السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الفاضلة
الأسطورة
رحمَ الله علماء المسلمين وأسكنهم جنَّاتِ النعيم وجوَّزهم بحورٍ عين

قرأتُها أكثر من مرة
أخرتُ ردي متأثراً بمضمونها
وأعود اليوم لذكر بعض الملاحظات :

- حِمدَ يَحْمَدُ .
- الموتُ للناظرينَ اليـومَ راحلهـم
و موتُكَ الجمعُ محزونٌ بمنْ فقـدَا
ربما فهمت المقصد وأثقل السبكُ علي , فإذا كان القصد " الموتُ رحلَ وتركَ الناظرينَ أو بالأصحِّ المنتظرين أو المنظَرين وأخذك فالجمع حزينٌُ بمن فَقَد أوْ فُقِد أي بكَ " فهذا يمكن صياغته أبلغ وأسلس ,, وإلا قصرَّ فهمي هنا ..
كما وددتُ أنْ يكون بعد هذا البيت بيتاً يهيِّئُ للبيت " علَّ البكاء " فيرتبط المعنى منسجماً ببعض كأن نقول " سحَّت مدامعُنا ... "
- و ليسَ يبكي حزينُ القلبِ ما قصدَا .. هل المعنى أنَّ حزين القلب لا يتقصد البكاء بل يأتيهِ كرها ؟ .. إذا كان كذلك فربما يكون هذا العجز مناسباً لصدرٍ آخر قد يكون ما أردناه للتهيئة فنقول :
سحَّتْ مَدامِعُنا فِي إثركم غصصاً=و(أصدقُ ,أحرقُ ) الدمعِ لا يُؤتى لِمن قَصَدا
علَّ البكاء يـواري حزننـا أمـلاً=نَسْلو بِهِ الوَطْأَ لا ننساكمُ أبدا
أرى السيوفَ إلى (أجْفَانِهَا غُمِدَتْ )=كأنّما السيفُ دونَ العزِّ ما ( وُجِدَا ) "إِذْ لَمْ تَجِدْ بَعْدَكمْ فِي مَنْ يُعِزُّ يَدا"
**
يا راحلينَ و في أنفاسكـمْ حرقًـا=مهلاً عن الرَوحِ ما أفنيتمُ حُصِدَ ا
الرََّوْحُ / مصدر بمعنى الراحة والرحمة ونسيم الريح , وقصدك هنا الرَّوَاحَ أي الذهاب ويكمن الاستغناء هنا عنها واكتفاؤنا ب"مهْلاً " فنقول " مهْلاً فإنَّ الذي أفنيتمُ حُصِدا "
الأرضُ يومَ حصاد الزرعِ خاوية=والزرعُ لولا خواءُ الأرضِ لأنفسدَا
العجزُ معناهُ ضعيف وبه خطأَ في قولك " خواءُ الأرضِ " فخواؤها خلوُّها وقصدك الحصادُ فنقول " لولا الحصادُ لَماتَ الزَّرْعُ وانْفسدا "
يا راحليـنَ بكينـا بعدكـمْ ألمًـا=و إنْ خلونا لهيبُ الشوقِ ما انخمدَا
أخْمدتُ النَّارَ فانْخمَدتْ على " انفعلَ " للمطاوعة والعلاج وهو في الرباعي قليل , والأصحُّ هنا أنْ نأتي بالفعل " خمَدا " فنقول " .. ولهيبُ الشوقِ ما خمَدا "
هذي الديارُ على أعقابكمْ بطـرتْ=فما توعدَ ربّي من لـهُ حَجَـدَا ؟؟
العجز لمْ أستوعبهُ ولو كان " أَمَا توعَّدَ ربي مَنْ لهُ جحَدا !؟ " لكانَ أوقع ..

ونظلُّ نطلبُ العذرَ والسماحَ فمن جُهدنا ما نصيبُ فيه بفضل الله ومنه ما نخطئُ فيه بنقص علمنا .. والله أعلم

دمتِ بخير
في أمان الله