إهداء للأخ الشاعر مصطفى السنجاري ردا على قصيدته الرائعة "رقية المتعوذ" ويبقى له أجر السبق بالفضل.

دَعِي يَا لآلِي الحَرْفِ مَا شِئْتِ أَوْ خُذِي
فَلَنْ تَبْلُغِي مَا كَانَ مِنْ شِعْرِ جَهْبَذِ
تَغَنَّى فَكَانَ الحُبُّ تِرْيَاقَ عِلَّةٍ
وَأَثْنَى فَلانَ القَلْبُ بِالعَبَقِ الشَّذِي
وَأَلْقَى عِصِيَّ الشِّعْرِ حَتَّى كَأَنَّنِي
أُخِذْتُ بِهَذَا السَّحْرِ مِنْ كُلِّ مَأْخَذِ
جَوَاهِرُ مِنْ يَاقُوتِ حِسٍّ مُمَرَّدٍ
وَزَهْرٌ يُوَشِّيهِ الشَّذَا بِالتَّلَذُّذِ
فَيَا شَاعِرًا أَعْجَزْتَ حَرْفًا وَحِرْفَةً
وَيَا سَاحِرًا قَدْ فُقْتَ فَنَّ المُشَعْوِذِ
أَرَاكَ كَأَنَّ البَحْرَ أَوْلاكَ سِرَّهُ
وَأَهْدَاكَ مَحْضًا عِقْدَ دُرٍّ مُقَذَّذِ
وَأَنَّ بِسَاطَ الرِّيحِ قَدْ مَدَّ طَرْفَهُ
لِتَنْفُذَ لِلإِبْدَاعِ مِنْ أَيِّ مَنْفَذِ
"لأنَّ مُغَنِّيْ الحَيِّ يُنْشَزُ صَوْتُهُ
أخَذْنا صِحاحًا مِنْ بُخَارى وَتِرْمِذِ"
وَهَذَا لَعَمْرِي بَيْتُ شِعْرٍ رَأَيْتُهُ
بِدِيوَانِ عِطْرٍ مِنْ قَرِيضٍ مُحَبَّذِ
سَلامًا لِتِلكَ الدَّارِ فِي نِينَوَى التِي
تَضُمُّ أَثِيرًا لِلفُؤَادِ المُنَجَّذِ
وَشُكْرًا بِنَفْحِ الرُّوحِ يَا مُصْطَفَى سَنَا
بِمِرْآةِ وُدٍّ بِالنَّوَى لَمْ تُجَذَّذِ
لَقَمْتَ فَمَ البُهْتَانِ صَخْرَةَ حِكْمَةٍ
وَفَنَّدْتَ سُوءَ القَصْدِ فِي قَوْلِهِ البَذِي
أَمَا أَدْرَكَ المَحْمُومُ بِالحِقْدِ أَنَّنِي
أَسِيرُ وَخَلْفِي طَائِرُ الشِّعْرِ يَجْتَذِي
وَأَنَّ الذِي بَيْنِي وَبَينَ الذِي يَرَى
كَمَا بَينَ نُورِ الشَّمْسِ وَالحَدَقِ القَذِي
وَمَنْ يَجْحَدِ الإِحْسَانَ مِنْ بَعْدِ مَحْضِهِ
وَيَنْبُذْ مَعَانِي الفَضْلِ يُجْحَدْ وَيُنْبَذِ
أُوَلئِكَ قَوْمٌ سَعَّرَ الحِقْدُ نَابَهُمْ
فَعَضُّوا يَدَ الأُسْتَاذِ بَعْدَ التَّتَلْمُذِ
فَلَوْلا أَتَوْا مِنْ مِثْلِهِ بِقَصِيدَةٍ
وَأَنَّى لَهُمْ صَوغُ الجُمَانِ الزُّمُرُّذِ
أَلَيسَ عَجِيبًا أَنْ يُذَمَّ أُولُو النُّهَى
وَيُحْمَدُ غِرٌّ بَينَ ذَا قَدْ وَشَى وَذِي
وَكَيفَ يُصِيخُ القَومُ سَمْعًا لِمُدَّعٍ
عَلَى طَعْنِ أَرْبَابِ المَكَارِمِ يَغْتَذِي
لَعَمْرُكَ هَلْ يَهْتَزُّ جَفْنُ غَضَنْفَرٍ
إِذَا جُرَذٌ أَصْغَى إِلَى رَأْيِ قُنْفُذِ
أَلا إِنَّ شَرَّ الخَلْقِ مَرْذُولُ خِصْلَةٍ
يَعِيبُ البَرَايَا وَهْوَ مُتَّهَمٌ بِذِي
وَشَرٌّ مِنَ المَأْفُونِ مَفْتُونُ رَأْيِهِ
غُرُورًا يَرَى نَيلَ العُلا بِالتَّأَسْتُذِ
فَهَلْ تَصْدِفُ الأَلْبَابُ عَنْ شَوكِ جَاهِلٍ
وَتَقْطِفُ مِنْ تَمْرِ الحَصِيفِ المُجَرَّذِ
إِذَا زَاغَتِ الأَبْصَارُ فِي دَرْبِ ذِي هَوَى
فَفِي الغَايَةِ القُصْوَى بَصَائِرُ لِلذِي
وَإِنْ عَمَّتِ البَلْوَى بِقَوْمٍ تَأَوُّلا
فَعُذْ بِالذِي يَدْرِي السَّرَائِرَ أَوْ لُذِ