أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: يوميات الطبيب المسكين وسط المدمنين

  1. #1
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2004
    العمر : 52
    المشاركات : 788
    المواضيع : 56
    الردود : 788
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي يوميات الطبيب المسكين وسط المدمنين

    يوميات الطبيب المسكين

    بين المدمنين



    الجزء الأول

    أعدت تلك الوقائع الحقيقة

    التى حدثت من سنوات

    لتكون للنشر مع الندوة العالمية للشباب و غيرها

    لدفع الأمة بعيدا عن الهوة

    و رأيت أن نستبق بالخير عبر الشبكة










    • الحادثة الأولى


    دخلت امرأة من باب العيادة , و خلفها شئ يحمل طفلا

    شئ له أربعة أطراف

    المفترض أنه خادمة لأنه يتهادى بمسكنة خلفها ...

    و يحمل الطفل بخشوع و خطواته كسيرة ..

    و لا ينطق البتة


    لكن ...

    فهمت أنه رجل , لأنها لم تخاطبه بصيغة المؤنث


    بعد أن دخلت من الباب و رأتنى

    و رأت الممرضة واقفة

    استدارت للمخلوق الأليف

    و قالت روح أنت فى الصالة !


    فتراجع الليث


    و جلس بالطفل فى الصالة ! لكن لم يرضعه ..!



    المهم

    استدارت لى أنا , و تحدثت بنبرة صوت أخرى مثل فحيح الأفعى


    و قالت أصل أنا أتكسف اقلع قدامه مع أحد !

    و شعرت أنا بحلقى ملتصقا بلسانى

    ملتصقا بقلبى

    لا أعرف كيف أتنفس .. من العجب .. و الشهقة لا تريد أن تخرج ...

    الكائن الغريب هو زوجها !

    و قد طردته لكى تخلع بلا خجل !


    يا سلام ...

    شئ يثير الخبل و الشلل

    فى آن



    و قد نظرت لها النظرة الأولى , المعفى عنها خاصة للطبيب المبتلى !

    فكانت تنظر لى بعين بها عدسات , تعكس لونا مخالفا للفطرة , فهى زرقاء

    و المرأة عربية و ليست أوروبية بيضاء

    و تزيد العدسات الملونة من دناءة النظرة التى وجهتها و خبثها , و تجعلها مثل عيون الثعالب ..

    و نظرتها للممرضة باردة باهتة

    مثل عيون الجدى الميت , بعد أن يطرح الفلاح جثته يومين أو ثلاثة ..

    تريد طردها بالسخف لتفترسنى

    و هى فى كامل زينتها

    و الرجل يسير بها عارضا !


    و لا أدرى لم لطخت وجهها بالحمرة و هى قادمة للكشف ؟

    حتى مع المحارم لا يصح التفنن فى الإغواء


    كأنها هى من سرق كيس الدم الضائع من ثلاجة المستشفى !

    فلطخت بنصفه وجهها

    و مصت بعضا على شفتيها

    و باقى الأثر بين فى مخالبها !


    و الزوج الخروف خلفها ؟

    و لم أدر من أيهما أعجب !

    من بلادة التيس

    أم من وقاحة النعجة !


    و يسر الله


    و نجوت منها بحيلة شرعية

    فهى تشتكى من التعود على المنومات رغم أنها مرضع ..!

    طبعا تتناولها فى الصباح , بعد نهاية كل الأفلام النجسة المكرورة , لأن يومها ينتهى الفجر و يبدأ العصر مثل الفئران ..

    و حولتها قبل مرور نصف دقيقة لطبيبة مجاورة

    و لا تبارحنى صورة زوجها المنفرة


    و حضرنى المثل


    لا يستقيم الظل و العود أعوج ....


