|
أَنْفَاسُ وُدِّكَ عَطَّرَتْ أَشْعَارِي |
وَفُتُونُ وَرْدِكَ أَخْجَلَتْ أَزْهَارِي |
بَتَلاتُهَا خَفرَتْ كَبِكْرٍ أُطْرِيَتْ |
فَتَأَوَّدَتْ فِي مبْسَمِ النّوَارِ |
تَهَبُ الرَّحِيقَ لِنَحْلِ دَالِيَةِ الهَوَى |
وَتَزَيدُ فِيهِ بِضحْكَةِ اسْتِبْشَارِ |
تَزْهُو وَأَفْئِدَةُ الثَّنَاءِ تَأَرَّجَتْ |
مِنْ كُلِّ مَعْنَى بِالنَّدَى مِعْطَارِ |
أَلِقَتْ فَأَوْرَقَتِ المَشَاعِرُ رِقَّةً |
وَنَقَتْ فَأَيقَنَتِ الرِّضَا أَفْكَارِي |
مِنْ فَارِسٍ لِلحَرْفِ يَرْكَبُ صَهْوَةً |
قَعْسَاءَ تُعْجِزَ هِمَّةَ المِغْوَارِ |
ثُمَّ اسْتَوَى فَوْقَ الحُرُوفِ مُحَلِّقَاً |
كَالنَّسْرِ فوق مَدَارِجِ الإِبْهَارِ |
قَلْبِي اشْتَرَى أَحْبِبْ بِهِ مِنْ مُشْتَرٍ |
وَشَرَى الغِنَى أَكْرِمْ بِهِ مِنْ شَارِ |
جَاوَرْتُهُ بِفيُوضِ آمَالِ السَّنَا |
فَالجَارُ يَشْرُفُ قَدْرَهُ بِالجَارِ |
وَحَمدْتُهُ لِلعَالَمِينَ مُكَرَّمَاً |
شَلالَ شِعْرٍ وَافِرَ المِقْدَارِ |
يَا مَنْ يُقَلِّدُنِي الوَفَاءَ سَجِيَّةً |
بَرَّ الأَيَادِي الجُودِ رَحْبَ الدَّارِ |
بِتَوَدُّدٍ غَضِّ الإِهَابِ مُطَهَّرٍ |
طُهْرَ اللِسَانِ بِسَاعَةِ اسْتِغْفَارِ |
وَافَى فَأَوْرَقَ بِامْتِنَانِ مَشَاعِرِي |
وَصَفَا فَحَدَّثَ أَعْيُنَ الأَنْوَارِ |
ثَمِلَتْ بِكَأْسِ السَّاجِيَاتِ قَصَائِدِي |
تَشْكُو لِحَرْفِكَ دَهْشَةَ الأَنْهَارِ |
وَشَدَتْ بِرَجْعِكَ فِي حَدَائِقِ شُكْرِهَا |
قُمْرِيَّةٌ حَاكَتْ لِسَانَ هَزَارِ |
فَكَأَنَّمَا لِلطَيرِ فِيهَا أَلْسُنٌ |
فُصْحَى وَفِيهَا رَوْنَقُ الأَسْحَارِ |
أُهْدِيكَهَا وَالقَلْبُ يَغْرِسُ بِذْرَةً |
تَنْمُو مِنَ التَّقْدِيرِ وَالإِكْبَارِ |