بسم الله الرحمن الرحيم
العلم والإنسان
عبدالغني خلف الله
سبحان الله الذي خلق كل شيء فأحسن خلقه ..بديع السموات والأرض ..وصدق الله العظيم حين قال وما أوتيتم من العلم إلا قليلا .. والمتأمل لاجتهادات العلماء والمخترعين يجدهم يلهثون خلف ما هو موجود من مخلوقات ..الإنسان والحيوان والطيور ليستلهموا منه اختراعاتهم وكل ما أنتجته التكنلوجيا الحديثة لا يعدو عن كونه استنباط ومحاولة لتقليد ما هو موجود أصلاً من مخلوقات ..لذلك دعهم يتباهون كما يشاءون فهم بالنهاية لن يأتوا بجديد ..وإذا ما أخذنا في الاعتبار الزوبعة التي أثيرت حول الاستنساخ ..فنحن لن يزعجنا هذا الاختراع لأن العلم حين يستنسخ ..يستنسخ من الخلية ..والخلية من صنعه سبحانه وتعالي ولو انطبقت السموات علي الأرض لن يكون بوسعهم صنع خلايا حية ..ويبقي علماء الأحياء عاجزون عن اختراع باكتريا جديدة أو حشرات أو حيوان جديد ..فالبقرة والحصان والطيور والزواحف هي هي منذ أن أوجد الله الكون ..والملاحظ أن المهندسين والمصممين لم يبتعدوا كثيراً عن أجزاء الجسم البشري وهم ينتجون سلعاً جديدة ..فغذا أخذنا الكاميرا مثلاً وطريقتها في التشغيل نجدها قد قلدت طريقة عمل العين ..فالعدسة هي العدسة وهي تفتح لدي الانسان علي أساس درجة الرؤيا وكمية الضوء المتاح ..لذلك يستخدم المصور الفلاش لاستيعاب الموجودات أمامه في حالة الظلمة ..ودرجة فتح العدسة محكومة أيضاً بنفس القانون وأية إضاءة أقوي من اللازم ربما تدمر الشبكية في العين ..وقياساً علي ذلك تعمل الآلات الرافعة تماماً كيد الانسان ..وحتي تصميم الرافعة لم يبعد كثيراً من شكل اليد والأصابع والحركة الآلية سارت علي نفس النهج بل أن أسنان الروافع التي تعمل في تحميل الرمل وتراب الردميات أخذت شكل أصابع اليد وقلدت حركتها في الانقباض والإنفراج وذهبت لأبعد من ذلك لتستوعب كل حركات العضلات في صنع الرافعه ..وإذا ما نظرنا إلي الطائرة نجدها قد قلدت شكل الطيور تماماً ..أجنحة وذيل وجسم ولم يتبق إلا الريش لتلصقه بجسم الطائرة ..وكل الذين يمارسون رياضة الغوص في البحار يقلدون السمكة في حركتها وهي تسبح بخفة ورشاقة بين ثنايا البحار والأنهار ..والسيارات لم تبتعد كثيراً حين شكلت العربة بأربعة إطارات وصورتها كالحيوانات التي تمشي علي أربع قيل أن عربة الفلكسواجن مثلاً أخذت إلي حد كبير شكل السلحفاة ..ثم تطور العلم لندخل عصر الكمبيوتر والروبوط وكلاهما تعلم من صنع القوي المتعال سبحانه جل جلاله ..فالذاكرة هي نفس الذاكرة والأوامر تعطي عبر الفأره في حالة الحاسوب وفي الإنسان عبر الدماغ ..أما ما يثار حول الخرائط الجينية وأسباب الأمراض المسستعصية فهم لم يأتوا بجديد فقد أوصانا رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه بأن نتداوي لأن الله جل جلاله لم يخلق داءاً إلا وخلق له دواء ..لكن ما لن يتوصلوا إليه حتي قيام الساعة فهو الروح ..والروح من أمر ربي كما علمنا القرآن الكريم ..فيا هؤلاء اعترفوا بضعفكم وقلة حيلتكم حيال أبسط ما خلق الله من مخلوقات ..وإلا فسروا لنا كيف تختلف بصمة الأصبع الواحد عن بقية أصابع اليد ثم ومع بقية أصابع المليارات من البشر ..فهل كل هذا صدفة ..طبعاً لا ..وأذكر أنني في مرة سمعت بأن مياه زمزم لا تتجرثم مهما تلوثت ..وهي نبع جار منذ آلاف السنين بدون توقف .. يقول الله جل وعلا في محكم التنزيل ..بسم الله الرحمن الرحيم ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) صدق الله العظيم ..فدونكم المياه في الأنهار والبحار وهي علي قفا من يشيل كما نقول ..يلا ورونا شطارتكم كان تقدروا.. والشواهد كثيرة علي عظمة الخالق وتفرده بعملية الخلق ولا يمكن حصرها والتنويه عنها في هذه العجالة الصغيرة والله الموفق .