    و شئ طبيعى أن تكون مدمنة للمهدئات

    كما قيل

    يعيش المرء ما استحيا بخير ***
    ويبقى العود ما بقيَ اللُّحاء

    فلا والله ما في العيش خير ***
    ولا الدنيا إذا ذهب الحياء










    * المصيبة الثانية


    كنت فى مستشفى لعلاج الإدمان

    و كان معى شاب ثرى يعالج من الهيروين


    تم التقاطه من الشارع

    حيث وجده راكب موتوسيكل توصيل الطلبات ( البيتزا )

    فى الثانية صباحا

    ملقى فى حالة إغماء , و مصاب بطعنات بسكين من صحبه الكرام

    و أثر جرعة المخدر لم يزل من عينه و عقله

    و تحاورنا بعد أن أفيق قبل توقف نفسه ..

    و كان هناك شريط أسمعه له يقول

    فلتنزلن بموضع ينسى الخليل به الخليل..............

    و ليركبن عليك من الثرى حمل ثقيل




    ..............و تأثر الفتى



    و تناوشنا حول المتع التى لن تنتهى به إلا لأسوأ مصير ... ملقى كالكلب فى الشارع



    و اشتكى ضعفا .. و الشلة .. و و


    فقلت له البيت الشهير



    خالف هواك إذا دعاك لريبة.......... فلرب خير في مخالفة الهوى


    حتى متى لا ترعوي يا صاحبي........ حتى متى لا ترعوي و إلى متى



    و وصل الحوار لدور البيت و الأسرة


    فقال : بيتنا مفتوح للزيارات ...




    و بعد الوصول لأمه المحترمة

    فى اليوم التالى وجدتها معه فى الغرفة

    تقرعه

    و توبخه

    هى ترتدى بنطلونا ضيقا

    و عمرها فوق الخمسين



    و تقول له

    الزفت اللى انت بتشربه ده


    دايخين وراك فى ال... !

    لأنها ليست المرة الأولى التى يعالج فيها و يعود للإدمان , و يسقط فى الشارع


    فقال لها



    ما انت كمان بتشربى !!


    و هنا شعرت بصفعة على وجهى دون أن أصفع


    ..

    و قالت له بسرعة

    ماشى

    بس أنا بشرب فرايحى مش زيك !


    (( فرايحى يعنى فترات متقطعة ..! ))



    و الممرضة المسكينة و اقفة معى , أصابها المس بلا جن

    و خرجنا تتخبط أقدامنا من الحرج و الدهشة

    و تركناهما يتشاحنان


    و الممرضة تقول ايه ده يا ناس

    احنا فين

    ..
    كادت أن تجن من الموقف !


    فتنة تضحك أرباب النهى ........ من مخازيها وتبكي البشرا



    سبب الإدمان يبدأ من الأسرة و ليس الشلة

    الشلة هى المرض , و الأسرة هى المناعة الضعيفة !














    • البلوى الثالثة

    شاب فى مستشفى علاج الإدمان

    رسب لمدة سبع سنوات متتالية

    و ينفق فى شراء جرام بودرة يوميا , ما يعادل مائة دولار كل طلعة قمر على ليله الأسود الحالك المقرف


    و كبده تهرأ من السموم





    يقول لى و أنا أحدثه لعل الله يهديه :

    و أقول له

    لا يضيع يومك في التيه ........... كما قد ضاع أمسك


    فقال يحكى قصته و ظروفه :

    ماما هى أكثر واحدة متدينة فينا

    بتحضر شيخ كل شهرين البيت مع صديقاتها .. يعطيهم درس ( درس خصوصى )



    ( علمت فيما بعد أنه صوفى غال , متخصص فى الولائم ببيوت الكبراء , فيخدرهم بشئ مما لديه من حسن صوت , و يمنيهم بقراريط فى الجنة , بلا فهم و لا أى كلفة )

    المهم

    قلت : رائع ماما متدينة



    و فى نفسى ( هى من سيساعده فى الأسرة )

    حيث أبوه المحترم

    لا يصل البيت إلا للنوم .. لو وصل ...


    مرهقا فى عب الرزق من حيث لا تراعى الحرمات ..


    و بعد قليل جاءت ماما !!

