سفاح العسكر والعسس
من قديم الأزل وهناك إختلاف جوهري بين تركيبة وهيكلة العسكر وتركيبة وهيكلة العسس الذين يسمون في حاضرنا بالشرطة ، فطبيعة العسكر جهادية وطنية ملتزمة كمؤسسة إلي أبعد حد ويكاد لا يطالها أي نوع من إنواع التجاوز أو إستغلال النفوذ ، يساعد في هذا كونها تتعامل بالدرجة الأولي مع الأخطار الخارجية وتؤمن حدود الوطن دون أن تتعامل بطريقة مباشرة مع أبناء الوطن إلا فيما ندر ، ويتمتع العسكر أينما وجدو بقدر كبير من الحب والتقدير من كافة أبناء الأمة ، هذا علي عكس العسس الذين يناط بهم حماية الأمن الداخلي وتأمين قدر من الأمن والأستقرار داخل الوطن والتعامل يوميا مع أفراد الشعب والأحتكاك المباشر بهم ، وكان هذا يستلزم أن يتم تأهيل العسس بكل كوادره للتعامل بعدالة وحيادية وتعاون مع أبناء الوطن لتحقيق المعادلة الصعبه بتوفير الأمن والأمان مع المحافظه علي حقوق المواطنة التي يكفلها الدستور ، لكن وهذا الحاصل في كل دول العالم بنسب مختلفة ، دوما ما نري الفساد وقد استشري في صفوف أبناء تلك الفئه وهي فئة العسس ، لضعف النفس البشرية وميلها عن الحق دوما وحبها لتحصيل أقصى مكاسب شخصية ممكن أن يضمنها لها موقعها من المنظومة المتحكمة في مقدرات البشر ،
وقد فطن الكثير من الدول لهذا فبات يضع بعض القوانين التي تحد من إستفحال هذا النوع من الفساد عن طريق لجان مراقبة داخلية تقوم مقام المصحح لما أعوج من أخلاق وضمائر البعض وتحاول عدم وقوع هذا الزواج الباطل بين المصالح والسلطة الذي يكون بمثابة سفاح ، وهذا وإن نجح مرة فإنه يفشل مرات كون جماعة العسس في بقاع الأرض علي شاكلة واحده هي الأسوأ إلا ما رحم ربي ، يجعل من الأمر كابوس مستمر تتفاوت شدته وقسوته ما بين نظام وأخر ، لكنه يبقي كابوسا مفزعا يقض راحة أبناء الوطن ويزرع في أوردتهم الحزن بما يرتكبة من تجاوزات تصل أحيانا إلي حد الفظائع والجرائم من تلفيق للتهم وتعذيب وقتل ، وتحت يدي بعض التقارير المفزعة عن عسس الدول النامية بخاصة والتي دوما ما تتمتع بدعم رأس السلطة في تلك البلدان نظير أن تقوم بقمع كل من يفكر أن يناوئ أو يخلع عن نفسه ربقة عباءة الحاكم الملهم ، أو يفكر ، فهذه وصمة في جبين كل من تسول له نفسه أن يوازن بين المفروض والواقع فهو يخرج في نظرهم عن الملة ويجب أن يقام علية الحد الذي وضعوه هم ،
وأري أن الإعلام بما توافر له من تكنولوجيا أهلته أن ينقل الأحداث آنيا وبشفافية لا يمكن لأي نظام أن يداريها إلا قمعا قد فضح الكثير من تلك الأنظمة وعراها أمام نفسها قبل أن يعريها أمام الرأي العام العالمي فبات الجميع يعي ما يحدث ويدرك أنه ما من مؤمرات خارجية ولا تدخلات أجنبية كما كان زعمهم طوال عقود عدة ، إنما هي نتاج ما جنتة أفعالهم ورؤاهم وما رسمو له طوال تلك العقود ليظلوا في سدة الحكم ، وإن أي تدخلات خارجية أنما يأتي بعد أن ينكشف الدور القذر الذي يلعبوه علي شعوبهم ، فتسارع بعض الأطراف التي لها مصالح مع هذا القطر أو ذاك إلي تقديم يد العون إلي من تظن إنه سيسود لتغرف من خيرات الوطن بعد ان تتطوق عنقة بجميل صنيعها وتحجز حصتها من كعكة البناء والتطوير التي تستهلك جل موارد الوطن ، حدث هذا ويحدث في العراق وتونس ومصر ولاحقا ليبيا ومن بعده اليمن وهلم جر ،
وأما سبب ربطي بين العسكر والعسس فإنما يرجع إلي تحول بعض العسكر وقادتهم علي الأخص في بعض تلك الدول إلي عسس وهذا السفاح البين الذي يخلط الأوراق ويبدل الأدوار فيجعل من حماة أبناء الوطن سفاحين يهدرون كرامة أبنائه قبل دمائهم ، وبدلا من أن يكونوا حماة الوطن يتحولون إلي حماة النظام ورئيسة فيلبسون عباءة العسس القذرة والتي تحدثنا إنه يلبسها طوال الوقت في دول بعينها وهو يتمتع بحماية ولاة الأمر وبالمقابل يقدمون له الحماية القصوى تجاه أعدائه الذين هم أبناء شعبة ، وهذا وإن كان بحكم التعود مستساغا من العسس وهم الذين تربوا في أحضان أنظمه فاسدة عمدت إلي تدريبهم ككلاب الحراسة للنظام ، فأنه لا يكون مقبولا ممن يوصمون دوما بأنهم حماة الوطن وهم العسكر ، اقول هذا وقلبي ينفطر حونا علي أخواننا في سوريا واليمن وباق ما يحدث من شراذم في ليبيا الحبيبه وبايدي من ؟ حماة الوطن ! ، حتي ما يحدث في مصر الآن يحيطة الكثير من علامات الأستفهام ، فما بال حماة الوطن وقد التحفوا عباءة النظام السابق في كثير من تصرفاتهم وقراراتهم ، أنا مع البعض الذي يقول إنه مراهقة سياسية لأناس ما تعلموا في مطبخ السياسه ويتعلمون من جديد ، لكن حري بهؤلاء أن يتنحوا سريعا ويسلموا الوطن وقيادته لمن هو أهل ولا يصح التلكؤ بأي حجج في وقت يقبع الوطن فيه جريحا ، فنحن لا نريد لأي نظام قادم أن يكون ولد سفاح بين فلول نظام طردة الشعب ووالعسس الجدد الذين خرجوا من رحم نظام العسكر .
أشرف نبوي
صحفي مصري وأديب عربي