أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 21

الموضوع: لن أنتظر المهدي. . لن أنتظر المسيح

  1. #1
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.09

    Exclamation لن أنتظر المهدي. . لن أنتظر المسيح

    لن أنتظر المهدي. . لن أنتظر المسيح
    هيا بنا يا مايكل، هيا بنا يا جون، سوف تفوتكم الحفلة المنقولة على التلفزيون، قالوا: لبيك يا شوشو، ها نحن قادمون، وتحلَّقت البنات واختلطن بالبنين، واجتمعوا يتابعون الحفل معجَبين، فهل تشوقت أخي لمعرفة الحكاية، هلمَّ معي إذاً وكن على دراية، فالقصة أليمة لكنها الحقيقة، فلا تفتك منها ثانية ولا دقيقة، وحتى تكون الجلسة إسلامية، أوصيك بالصلاة على خير البرية، وخذ العبرة من القصة وكن على حذر، فأمة الإسلام اليوم على خطر ...

    بدأت مراسم الاحتفال بالحدث العظيم، واجتمع وجهاء القوم من المسلمين، ويالها من لحظةٍ تاريخية مشهودة، القلوب لها متلهفة والألوية معقودة، ولكَم طال أخي انتظار هذه اللحظات، فاليوم ننزع الغطاء عن آخر المحجبَّات، فلن تبقى بعد هذا اليوم فتاة متخلِّفة، وستغدو قلوب الجنسين بعد اليوم متألِّفة، قد طرحنا النقاب منذ بضع سنين، وبقي غطاء الرأس معاندٌ لعين، ولكننا اليوم أيها الأحباب، قضينا على التخلف قضينا على الحجاب، وصدرت جريئةً فتوى تحريم الجلباب، فقولوا وداعاً للكبت والإرهاب، قولوا وداعاً لتلك العذراء المتسترة، واستقبلوا بصدوركم تلك الفتاة المتحررة، لا خمار لا حجاب لا غطاء، لا عفة لا شرف لا حياء، نعم هكذا سترتقي أمة الإسلام، هكذا ستجاري باقي الأنام، فهلمَّ أخي نشارك في الاحتفال، ولا تلتفت لمخذِّل ولا قيل وقال، قد مضت أيام التذمت والتشدد، وصححنا نصاب المواريث وألغينا التعدد، فلنكسر معاً صنم التعبد الأعمى، فتحرير العقول من وثنية النصوص أولى، هيا بنا بلا تردد بلا تفكير، وحذار من التلكؤ حذار من التأخير...

    وهكذا بدأت مراسم التتويج، واحتار الفقهاء في كيفية التخريج، فكلمة الافتتاح تحتاج خطبةً فصيحة، ولا بد من تزيينها بآياتٍ وأحاديث صحيحة، فكيف العمل أيها الفقهاء، أين علمكم أيها العلماء، أين الحيل الشرعية أين النباهة والدهاء، فإما أن تخرِّجوا لنا الأمر فوراً وإما أن نستبدل مجلس الافتاء؛ وهنالك أسعفت رئيس المشيخة فكرة، وهي الاستدلال بآية قرآنية عطرة، فبعد البسملة والحمد قال، إني لن أطيل عليكم المقال، فقد جاء في القرآن واعبد ربك حتى يأتيك اليقين، وقد تيقنَّا أن التخلف رديف التمسك بالدين، فبات من باب فقه المصالح المرسلة، أن نتخلص من أغطية الرأس المسدلة، ولن تكون بناتنا كاسياتٍ عاريات، فلعمري ذلك من المحرمات، وإنما تمسكاً بظاهر السنة والروايات، سنحرص على كون بناتنا عاريات عاريات، وقد آن أوان طرح الركام البالي، فأطيعوا الأمر فقد جاء من الوالي، واشتدت أيدي هيئة الإفتاء بالتصفيق، فياله من تخريج موفَّق وتلفيق، حقاً إنه جدير بمنصب رئيس الإفتاء، فقد خرق القرآن والسنة بلا حياء، وخرَّج الفتوى بلا تردد بلا تفكير، وخرق إجماع العصور بلا تلكؤ، خرقه بلا تأخير...

