لا تتركوا سَجّانَ فجرِ النّيلِ يرحلُ أو يغادرْ
لا تتركوا الأزهارَ تذبلُ مرّةً أخرى على شرفاتِ فاجِرْ
لا تتركوا الأيتامَ تركعُ والأراملَ تحتَ أعتابِ المقامِرْ
وتكبّلوا الأحلامَ في أصفادِ عاهِرْ
هذا زمانُ القابضينَ على تلابيبِ الصبّاحْ
هذا زمانُ الأغنياتِ وغضبةِ الولدِ المثابِرْ
هذا زمان الشمسِ تُشرقُ رغمَ آهاتِ الجراحْ
هذا زمانُ السّاهرينَ بساحةِ التحريرِ تحتَ سماءِ قادرْ
هذا أوانُ العرسِ في مصرَ الحبيبة والمزاهِرْ
هذا أوانُ الوردِ ينثرُ عطرهُ الفوّاحَ
يُزهرُ في رحيقِ السُنبلهْ
هذا زمانُ الرّيحِ تذرو القشَّ عن قمحِ البيادرْ
هذا زمانُ الوعدِ يُعطي سرّهُ لِزنودِ ثائرْ
لا تتركوه ..
فمصيرُ جزّارِ الغلابا السجنُ
حدُّ المقصلهْ
دَركُ المقابرْ