    ترتدى بنطالا أحمر

    و هى مسنة و تصبغ شعرها بالأصفر


    المهم !!


    الشيخة


    تدخن السجائر


    (فقلت لنفسى أهى أشدهم صلاحا !!

    يا الله .... فكيف بقية الزريبة ؟))

    فناقشتها قليلا

    لأرشدها أن البداية تكون بالسجائر و تلك الأمور

    و النهاية هنا ...


    فقالت مش مهم لو يشرب السجائر و الويسكى

    أحسن من الهباب ده !

    و انتهى الحوار بإقرارها المزيف :

    بأنه لابد أن يعيش سليما من السجائر و الويسكى لكى يشفى نهائيا .


    و قبل المغرب بأربع دقائق أو خمس

    انتفضت كالطفلة مستعرضة نفسها

    ووجدتها تقول


    لم أصل العصر ...يووه



    ليس معها

    خمار

    و لا حتى غطاء رأس


    صراحة ...

    و لا غطاء صدر


    و لا فستان


    و لا شئ يصلح لشئ



    و هرولت التقية إلى السيارة الألمانية ..

    السيارة أيضا حمراء كأنها دمية طفل صغير

    هى أم لشاب فى الرابعة و العشرين ..

    و ثيابها ثياب راقصات المراهقين فى الفيديو كلاب


    أكثر الأسرة دينا !

    دين من لا أدرى


    و ركبت السيارة

    لكى تلحق صلاة العصر


    حسب كلامها

    و بيننا و بين بيتهم ثلث ساعة تقريبا كما شرحت فضيلتها


    ترينى التقوى !


    يعنى بعض أسر ضحايا الإدمان

    شركاء

    بالتوجيه الخرب

    و القدوة الفاسدة

    أو بالإهمال ..

    و قلة منهم مرضى حقا










    • الصفعة الرابعة

    جاءتنا فتاة جامعية


    مدمنة هيروين

    بدايتها كانت مع الشيشة !


    و كنت أقول لها معنى البيت



    فإن تك بالأمس اقترفت إساءة ..... فبادر بإحسان وأنت حميد
    ولا تبقي فعل الصالحات إلى غد .... لعل غدا يأتي وأنت فقيد



    وقد صرفت على المخدرات كل رصيدها البنكى الربوى

    ((الموضوع من قبل أبيها المغترب الكريم جدا .... لمستقبلها العظيم ))


    و باعت سيارتها , و ادعت أنها سرقت

    سبحان الله ..


    كما قال تعالى :


    { الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء , والله يعدكم مغفرة منه وفضلا }



    و باعت كل مجوهراتها التى اشتراها أبوها المكافح , التارك لبنيه متغربا


    و استبدلتها بمجوهرات مزيفة لتغش أمها

    ثم استدارت على كراتين الأجهزة التى اشتراها أبيها




    لها و لأختها

    و خزنها فوق الدولاب ليوم عرسهن



    فصارت تفرغ الكرتونة من الكاسيت الضخم مثلا

    ثم تبيعه

    و لا أحد يدرى


    ثم الخلاط , فالمكنسة الكهربائية فالعجانة ...إلخ



    ثم

    ...

    سرقت أمها من أجل شراء المخدرات


    و هنا فقط اكتشفوها فى البيت السعيد


    و عاد الأب من الغربة

    ليصلح ما فسد

    عاد لمدة شهر !


    قرر فى نفسه ألا يعود من الغربة نهائيا

    ليحاول إصلاح العائلة

    بل ... فقط شهر ... كأنه سيصلح سقف عشة تهدم !


    فقام بشراء سيارة لها

    ووضع رصيدا مماثلا (00000)

    و مجوهرات ثانية

    و قال أنا فعلت كل تلك الأمور

    لكى تستعيد ثقتها

    بنفسها !!!

    ( تربوى محترف ...! أين كنت من زمان.....و هل ينفع مربى من تلك النوعية و هو لا يفقه شيئا فى التربية ؟

    كحامل لثياب الناس يغسلها.............وثوب غارق في الرجس والنجس
    ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها........ إن السفينة لا تجري على اليبس )



    ....