    سُرَّ مايكل وجون وتهللت منهما الأسارير، وقالوا لشوشو: يا له من عالمٍ قدير، قالت نعم وقد حضرت له بعض الدروس، وإن له سحراً مؤثرأ في النفوس، أتدرون أنه أول من قال بحرمة فصل النساء عن الرجال، وأثبت أنه لم يصح في جوازه أي مقال، وأن الحاجة تدعو الجنسين للاختلاط، كما أنه أباح – عند خشية الزنا – اللواط، على كل حال دعونا من الأحاديث الجانبية، ولنتابع الحفل بانتباه وروية، انظر لقد خرجت تلك الفتاة المحظوظة، فبعد اليوم لن تكون متقوقعة ولا منبوذة، وها هي على المسرح حيث ينزع عنها الحجاب، انظروا كيف خرجت بلا لومٍ أو عتاب، الحمد لله أن عشنا إلى هذا اليوم العظيم، يوم تخلصت الفتاة من ذلك الحجر الأثيم، وسألت شوشو: ما هذا على المسرح يا مايكل؟ قال : إنه صليبٌ ومجسمٌ للهيكل. قالت: صليب النصارى وهيكل اليهود؟ قال مايكل : نعم ، أليس هذا هو المعهود؟ ألم تعلمي قرار ولي أمر المسلمين، بأن التسامح أمرٌ أصيلٌ من الدين، فلا يجوز أن نقتصر على المظاهر الإسلامية، بل لا بد من دمج الديانات الإبراهيمية، وإلا فلماذا غيرت اسمي إلى مايكل من محمد، وكيف تخلصنا من ركام الفقه المجمَّد، وتخلصنا من مصطلح أهل الذمة المشين، فأضحى الكتابي بيننا كأي فرد من المسلمين، هذه يا شوشو سماحة هذا الدين، فأومأت برأسها بلا تردد بلا تفكير، وأقرت قوله بلا تلكؤ ولا تأخير...

    وحانت تلك اللحظة الحاسمة، وتهللت أسارير الوجوه الباسمة، لحظة نزع الستار عن عورة المسلمة، واقترب ثلاثة نفر منها والأمَّة مستسلمة، قالوا هم ثلاثة مندوبين، عن اليهود والنصارى والمسلمين، ومد الثلاثة أيديهم مجتمعين، وأمسكوا بغطاء الرأس المكين، سُلِّطت أضواء المسرح وتعلقت بها أعين الجماهير، وعزفت الموسيقى لتمام هذا الأمر الخطير، وانتهى العد إلى ساعة الصفر، وانتزعوا الغطاء والرأس انحسر...وصدعت في أرجاء الحفل الصيحات والتصفير، وهللت الألوف من الجماهير، نُزع الحجاب نُزع الغطاء، تحررت الفتاة وانخرق الحياء، انظروا كم هي جميلة آسرة، انظروا إليها سافرةً حاسرة، وتأمل كيف جمع هذا الأمر العظيم، بين إخوة ثلاثة أشقاء في الدين، يد الراهب وتخطيط الحبر ومندوب المسلمين، تأمل كيف تعاونوا وقضوا على هذا الإرث العقيم، وانكبَّت على الفتاة جموع المهنئين : هنيئاً لك التحرر هنيئاً لك الحضارة، فتساءلت مدهوشة: ما بالي أشعر بالحقارة؟ فأجابوها وهي في ذهول، إنه شعور عابر لا يلبث أن يزول، فطأطأت رأسها بلا تردد بلا تفكير، وكبتت شعور الذل بلا تلكؤ، كبتته بلا تأخير ...

    أقيمت الأفراح ليال ثلاث، احتفالاً بروعة هذه الأحداث، وأضحت الفتاة محط الأنظار والإعجاب، فلكم هي فاتنة بعد نزع الحجاب، وكلما رأتها عين حقير، امتدت إليها يده بلا تأخير، فلما ملَّت كفَّ أيدي الناس، وسئمت من تكرار قول : لا مساس، استسلمت للأمر وتبلد الإحساس، ورسمت على وجهها ابتسامةً بلهاء، وقهقهت بالضحك بلا خجل بلا عناء، وجاء راعي الحفل يسأل فتاتنا العذراء، هل تحبين المشاركة بمسابقة عروض الأزياء؟ فأجابت بلا تردد بلا تفكير، يشرفني ذلك وسأباشر التحضير، وتقدمت بلا تلكؤ، وتقدمت بلا تأخير...

