لِكُلِّ أَرْضٍ مِنَ التَّـاريـخِ مَرْتَـبَـةٌ
أَمَّا الشَّـآمُ فَفيهـا عَـزَّ وَانْطَلَقـا
وَكُلُّ أَرْضٍ سَـعَتْ لِلْمَجْـدِ تَطْلُبُـهُ
وَيَطْلُبُ المَجْدُ ودَّ الشَّـامِ مُذْ خُلِقـا
ما زالَ فيهـا أَريـجٌ مِـنْ مَآثِـرِهِ
مِنْ ذِكْرَياتٍ تُثيـرُ القَلْبَ ما خَفَقـا
إِنْ تَسْقِ دَمْعَةُ سـورِ الصِّينِ أَنْدَلُساً
عادَتْ إِلى الشَّام ذِكْرى أَدْمَتِ الشَّفَقا
أَوْ يَشْتَكِ السَّيْفُ في حِطِّينَ مِنْ أَلَـمٍ
ذابَ الصَّدى في أَسى جالوتَ مُحْتَرِقا
ياعاشِقَ الشَّامِ أَيْنَ المَهْرُ إِنْ طَلَبَـتْ
مَجْـداً يَعودُ إِلَيْهـا بَعْدَما افْتَرَقــا
حَنَّـتْ إِلَيْـهِ عُيـونَ لا تَزالُ تَـرى
فِكْراً يُنيرُ الدُّجى وَالسَّـيْفَ مُمْتَشَقا
كانَتْ نَوابِـغَ علْـمٍٍ حِصْنُـهُ قِيَـمٌ
كانَتْ مَواهِـبَ فَـنٍّ زانَهـا خُلُقـا
وَسَطَّرَتْ في بِحورِ الشِّـعْرِ مَلْحَمَةً
أَحَبَّ عاشِـقُها مِنْ سِـحْرِها الغَرَقا
عَزَّتْ بِمَنْ تَغْبِطُ العَلْياءُ مَوْطِـنَـهُ
وَطامِـحٍ زاحَمَ الأَفْـلاكَ فَاسْـتَبَقا
وَذي الشَّـآمُ اسْتَثارَتْ كُلَّ ذي قَلَـمٍ
فَاسْتَنْفَذَ الفِـكْرَ وَالإِبْداعَ وَالوَرَقـا
لكِنَّهــا حَـقَّ أَنْ تَعْتَـزَّ شـامِخَةً
بِصِدْقِ قَوْلَ سَبى الأَسْماعَ مُؤْتَلِقـا
قَدْ صاغَهُ قَلَـمٌ في الفِكْـرِ ذو قَدَم
يَنْسـابُ نَثْراً وَشِعْراً مُبْدِعاً عَبِقـا
أَيا سَـميرُ تُحَيِّيـكَ الشَّـآمُ كََمـا
حَيَّـاكَ قَلْبُ مُحِبٍّ بِالوَفـا صَدَقـا