كثير من النّاس إذا تكلّم أو ناقش أو حاورَ تودّ لو يرحمك من جهله المركّب وغبائه السّمِج .. هو لا يدري ولا يدري أنّه لا يدري ، وهذه في حدّ ذاتها مصيبة من أكبر المصائب ، ومن الصّعب إقناع مثل هذا النّوع من البشر ..وهناك القليل من النّاس تودّ لو يطولُ مجلسُك معه أناء اللّيل وأطراف النّهار ، كلامه منطقي جميل ،،مصحوباً بأدلة أوضح من الشّمس في رابعة النّهار ، ويتمتّع بأدب جمّ يضفي الشّرعيةَ على نقاشاته وحواراته ، حاله كما قال الشّاعر :
أحاديثُ لو صِيغت لألهت بِحُسنها ...عن الْوَشْيِ أو شُمّت لأغنتْ عن المِسكِ
ورحم اللهُ ساكنَ المعرّة حين قال :
منَ النّاسِ من قَولُهُ لؤْلُؤٌ ....يُبادرُ اللّقْطُ إذ يُلفَظُ
وبعضُهُم قولُهُ كالحصا ....يُقالُ فيُلغى ولا يُحفَظُ
وذلك فضلُ الله يؤتيه من يشاء ...