    و قامت الصبية بنت العشرين


    بالعودة للإدمان بعد العلاج ...
    ثم

    ببيع كل شئ

    مرة ثانية

    و كانت تشترى الهيروين

    من على بعد

    200 كيلو متر

    مع الشلة


    كل اسبوعين

    يسافرون من ال.... لل....


    لتاجر كبير ( نابه فى الشر )

    يشترون جملة !

    أريتم الصداقة ..

    احذر الأحمق أن تصحبه ..... إنما الأحمق كالثوب الخلق


    قال تعالى : عن الصديق النادم يوم الحساب

    : ( يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً) (الفرقان:28).


    أنا حضرت فقط نهاية القصة

    فى مستشفى الإدمان

    حيث بابا

    صار مقاطعا لها

    و زعلان
    !!!

    و هى بكبد عليل من الهيروين

    و بشرة ناحلة

    و 3 سنوات رسوب !

    و متخصصة فى القراءة لإحسان عبد القدوس و و و



    و لا تعرف شيئا اسمه كتب التوحيد و لا موضعات العقيدة , و لا تريد !!


    و تقول لى


    ماما تحب الحرية !

    و لا تحب القسوة مع الأولاد !



    و أنا ما عملتش حاجة غلط فى حياتى !



    من هنا رأيت

    أن التربية من عشرين سنة

    كانت فاشلة

    و هنا يوم الحصاد !

    يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا)


    (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهُ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ منْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)

    (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا من ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
    اللَّهم أنت خلقت أنفسنا وأنت تتوفاها؛ فزكِّها أنت خير من زكَّاها، أنت وليها ومولاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها بما تحفظ به أنفس الصالحين، وإن أمَتَّها فاغفر لها وارحمها وأنت خير الراحمين، اللهم أتمم لنا العافية في الآخرة والدنيا والدين، اللهم أتمم لنا العافية في الآخرة والدنيا والدين، أنت ولينا توفَّنا مسلمين وألحقنا بالصالحين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

  2. #2

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2004
    العمر : 52
    المشاركات : 788
    المواضيع : 56
    الردود : 788
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي

    الحبيب عدنان

    لا تسرنى دموعك

    لكن تلك الدموع خاصة تشعرنى بالطمأنينة , فهى صمام أمان أن المرء لا زال يتألم فى بحر فقد بحارته الشعور


    فصار الشر لا يثير امتعاض الوجوه , و لا انقباض القلوب , إلا قليلا !

    أسأل الله لك صلاح الحال و راحة البال و النجاة من المهالك

    و اعلم أنى ادخرت ما لم أقله مما هو شر منه

    و اكتفيت بالمتكرر اليومى فى مشفى الإدمان حيث تتعرى المتحررات و يظهر أنهن يعانين جزاء ما نسين الله



    لا أراك الله وجوه المومسات



    و بارك فيك ما حييت

    و جعلك ممن ينثر الضياء فيعيد القافلة للوجهة التى استدبرتها فى الظلماء

  4. #4
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي

    اخي

    هو التغريب الذي يعصف بالامة

    والتقليد الأعمى لحضارة الغرب الزائفة

    ليتهم قلدوهم في العلم والتكنلوجيا

    ففي اوروبا يعطي كل طالب حظه من الابتكار والاختراع والبحث

    أما هنا

    لا اريد أن اتكلم


    بارك الله فيك أخي

    وأسمحلي بمرور ثان وثالث ورابع إذا اقتضى الأمر

  5. #5

  6. #6
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.26

    افتراضي

    تناول محكم وسرد بديع محزن لعبرة وعظة.


    أحسنت أخي الحبيب د. إسلام.


    وفقك الله وحفظك من كل سوء.


    تحياتي وتقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2004
    العمر : 52
    المشاركات : 788
    المواضيع : 56
    الردود : 788
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي








    بورك فيك أيها الغالى

    ليتنا نتكاتف لنصل ...


