أهديها الجميع عبرت النهر مسرورا وسرتُ في مجاريهِ إلى أن صرتُ مسحورا وصلتُ للفضا نجماً لأرضٍ تنشرُ النورَا فقد كنتُ الذي يلهى بها طفلاً ومأسورا محبٌّ للعراق الحي عشت الخيرُ معمورا فقد سامَ الفتى فيها وصارت بنتُها حورا فشاقتني أغانيها ومرعً دامَ مزهورا حضاراتٌ أقامتها حمورابي وآشورا علومُ السومريّينَ كتابٌ صارَ دستورا وكنعان الذي منهم نبي اللهِ موقورا وأهل العلم قد أحيوا بها حُكماً ومأثورا فبالعلمِ الذي يرقى ترى ما كان مستورا تفوح الأرض أطياباً فمسكاً ثم كافورَ ففي بغداد قد قيلا حكايات لها شورى بناها فارسٌ حامٍ غدا شهماً ومنصورا وحكّامٌ أعزّوها رشِيدٌ كان مشهورا ولي فيها من الذكرى كلامٌ طال منشورا وتشفي كلّ آلامي وقلباً كان مكسورا تذوقنا بها حوتاً شهياً جاءَ مشطورا لذيذٌ من نواحيهِ أكلتُ منهُ مجبورا أتى بالحوتِ جيرانٌ فدام الجارُ مأجورا وقامَ اليومَ في قومي يقول الشعر مشكورا فلما نام قوّادٌ وصرنا أمةً بورا أتانا من قرى الغربِ عدوٌّ باتَ طرطورا فلا أمسى على خيرٍ يعيد الشرَّ مسعورا فمنهم كافرٌ باغٍ وعلجٌ عاشَ مغرورا ومنهم من بني قومي ومنهم قامَ مأمورا وقالوا لن تعيشي يا بلاد عاصرت طورا وداسوها إلى أن صر ـتُ مجروحاً ومقهورا فأبكي لوعتي سرّاً فإني عشتُ مَوتورا همومي زادت البلوى وصار العقلُ مبتورا عسى أن يُذبحوا جمعا جزاءً جاءَ مجرورا فهيّا يا فتى قومي فلست اليومَ معذورا وكن في الحقِّ نبراساً يكونُ الظُلمُ مقبورا عراقُ الخيرِ لا تبكي بدمعٍ صارَ ممطورا حماك الله مِن كفرٍ وَمِمَّن يبتغي جورا فقولي حسبنا اللهُ على ساعٍ تلى زورا إلهي هذه الشكوى لتُنجي الأهلَ والدورَ