    وانتهت مراسم الحفل الصاخب، وأضحى لفتاتنا مائة صاحب وصاحب، وعاد مايكل وشوشو وجون، بعدما انفض مجلس التلفزيون، ولكن لم تنته الحكاية أخي الحبيب، فقد عادوا للتلفزيون بعد وقت قريب، فقد جاء للتو نبأ عاجل، علمت به شوشو وعلمه مايكل، جهشت شوشو بالبكاء وذهل مايكل وجون، وشخصت أبصارهم لهول ما يشاهدون، كيف؟ كيف يعتدى على نجمة الحفل بالاغتصاب، كيف ونحن متسامحون مع أهل الكتاب، كيف اعتدى الراهب على عرض أختنا المسلمة، وكيف غدرنا حبر اليهود بهذه الحادثة المؤلمة، ألم يكونوا على المسرح يبتسمون ويضحكون، وكانوا لمندوب المسلمين يعانقون، ألم يساهموا في تحرير أختنا، ألم نسمح لهم برفع شعاراتهم على أرضنا؟ قد كان عبثاً إذاً ذاك التسامح ذاك الإخاء الكاذب، وما هو إلا غدر الذئاب ومكر الثعالب، قومي يا شوشو .. أقصد يا عائشة، عذراً أختاه على تلك الغلطة الطائشة، قالت: لا عليك يا أخي عبد الرحمن، قم أنت وأخي محمد الآن، قوموا واصرخوا واإسلاماه، ولسوف أوافيكم عند منزل أختاه، وسرعان ما انتشر الأمر وشاع الخبر، وتوالت صيحات التكبير غيثٌ منهمر، توافدت حشود المسلمين الغاضبة، وعادت إلى مكان الحفلة الصاخبة، رباه ما الذي جمع هذه العباد، وكيف التقوا دون سابق ميعاد، ألوفٌ مؤلفة من جند الإيمان، هبوا لنصرة أختهم من كل مكان، جاؤوا بلا تردد جاؤوا بلا تأخير، الأمر أمر عرضٍ إذاً وليس للمرأة تحرير.

    الآن حصحص الحق وظهر، وأخذنا من خطئنا العظات والعبر، و سلامة العرض بسلامة الإيمان، لا لن ننتظر المهدي لن ننتظر المسيح، سنريق الخمر نطمس معالم الكفر الصريح، لن تري أمتي بعد اليوم خزيا، سيعلو أمر الدين، ستعود بناتنا للدين للحجاب، لا لن يكنّ فريسةً للكلاب، سنعود لنركع لنسجد نصلي في المحراب، نتوب إلى الله نغسل آثار الذنوب، نعيد الحق حقاً ومن رجس الباطل نتوب، ولن يهدأ لنا بعد اليوم بال، حتى تعود الأمة إلى أحسن الأحوال، فقوموا جميعاً بلا تردد قوموا جميعاً بلا تأخير.


    بقلم / الدكتور وسيم فتح الله ((حفظهُ الله ))
    أنــــا لا أعترض إذاً أنا موجود ....!!

  2. #2
    الصورة الرمزية صفاء الزرقان أديبة ناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2011
    المشاركات : 715
    المواضيع : 31
    الردود : 715
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    نصٌ ساخرٌ و موجعٌ
    للحالِ الذي أصابنا من تضيعٍ و تهاونٍ في ديننا .
    التقدم و الانفتاح لا يكون إلا بهتك ما حرم الله
    هتكٌ مُمَنهج يقف خلفه كل من يكره ديننا و أُمتنا .
    الصحوة في آخر النص كانت رائعة مُبشرة
    بغدٍ مٌشرق يعود فيه المسلمون ألى قوتهم و مكانتهم بعِز عزيز أو بذل ذليل
    ان شاء الله .
    شكراً على نقل هذا النص الجميل
    تحيتي وتقديري

