أبجدية حزن !
ما الذي يمكن قوله في ذكرى وفاة البردوني؟
ما الذي يمكن أن يفي البردوني هجعة السكون التي أحاطت به ؟
لقد ذكرني صديقي محمد بهذه الذكرى وهو يقول عن البردوني
لماذا ذكرى وفاتهِ توافق يوم عيد؟ٍ !""
ربما لكونهِ سعيداً جداً أنهُ تركَ كل هذا العناء ووجد من الوقت ما يكفي ليجلس مع نفسه؟""
أديبنا الكبير تساؤلاتك كلها بدأنا نفهما من خلال هذه الثورة, لا سيما ونحن بدأنا نعرف بلادنا حقاً
بلادنا التي اختزلتها تساؤلاتك ومنذ وفاتك إلى الآن مضت عشر سنوات لم نصحوا إلا بنيف منها لنسلك هذه الثورة
ألست من قال :
تسلياتي كموجعاتي وزادي
مثل جوعي وهجعتي كسهادي
هذه كلّها بلادي … وفيها
كل شيء … إلاّ أنا وبلادي
هذه الأبيات فرضت علينا من قبل لجنة تحكيم شاعر الثورة لنكتب على نسقها ولكن محبتك أكبر وأكبر من أن تفرضها لجنة تحكيم
رحمة الله عليك
رحمة الله تغشاك أقل ما يمكن قوله لشخصك
أما لأبياتك فهي أبجدية حزن :
!!
جِئتُ أَشْكُو مِنْ غُصّةٍ فِي فُؤَادِي
مَنْ سَأَلقَى هُنَا وَحُزْنِي بِلادِي
تَتَهَاوَى بَرَاءَتِي حِينَ أَرْنُو
وألاقي السواد خلف السواد
وَسَرَابًا مِنْ دَمْعَةِ القَيظِ صَيفًا
وَكُؤُوسًا مِنْ حَنْظَلٍ فِي ازْدِيَادِ
وَسَرَابٍ مُرٍ حَصَدْنَاه دَمْعَاً
حَيْثُ يَشّدُو الْرَّدَى وَيَصْمُتُ شَادِي
في بلادي عرافة الحزن تسعى
حَيْثُ يَسْعَى المَنُونُ فِي كُلِّ وَادِ
وَالعَصَافِيرُ تَشْتَهِي أَنْ تُغَنِّي
لِلرُّؤَى فِي ضَفَائِرِ الأَعْيَادِ
جَفَّ حَلْقُ الشَّهِيدِ وَهْوَ يُمَنّي
لَيلَةَ العُرْسِ بِالهَنَا وَالوِدَادِ
بُحَّ صَوْتُ الحَيَاةِ مِنْ كُلِّ لَونٍ
عَبْقَرِيٍّ وَحَلَّ فِينَا الرَّمَادِي
وَتَسَاوَتْ فِينَا الخُطُوبُ وَباتَتْ
صَرْخَةُ المَوتِ صَرْخَةَ المِيلادِ
وَالشَّظَايَا قَوَافِلٌ تَتَـوَالَى
تَسْرِقُ النُّورَ مِنْ عُيُونِ العِبَادِ
ذِكْرَيَاتِي يَا زَهْرَةً خَلْفَ جِلْدِي
تَرْسُمُ اليَومَ ثَوْرَةً بِاعْتِــدادِ
وَتُنَادِي عَلَى الجُيُوشِ سَلامًا
قَدْ كَسَانَا الإِبَاءُ ثَوبَ الحِـَدادِ
لَوْ بِهمْ أَدْرَكَ الصَبَاحُ دُجَانَـا
لانْتَشَى النَّصْرُ يَزْدَهِي فِي البَوَادِي
لَيْتَهُم يُدْرِكُوْن مَاذَا صَنَعْنَا
بِنِدَاءٍ يَحَارُ فِيْهِ الْمُنَادِي
إِنَّمَا نَحْنُ ثَوْرَةٌ وَخُطَاهَا
لِدُرُوبٍ قَدْ بَارَكَتْهَا الأَيَادِي
إسماعيل القبلاني