|
حنين و ذكرى |
3 تموز 2004 |
أما من دَمْعِكَ المُنسابِ بُدُّ |
أليسَ له معَ الأشجانِ حَدُّ |
دُموعِي كُلُّها شَوقٌ وحزنٌ |
وللمشتاقِِ دَمعٌ لا يُردُّ |
يُكَفكِفُ مَرةً ويَنوحُ أُخرى |
فبينَ ضُلوعِه بَرقٌ ورَعدُ |
أنا فُطِرتْ على الأحزانِ روحي |
فهل لمسافرٍ في الحزنِ عَوْدُ؟ |
أقولُ لليلتي والبدرُ فيها |
يُعطِّرُه منَ الشُّرُفاتِ وَرْدُ |
ألا يا ملتقى العُشاق دوماً |
لماذا كُلُّ ليلِ العشقِ سُهدُ؟ |
رويدَكَ - خاطبتني- أنتَ صَبٌّ |
بلادُك دائماً في القلبِ تشدو |
فقلتُ أجلْ، أراها كل يوم |
وإن غابتْ عن العينين.. تبدُ |
تذكرتُ المنازلَ والدوالي |
فأزهرَ حينَها في القلبِ وُدُّ |
تذكَّرتُ المآذنَ إذْ تنادي |
وأجراسَ الكنائِسِ إذْ تَرُدُّ |
وأطفالاً على عُشبِ الروابي |
فبين الفُلِّ والحَنّونِ تعدو |
لهم إن شاهدوا يوماً غُزاةً |
زئيرٌ هابَه في البأسِ جُنْدُ |
وريحَ المسجدِ الأقصى مَساءً |
يقلِّبُ طعمَها في الثغرِ وَجدُ |
صلاةُ الناس إن زاروه شوقاً |
على سَجاده قُبَلٌ وخَدُّ |
سأذكرُ نُورَه طفلاً وكهلاً |
فلي في أرضِهِ الغراءِ عَهدُ |
تذكرتُ الجبالَ، جِبالَ حيفا |
فعندَ سفوحِها عِزٌّ ومَجْدُ |
على قاماتِها دُرَرٌ وضوءٌ |
وفوقَ جبينِها مِسكٌ ورَنْدُ |
أقولُ لليلتي والبَدرُ فيها |
يطيِّبُه من الشُرُفاتِ ورْدُ |
أنا يا ليلتي قد طالَ سُهدي |
وأبكى مهجتي شَوقٌ وبُعْدُ |
أحاولُ أن أنالَ النومَ حتى |
أرى وطني كما في الحُلْمِ يغدو |
أحنُّ إلى بلادٍ عشتُ فيها |
مع النَجماتِ ألمِسُها وأعدو |
بلادي حُبها في الروحِ يسري |
كأن مرورَها في البالِ شَهدُ |
سأذكرُ ما حَييتُ سُهولَ عِزٍّ |
حَمى أطرافَها في الليلِ أُسْدُ |
وأذكرُ مَوكِبَ الشُهداءِ يمضي |
ويحملُهم على الأكتافِ حشدُ |
وصَوتاً قالَ للأبطالِ هَيَّا |
ويا ثوارَ نابلسَ استعدوا |
هلُموا نتَّحِدْ سَداً مَنيعاً |
فإن عَدوَّنا الغدارَ وَغدُ |
ليكبرَ في عُيونِ البَدْرِ نصرٌ |
ويطلعَ مع ضِياء الفجرِ عَوْدُ |