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.09

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الزرقان مشاهدة المشاركة
    نصٌ ساخرٌ و موجعٌ
    للحالِ الذي أصابنا من تضيعٍ و تهاونٍ في ديننا .
    التقدم و الانفتاح لا يكون إلا بهتك ما حرم الله
    هتكٌ مُمَنهج يقف خلفه كل من يكره ديننا و أُمتنا .
    الصحوة في آخر النص كانت رائعة مُبشرة
    بغدٍ مٌشرق يعود فيه المسلمون ألى قوتهم و مكانتهم بعِز عزيز أو بذل ذليل
    ان شاء الله .
    شكراً على نقل هذا النص الجميل
    تحيتي وتقديري
    بارك الله في سعيك أديبتنا الكريمة ( صفاء ) سررت بك وبمرورك الطّيب والرائع جزاك الله خيرا
    أخلص التحايا أستاذتي

  4. #4
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 2,069
    المواضيع : 373
    الردود : 2069
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    شدني النص إلى آخره
    وهذا دليل ٌ على حسن طريقة العرض ثم الدخول في الموضوع ، مع الترسل في العرض والانتقال من فكرة إلى غيرها ، وهي في الأصل نسيج واحد
    شكر الله لك أخي الفاضل

  5. #5
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.09

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د عثمان قدري مكانسي مشاهدة المشاركة
    شدني النص إلى آخره
    وهذا دليل ٌ على حسن طريقة العرض ثم الدخول في الموضوع ، مع الترسل في العرض والانتقال من فكرة إلى غيرها ، وهي في الأصل نسيج واحد
    شكر الله لك أخي الفاضل
    بارك الله فيك أخي الكريم على إطلالتك الرائعة والمفيدة ، كل الشّكر لك
    دمت بخير

  6. #6
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Oct 2011
    الدولة : iraq
    المشاركات : 81
    المواضيع : 14
    الردود : 81
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي تحية

    كل يوم يزداد اعجابي بهذا الموقع الرائع وهذه الافكار والكلمات والمواضيع المنشورة على صفحاته.. بوركت اخي الفاضل وزادك الله علما على علمك .. تحية .

  7. #7
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.09

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رسول عبد الله مشاهدة المشاركة
    كل يوم يزداد اعجابي بهذا الموقع الرائع وهذه الافكار والكلمات والمواضيع المنشورة على صفحاته.. بوركت اخي الفاضل وزادك الله علما على علمك .. تحية .
    بارك الله فيك أخي وجزاك خيرا ، ومرحبا بكَ معنا في واحة الخير ، ويسعدنا كلامك الطّيب ويشرّفنا ..
    دمت متميّزا

  8. #8

  9. #9
    الصورة الرمزية أحمد الكندي قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2011
    الدولة : سلطنة عمان
    العمر : 26
    المشاركات : 16
    المواضيع : 3
    الردود : 16
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    لا ولم ولن تتخلوا عن الحجاب ما دمت حيا
    أحمد الكندي .. ابن خمس عشر صيفا عمانيا ..
    تحية وسلام إلى روح أجدادي آل كندة الكرام..

  10. #10
    أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : خارج التغطية
    العمر : 44
    المشاركات : 5,087
    المواضيع : 206
    الردود : 5087
    المعدل اليومي : 1.09

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نداء غريب صبري مشاهدة المشاركة
    نص رائع أخي
    محبوك ومتماسك ومؤلم

    شكرا لك

    بوركت
    بارك الله فيك أختي الموفقة ، سررت وسعدت بمرورك ..

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. من روائع قصص التراث / المهدي والدعاء العظيم
    بواسطة احمد حمود الغنام في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 16-02-2013, 02:44 PM
  2. المهدي لعـرج/أدب الرحلة
    بواسطة ليلى ناسيمي في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-12-2007, 10:32 PM
  3. المهدي المنتظر الأمريكي الموعود !!! هل يخرج من دهاليز البيت الأبيض ؟؟؟
    بواسطة صبـاح الـبـغدادي في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 21-08-2007, 10:41 PM