الآخرونَ كلامُهم هَزْلٌ وأنا كلامي ، كُلُّهُ جِدِّي يتحدثون عن الهوى ، وأنا عن قسوة السجَّان والقيدِ كلٌ له وطنٌ ، ولي منفىً والسيِّدُ المنفيُّ كالعبدِ أحلامُهم محدودةٌ ، وأنا قلِقٌ ، وأحلامي بلا حدِّ الحزنُ لي ، ولهم همُ فَرَحٌ والشوكُ لي ، ولهم شذا الوردِ لهم القصورُ ، ولي أنا خِيَمٌ ما نفعُها ؟! في الحر والبَرْدِ ولهم لذيذُ نعاسِهم ، وأنا سَهَرُ الليالي لي ، ولي سُهدي الجوعُ لي ، ويكاد يقتلني ولهم همُ "المظبيُّ" و"المَندي" وليَ الدخانُ ، وريحُ قنبلةٍ ولهم بخورُ الهند والسندِ يتسامرون وليلهم طربٌ والدمعُ منسابٌ على خدي الآخرونَ ، ولستُ أحسدهم يتفرَّجون علىَّ ، عن بُعد هم بالكلام معي ، وإن فعلوا شيئاً ، تكنْ أفعالهم ضدي وأنا أدافع عن كرامتهم وبكل ما أوتيتُ من جُهد وأذود منفرداً عن الأقصى وكأنَّهُ مُلْكي ، أنا وحدي بيدِ أصفِّق ، بينما شَلَّت حولي ، ملايينٌ من الأيدي وكأنهم موتى ، وكم حيٍّ ما عاد ينقصه سوى اللحد أمري أنا ، ما عاد يعنيهم أصبحتُ مثل الأحمر الهندي فإذا سقطتُ على ثرى وطني مَن يحمل الرايات من بعدي ؟! الآخرونَ ، حياتُهم هدفٌ وأنا الحياةُ وسيلةٌ عندي ومجاهداً أحيا ، ليدخلني إن شاء ربي ، جنَّة الخلد