    بكيت لبلوى كلكم مبتلى بها


    ففى الحق أن تبكوا على ما قد أبكاني



    إليك و القراء الكرام لإثراء الموضوع المؤلم , لنبحث عن المخرج ...



    تجاوزات الشباب تؤرق المجتمع المصري

    سلوكيات مرفوضة تتسلل الى الشباب المصري وتهدد امن المجتمع، والحلول المقترحة تركز على القدوة الصالحة.

    ميدل ايست اونلاين
    القاهرة - من إيهاب سلطان




    اساليب متطورة لمواجهة مشكلات الجيل الصاعد

    أصبحت البلطجة الخلقية والبدع السلوكية وعدم الالتزام بالقيم والواجبات الاجتماعية بين فئات من

    الشباب المصري من السلوكيات السهل رصدها لانتشارها في بعض المدارس والمعاهد، بل امتدت إلى

    التجمعات السكانية والطرق والميادين العامة والمعاملات الاجتماعية المختلفة.


    ولا تخلو صفحات الحوادث في الصحف المصرية من رصد السلوكيات الغريبة لبعض الشباب، وتعلق

    على قسوتها وبشاعتها، إذ بلغت العدوان على الأرحام والبلطجة والانحلال الخلقي وحمل الأسلحة

    والتعاطي والإدمان، وامتدت إلى عدد من المدارس في المدن الكبرى والصغرى على سواء.

    كما تنامت تجاوزات أخلاقية للشباب في الشارع المصري والميادين العامة والملاعب، تمس الحرمات

    والقيم، وتضرب عرض الحائط بالآداب العامة وآداب القيادة والمرور ولغة الحوار، والواجبات

    الاجتماعية لاحترام الكبار، وقيمة إفساح المجال للضعفاء والمرأة والمسنين في وسائل المواصلات

    العامة والطرق، بل امتدت إلى محاولات الغش الجماعي في بعض الامتحانات العامة، والاعتداء على

    حرمات وقدسية العملية التعليمية.


    وحذرت دراسة حديثة صادرة من المجلس القومي للخدمات والتنمية الاجتماعية التابع للمجالس القومية

    المتخصصة من تفاقم التجاوزات الشبابية الخلقية التي لا تخضع للمساءلة القانونية في المجتمع

    المصري، ورغم أنها ما زالت فقاعات محدودة الأنماط ومنتشرة بين فئات خاصة بل شديدة

    الخصوصية، إلا أنها قابلة للانتشار والتطور لتؤثر سلبا على أمن المجتمع حاضره ومستقبله.

    وحددت الدراسة مفهوم التجاوزات الشبابية الخلقية بأنها كافة الأفعال الإرادية الجانحة التي يمارسها

    الشباب، سواء أكانت أفعالا يعاقب عليها القانون، أو أفعالا ترفضها القيم الأخلاقية للمجتمع مثل

    البلطجة الخلقية، والبدع السلوكية، وعدم التزام بالقيم والواجبات الاجتماعية، وتدني لغة الحوار،

    والعقوق والمروق، والتسيب الأخلاقي، والعلاقات غير السوية بين الجنسين، والتمرد والعصيان،

    وفوضى القيادة، وعدم احترام آداب المرور، وصخب ولغة الملاعب، وضعف الانتماء، والتدخين،

    والغش في الامتحانات، والتمرد على التقاليد، والزواج غير المقبول اجتماعيا.


    وأشارت الدراسة إلى البحوث العلمية التي أقرت تزايداً ملموسا في جرائم الشباب بنسبة تتراوح ما بين

    3ـ5% من حساب نسبة الزيادة السكانية، من 13 مليونا عام 1986 إلى 16.3 مليون عام 1996.


