بسم الله الرحمن الرحيم
ها قد دار الفلك دورته الكبيرة ، و عاد الزمن من حيث بدأ ... آه ! ما اشبه اليوم بالبارحة ... و كأني اقرأ في ملامح حكامنا هذه العبارة موجهة الى الشعوب العربية المغلوبة على امرها :(( رحمك الله أبا مسلم بايعتنا فبايعناك، وعاهدتنا فعاهدناك ، ووفيت لنا فوفينا لك. إنّا بايعناك على أن لا يخرج علينا أحد في هذه الأيام إلا قتلناه فخرجت علينا فقتلناك..))
و تأملوا ايها الإخوة خطب "ولاة امور " المسلمين هذا الزمان :
(( أيها الناس من أبدى لنا ذات نفسه ضربنا الذي فيه عيناه ومن سكت مات بدائه..))
و لا نجرؤ ـ نحن الشعوب ـ النبس ببنت شفة ، و إلا يطبق علينا ما قاله الوليد بن عبد الملك حين ولي الخلافة.
فنحن المالكون الناس قسرا ... نسومهم المذلة والنكالا
ونوردهم حياض السيف ذلا ... وما نألوهم إلا خبــالا
و المصيبة ان فينا من يجد المبررات و الاعذار لهؤلاء الحكام ، بل ان ذهب بعض الذين يدعون العلم الى تحريم الخروج عن هؤلاء الظلمة، يلتجئون إلى نصوص مقطوعة عن بداياتها ونهاياتها لتبرير ما يفعله الحكام، أو يجرون وراء أقوال عامة صحيحة ولكنها لا تنطبق على الواقع اليوم، وكأني ارى في هؤلاء مدعيي العلم يكاد يقولون ما قاله ابن هانئ الاندلسي لهؤلاء الحكام :
ما شئت لا ما شاءت الأقدار... فاحكم فأنت الواحد القهار
و كأنما أنت النبي محمد ... وكأنما أنصارك الأنصــــــار
عندها نضيع كما ضاعت الاندلس... و ما ذلك ببعيد...
حكام العرب وحاشيتهم يعلمون ما لا نعلم ..
ويشاهدون ما لا نشاهد ..
وما علينا إلا السمع والطاعة ..واسأل العلماء المشغولين بأسامة بن لادن ..
لانهم أطال الله في اعمار جلالتهم وعظمتهم وفخامتهم يعرفون جيدا ما يصلح لنا ..
وعلينا الامتثال وإلا أصبحنا خوارج العصر ..و حتى لا يشار الينا بالبنان ، وحتى لا نتهم بالكفر يجب اسقاط مفهوم الجهاد و الدفاع عن الاوطان من قاموسنا و من قرآننا .
و كدليل على طاعتنا وولائنا يجب علينا أن نرسل برقيات" شكر" الى السيد شارون كلما أراحنا من عدد لا باس به من" الفلسطينيين" ..
فهؤلاء الفلسطينيون عكروا على" حكامنا" صفو حياتهم السعيدة فيجب" اجتثاتهم" من الاصل، وعن بكرة أبو جد أبوهم ..
ومن تم يقيم حكامنا شراكة مع" أبناء العم" لتصفو لنا مباهج الحياة ..
وأخيرا وليس آخرا نقول لحكامنا ومن يسايرهم :(( كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده))
ونقول لعلماء حكامنا لو أردتم بنا خيرا لأفتيتم بجواز انتحار جماعي للأمة العربية حتى ترتاح وتريح .. فلم يعد للحياة طعم.
اللهم عليك بالعدو الداخلي قبل الخارجي ..
آآآآه كم كان أرسطو مصيبا في وصفه لنظام الحكم الشرقي بأنه النموذج الحقيقي للطغيان ...