والتف بوشاح القمر
سافر إليه مع النجوم
ودخل دون استئذان من بوابة الفردوس
ولفته رياحين ملائكة انتظرته
طويلا قبل أن يكتب له ميلاد
اخذ معه لعبته وأحلامه
وأمنيات أمه
وترك حروف نسي تركيبها
توضأ قلبها بنور سطورها
هنا كان بين زوايا الشمس
يملأ الدنيا صخب وضجيج
وتموج الأرض تحت غض الأقدام
وعيون الليل ما تركته يلهو
ويركض بغابته
يركض خلف فراشاته وعصافيره
و شواظ نار تعلقت بأهداب حلمه
وسرت إلى قلبه
حبال الموت
وصرخات
وصلت إلى فؤاد أمه
قبل أن تصل إلى سمعها
فأوجست منها خيفة
فلذة كبدك تجنح كطائر أخضر
في جنة عرضها كعرض السموات والأرض
وتهادى
في أركان الشمس
وعيون الليل تتربص به
وتتربص
قد أعماها
ترقب حمزة سيد الشهداء
و نادى القلب المكلوم بصوت بلغ صداه
ذرى السهيل
هو لك يا أرض أبلعي دمه
وارتوي من دماء قلبي
هو لك
يا أرض الأحرار
وقودا لنار تلظى تحت أقدام بائسة همجية
هو لك يا أرض
بجسده وتفاصيله
فكم سهرته مريضا
وكم أطعمته جائعا
وكم زمّلته خائفا
وهاهو الآن بين حضنك
فخذي من خصيب جسده
قنابل تفجر
الثورة في وجه الطغيان
وانهض يا ابن قلبي
لأعيدك مرة بعد مرة
إلى دثارها
وأزفك قبل أوانك
برعما مضيئا
سحابة تمطر غضبا وشهبا
وشمس على
أغصان الياسمين
سوسن