    بينما زادت انحرافات الشباب القانونية خلال السنوات العشر الأخيرة بنسبة عامة تقدرها بعض

    الإحصاءات بـ 6%، وتنام ملحوظ في الانحرافات والتجاوزات الخلقية بنسبة تقدرها بعض التقارير

    والبحوث بحوالي 15%، والنسبة العامة من 5 ــ6%، كما شملت التجاوزات كافة طبقات المجتمع،

    وإن كانت أكثر شيوعا في الطبقات المتوسطة والمدارس الإعدادية والثانوية والفنية (بنين وبنات).

    بالإضافة إلى ظهور ما يعرف بانحرافات البذخ وجرائم الرفاهية في فئة من الشباب بنسبة 1.5%.


    وخطورة التجاوزات الأخلاقية للشباب المصري ـ كما تراها الدراسة ـ تكمن في آثارها السلبية على

    قطاعين هامين هما السياحة والاستثمار الأجنبي، واللذين يتوقف تدفقهما ورواجهما على ما يجب أن

    تتمتع به مصر من أمن واستقرار، وأيضا الخطورة التي تترتب على تطور وانتشار هذه السلوكيات

    مستقبلا، وتداعياتها على الأمن الاجتماعي والسياسي والثقافي، وأهمية الحفاظ على التراث القيمي

    لمصر ومكانتها العربية والدولية.


    وأرجعت الدراسة سبب التجاوزات الشبابية، كما أجمعت عليها النظريات العلمية المعاصرة إلى قصور

    التنشئة الأسرية وغياب القدوة، اضطرابات العلاقات الأسرية، ضعف سلطات الضبط الاجتماعي،

    وقت الفراغ وافتقاد أنشطة الترويح الموجه، تضاؤل قدرة المدرسة التربوي والاجتماعي، الرفاق

    والشللية الجامحة، تداعيات الإثارات الإعلامية للقنوات الفضائية المختلفة، افتقاد الأمن الاقتصادي

    والاجتماعي في المجتمع، قصور آليات التوعية الدينية المناسبة للشباب
    .

  8. #8
    الصورة الرمزية إسلام شمس الدين عضو
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    الدولة : مصر
    المشاركات : 646
    المواضيع : 50
    الردود : 646
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي


    الأديب الطبيب أو الطبيب الأديب د.إسلام
    بارك الله بك وجزاك كل الخير
    أحسنت في إثارتك لتلك القضية التي أراها الأكثر أهمية وتأثيراً في حال أمتنا ، مثلما أحسنت في براعة السرد وإحكامه
    الحديث ذو الشجون ، والموضوع يستحق اهتمامنا وتكاتفنا ، وربما يكون لي عودة - إن سمحت لي الظروف - لإثارة بعض النقاط ذات الصلة .
    وكم نتمنى أديبنا العزيز أن تواصل استكمال تلك اليوميات بما تحمله من عظة وعبرة ونصح لمن أراد الله هداه

    وافر الشكر والتقدير لك د.إسلام
    إسلام شمس الدين


  9. #9
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2004
    العمر : 52
    المشاركات : 788
    المواضيع : 56
    الردود : 788
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي

    أخى الغالى

    إسلام شمس الدين

    أشكر تلك القريحة التى تدرك عمق الجراح

    و لولا انشغالى بعمل ضخم كلما حاولت انهاءه تمادى , هو موسوعة روائع تاريخ الطب و الأطباء المسلمين , لوضعت ما بقي من دمي فى تلك الفواجع فورا



    و قد انتهيت ( للمرة الثالثة أقولها... فسبحان الله )


    و أبشرك أيضا بأن دار البشير للثقافة و العلوم تبنت تلك الرسالة القصيرة عن المدمنين , و طبعتها بسعر رمزى من أسابيع قليلة , و نسعى للتصريح بنشرها فى شتى الديار العربية , قبل أن يصبح الإدمان أصلا و تصير الإفاقة عارا ..



    و قد قصدنى ولى حالة من بلد ما , حكت عن حفلات
    ( بنات فقط ) ... تسمى دى جى ... شذوذ ... الحضور بالسراويل القصيرة !

