|
طلع البدْرُ سنيّاً فأنارا ؟ |
أمْ تُرى أنزل مولانا الإزارا !! |
كلّ شيءٍ عنده مكتمِلٌ |
ليس شيءٌ عنده إلا استدارا |
تؤنس الأرواحَ من وحشتها |
كيف من دونك يستهدي الحيارى |
جلّ من سوّاك في أمّتنا |
كاملَ الأوصافِ تستهوي العذارى |
ما بفرسٍ أو برومٍ مثلكم |
كلّ أهل الأرضِ من هذا غيارى |
أنت قلب الشّعب إذْ يحضنكم |
مثلما يستوطن الدّرُّ المحارا |
هالةٌ من حولكم أمّتُنا |
مثلما أنّ من البدر السِّرارا |
ظلمةً كان وجودٌ لم تكنْ |
يا طويل العمرِ مَنْ فيهِ أنارا |
أيُّ شيءٍ أمّةٌ لستم بها |
محوراً دارت عليه حيث دارا |
كلّ نهجٍ في الورى من غيركم |
ليس إلا عن هُدى الحقّ ازورارا |
كلّ كيلو فيكمُ علمٌ فما |
قيسَ من علمٍ بلا كيلو توارى |
كلح العالمُ مع قرْطاسه |
واكتسبنا منكم ذا الاخضرارا |
بعضُ فجلٍ سيّدي أفكارُنا |
خُضرةً نبدي ونخفي الاحمرارا |
وزنُنا في الكونِ من وزنكم |
أولا يعلم هذا من تمارى !! |
ويلَ من يعجبُ من أمّتنا |
زاعماً أنّ بها اليومَ انهيارا |
بل ويهذي عن بلادٍ دمّرتْ |
ودمٍ سالَ وآلاف الأسارى |
صورةٌ نحنُ فما تمزيقُنا |
غيرَ خيرٍ طالما عشتم إطارا |
من محيطٍ لخليجٍ أوجهٌ |
واقياتٌ نعلَ مولانا الغُبارا |
ومن العَيْنِ إلى غرناطةٍ |
أمّةٌ من أجل هذا تتبارى |
قل: جهاداً فاقحموا ساح الوغى |
صار إرهابا ألا فاصلوه نارا |
ما على القائد من تفكيرنا |
ما على المعصومِ إن ضلّ وجارا |
ما على القائد إن ضحّى دُجىً |
بألوفٍ أو إذا ضحّى نهارا |
ما عليهِ؟ بيتُ جالا دُمّرت |
أو إذا دكّ حبيبٌ قندهارا |
لبني أعمامهِ ذمّتُهُ |
وهو لم يعرفْ لعهدٍ إحتقارا |
وهو للأحبابِ دوما داعمٌ |
يبتني بالدعمِ للأمجادِ دارا |
كيف لا وهْو مع إخوانهِ |
نقّحوا الدينَ بشطبٍ في دكارا |
آلُهُ لم يقْصُروا عن فضلهِ |
أبدعوا فنّاً يسمى الإتِّجارا |
بلْ ومُفْتوه بما أفتَوْا به |
خَزِي الشيطانُ منهُم فتوارى |
أيُّ إسفافٍ بمن يسألُهُ |
فهْمَ ما قرّرَ سرّاً أو جهارا |
أعرضوا مولايَ عن أقوالهم |
فكلامُ الخلقِ إفكٌ لا يُجارى |
فلهم لغوٌ خبيثٌ عن دُمىً |
وخيوطٍ وعن المُرخي السّتارا |
إن تجبهم يسرفوا في غيّهم |
بعضهم عن بيتِ مالٍ يتمارى |
كم سؤالٍ عن قصورٍ شُيّدتْ |
وعمولاتٍ ورقصٍ وسُكارى |
رفّهوا مولاي عن نفس زكت |
منذ حلّت منكم هذا الحِتارا |
ما على المالك في إنفاقه |
مالَه والشعبَ حتى والدّيارا |
إنّ كلّ الرزقِ موروثٌ لكم |
ما اكتسى الغبراءَ أو حلّ البِحارا |
أنفقوا مولايَ من قبلكمُ |
أنفقوا من طنجةٍ حتى بُخارى |
أيريدونَ ولِيّاً مُعدَماً |
إنه إن جاعَ يستلقي دُوارا |
هو يستلقي ولكن (مُعدماً!!) |
حاش لله، ولكن إنتصارا |
كلُّ إستلقاءةٍ نرقى بها |
في دروبِ المجدِ والجُلّى افتخارا |
ومن الأنباءِ عن فغْراته |
فغرَ العالَمُ فاهُ إنبهارا |
أيها المفغورُ أسجد واقتربْ |
إنّ في عينيك مولانا احورارا |
ولشارونَ عليكم سطوةٌ |
بل هو الحبّ الذي هدّ الجدارا |
بعضهم يذكر عن سلْطتكم |
أنها ضمّت مع الخسّ الخيارا |
بل وقالوا إنّ تنسيقا لكم |
لأمور الأمنِ قد زاح الستارا |
فإذا أنتم جواسيسٌ لمن |
قد كسا سلطتكم ذلّاً وعارا |
أيّها الشاويشُ في جيش العِدى |
ذاك من أقوالهم في الناس سارا |
أينَ عكّا أين يافا سيّدي |
دمتَ للشِّبرِ بطول (السّنْتِ) صارا |
بعضهم من قلّةٍ في خُلْقِهِ |
صار يستعمل صرف الفعلِ (ثارا) |
وغدا يسخر من شيخٍ لكم |
كيف قد أهداكم الذِّكْرَ سِوارا |
فإذا اشتدّت يدٌ شدّدهُ |
وإذا استرختْ يجاريها مسارا |
بل وزادوا أنّ في واشِنْطُنٍ |
ضاغطاً أنتم وراهُ حيثُ دارا |
ضغطةٌ للخلفِ فلتستنكروا |
وإلى أعلى: يُرى الجيشُ استدارا |
وإلى أسفلكم يا سيّدي: |
إجنحوا للصلحِ رغماً أو خيارا |
وإذا ناقشته أو قلتَ (لِمْ) |
جاء في الأخبار عنكم : ذاك طارا |
وابنه حلّ على كرسيّهِ |
فاعتبر لا لا عدمتَ الإعتبارا |
أنت لو كنتَ وسقراطَ معاً |
منظرٌ يستدرج الضحْكَ انفجارا |
ما رأى من أحدٍ قبلكما |
بشراً يحملُ إذ يمشي حمارا |
ما تراني قائلا يا سيّدي؟ |
للذي لم يخشَ لله وقارا |
لأراكم وسطَ حوضٍ سيّدي |
أينَ منّا من يشدّ النياجارا ؟ |