.
كلمة أو صورة تكفي لبعث ماض بأكمله من أعماقي كمارد حبس في قمم آلاف السنين... كلمة أو صورة تكفي لأعود عشر سنين أو عشرين فأتنفس نفس الرائحة وأبتسم ذات الابتسامة، ويملأني إحساس غريب بالحنين الممزوج بالوجع.. هذه الكلمة التي كنت أقرؤها بين كلماتهم فأجد فيها مبالغة لذيذة، حتى أحسست بها فأدركت أنهم.. لا يبالغون!
وتتمازج الصور في أفق روحي فتملؤه، وتتمازج الأصوات فتغدو هديرا حانيا، وتغرب شمس..!
كلما انبعثت في أعماقي الذكرى، لونت شاطئ الروح بالغروب ومنحت الأفق صورا لا تهدأ وهدهدته بالهدير، كلما وجد الماضي مساحة في قلبي تلون بلونك أنت، لا لشيء إلا لأني عبرت الماضي كله على إيقاع صوتك ورائحة عطرك، وأنا أخالني سأصل يوما، ويوما سأتلمس ملامحك التي أهوى ولن تكون حلما أو أهزوجة أو كلمات فحسب، بل ستغدو حياة.
جميل الإصرار.. جميل السعي وراء الأحلام.. لكن هذه القيم الحقيقية الرائعة حرمتني من حلم ليغدو محض.. أغنية عانقت الماضي، وذكرى تعانق اليوم.
سيأتي يوم يا وطني، أتذكر فيه حلمي القديم بك.. دون وجع..
سأتذكره بغبطة من وصل.. وصار حلم قديم من أحلامه... روحا!
سيأتي بإذن الله هذا اليوم.
.