    ثم دخان ملون , موسيقى ( مثل تحضير العفاريت و حفلات الزار عند المنكوبين بالدجالين ) و كلهن طالبات متعلمات , بل و يحفظن القرءان و مناهجهن تعد متطرفة مقارنة بالمحروسة باللصوص ...






    كان اللقاء فى فبراير و دونك الطالبة ! ..... تلبس كل شئ أحمر , و عيونها ذابلة غائرة جعلتنى أظنها هي خادمتها المسكينة , و السر فى الحمرة هو عيد فالنتين , ووشمٌ بشكل قلوب حمراء على الوجه حبا فى الحب !

    ظلموك أيها الحب


    و ذكرتها بقول بشار


    أَبا مُسلِمٍ ما طُولُ عَيشٍ بِدائِمِ ***
    وَلا سالِمٌ عَمّا قَليلٍ بِسالِمِ


    و كان الحوار طويلا لكنه أثمر بفضل الله تعالى ,
    فعلمت أن الله خير من هذه الأرباب , و أن حرية التجربة ما هى إلا ازدواجية و عمى و صمم

    و كانت تدرك بعض ما يحاك لكنها تسقط فى شباك الضعف , و أقرت – و السيجارة فى المطفأة - أن ما يحدث لها هدم مرتب , و أنها ينبغى أن تكون أكثر صرامة مع نفسها و لا تسلمها للسفلة ....

    ( مفيذ فوزى اتهم بازدراء الدين الإسلامى حين كتب معلقاً على تخلى الفنانة الشابة ميرنا المهندس عن الحجاب : " بعودة ميرنا المهندس إلى نفسها وفنها وجمهورها تكون بدات مصر تعود إلى مصر ، ومعها تعود مصر فى مواجهة قوى الظلام والغيبيات ودعاة الاسموكنغ " )



    و نجحت تلك المرة فى الصمود بفضل الله وحده ( فقد عادت بعد العلاج من الإدمان مرات )

    و قد وصلنى خبر أنها خطبت الأن لشاب مؤدب و لا زالت مفارقة لرفقة السيارة



    و تلك الحالات ليست شاذة و دونك احصاءات جمعيات مكافحة التدخين و الإدمان تجد نسبا مهولة من طلبة الثانوى ( بل ومدرسات فى بعض الدول 60 فى المائة احصاء رسمى )


    تَغَيّرَتِ البلادُ، ومَن علَيها***فَوَجهُ الأرضِ مُغبَرٌّ قَبِيْحُ
    تغيّر كلُّ ذي لونٍ وطَعـمٍ،***وقلّ بَشاشَةَ الوَجهُ الصّبيحُ


    و فى أحياء معينة بالقاهرة طلبة المرحلة الإعدادية يدخنون "النرجيلة الشيشة " بنسبة عالية , بنين و بنات !





    و نسبة كبيرة من الموظفين فى بعض القطاعات ( الطيران و الخدمات الفندقية و الداخلية و ما يسمى الفنانين وووو )


    آه ....

  10. #10
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي بسم الله الرحمن الرحيم

    هرب هو تأخري عن ركب المعلقين .

    فما أسوء الدنيا من هذه النافذة ، و ما أقبح الحياة في دائرة كهكذا دائرة !

    و لا أجد بصيص نور يدخل النافذة ، و لا فأس يكسر ذلك الطوق ، فأغرق في الأسى .

    هل هناك من أمل ؟

    أعانك الله .

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تائه وسط الظلام
    بواسطة محمود صندوقة في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 01-06-2020, 07:05 PM
  2. شاهر المسكين
    بواسطة شاهر حيدر الحربي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 07-07-2015, 12:42 AM
  3. يا قمري المسكين
    بواسطة الطنطاوي الحسيني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 13-06-2009, 04:26 PM
  4. كريستوفر كولمبوس المسكين
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 19-01-2006, 06:52 PM
  5. عاجل / انفجاران يهزان وسط تل ابيب
    بواسطة محمود مرعي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 25-12-2003, 06:19 PM