِ أسوقُه مُتَرَدِّدا |
كالطير مكسورَ الجناحِ أراهُ و الـ |
حُزنُ استوى في خاطري و تَمَدَّدا |
قد سُقتهُ ليَقولَ عنِّي فارتمى |
بينَ القوافي نائحًا مُتنهِّدا |
يبكي على شَيخِ القصيدِ و جَدِّهِ |
بغيابِهِ الحزنُ استطالَ و عَربَدا |
و على غيابِ مُعَلِّمي عن حَومةٍ |
فيها النَحيبُ على الرجالِ تَسَيَّدا |
فقدَتْ قوافي الشِعرِ حارسَها و مَن |
كانَ المليكَ و حِرْزَها والسَيِّدا |
تبكي على طَلل غَزاهُ غرابُ بَيْـ |
نٍ بعدَما كانَ الهزارُ مُغَرِّدا |
و على قَصيدٍ مُثخَنٍ بجِراحِهِ |
إن مَسَّه عَبدُ الرسولِ توَرَّدا |
و تئنُّ مِن وَجَعٍ إذا غادَرْتَها |
كالغَيمِ في كَبِدِ السماءِ تَبَدَّدا |
و تساءَلَ الأصحابُ أينَ سَميرُنا |
مَن كانَ في الليلِ البهيمِ الفرقَدا |
ما رُمتُ حَرفي في رثائِكَ سَيِّدي |
و وَدَدتُه لو أنْ يَكونَ لكَ الفدى |
ما رُمتُه حَرفًا حَزينًا باكيًا |
كالليلِ يَرتجلُ الظلامَ و أسوَدا |
لكنَّه الموتُ الزؤامُ قد استبا |
حَ دموعَنا و على السُطورِ ترَدَّدا |
اِِرحلْ سَعيدًا سيِّدي فلقد ترَكْـ |
تَ بكلِّ ركنٍ ديمَةً فِيها الندى |
و جيوشُ شِعرِكَ لم تَزَلْ تحمي رُبى |
أوطانِنا و يَهابُها جُندُ العِدى |
اِرحلْ و لستَ براحلٍ عنّا فما |
زلتَ الكريمَ ؛ تَمُدُّ للشعرِ اليَدا |
اِرحلْ إلى جَنّاتِ ربي هانئًا |
ما أخلَفَ الوهّابُ يَومًا مَوعِدا |