,,
لأني حجازية , فلن أراوغ
لذا فاسمعني ..لاتقاطعني , ثم صدقني .
يا أنت َ..
خلف الأبواب
يقف غجرٌ , ماكرون , بضائعهم كاسدة ,
و مهرجون ألعابهم سامجة , وهناك وجوهٌ عليها أقنعة ,
لاشيء خلف الأبواب حقيقي سوايَّ يحبك ,
فعلاما ترسل نحوي مراكب
حيرة من عينيك حتى تفهم هذا الحب ؟!
يا أنتَ ..
أرجوك حوّل صمتك ؛مدٌ خفيضٌ ,
فمدكَ لو تدري ,عالٍ جداً .
ولمّا تقتربُ, فهون عليّ الغرقُ ؛
قليلاً قليلاً اقترب , فالموج بقلبي يا سيدي,
يرتجُ ويرتفعُ
وإني مغالبةٌ ضعفا يُلمُ بي ,
حد انطباق أضلاعي على أضلاعي من رعشٍ , فهوّن ,
هوّن عليّ يا سيدي الغرقُ.
وإنك في الجهل طفل صغيرٌ ,
لاتدري عن نسوة بالحجاز مربعهن ,
عن الحب المظفر في أياديهن
تسمّع لقلوبهن فضحكات أطفال العيد ــــ دون مبالغة ـــ
"تُشلشل" بها نغمٌ ,
هنَّ يدٌ تمتد أبداً ولن ترتدُ .
تسمّع هدهدة الحجازية لوليدها
,أُشششششششش ..دوها يا دوها والكعبة بنوها ...
أممم أتود أن تعود طفلا ؟ لامانع لدي في الهدهدة .
ولأن الحجاز وطني ,
بل إن كنتُ محقةً فـــــهو دمي ,
هل تظنُ حياةٌ لي دون دمي ؟!!
آه لو تدري ماالحجاز؟
الحجازُ بائعٌ ,يعرض بضائعه
على مدخل شرياني , وما أجد معي ثمناً ؛سوى قلبي .
آه , لن تصدق , هو عجوز كالتي رأيتها تتقن التأنق ,
تنبعث من طيات ثيابها عطوراً فرنسيةً, مخلوطة بعود كمبودي معتق.
صدقني الحجاز قصيدتي هذه , لن تراه إلا في عينيَّ ,فإهدئ لتراه ,
حتى أرسم له لوحةً , أنقش فيهاحزنه العتيق كحزن
صياد لم تعلق في سنارته سمكة واحدة ,
منذ الصباح وخلفه عيالٌ يشتكون الجوع ,وألوّن فرحه كعيد "ملاهي العيدروس" .
يا أنت َما كنت معي ؛
يوم أن نثرتْ امرأة حجازيةٌ ملفعةٌ "بشيلة" في يديَّا فتات خبزٍ ,
وشدت ساعدي لأنثره في يد الريح ليقري ضيوفه العصافير, التي تمر ببابه , كانت تستر ضيق يده أمامهم, ما أحلاها من امرأة ,
ما كنت معي
حينما رحلتْ وكيف أن القطط صارت يتيمة وكيف اتكئ الريح من حزن على بابها
وجيبه خالي الوفاض
فلن تقرضه يدها بعد الآن .
يا أنتَ
ما كنت معي حتى ترى كيف غَسّلتُ وكفنّتُ
وألحدتُ كرهَ هذه الأرض ,
فمما تخشى من سيدة تتقن الحب أبداً؟!
بالله عليك ما تظن في حجازيةٍ
ترى توهة الأطفال في عينك ,
سوى أن تتقن الركض نحوك ؟!
وصدقني ,
قدْ علمونا في الحجاز أن قلوبنا بُسطٌ نفرشها للعابرين
وحتى إن اوجعوا لا نطويها !!
فمما تخشى بالله عليك؟!
يا أنتَ
الحروف اللابسة الجيينز وعليها قبعات الكاو بوي بكل صفاقتها ,والتي تتقن لكنة "تكساس" المقيتة رأيتها تسقط فكوكها دهشةً
أن رأت ما بقلبي , من خلف " روشانه " من حروف واقفة تحييك . يا أنت ما أكتبه إليك حروفا تتقن لبس الــ " العمائم الحجازية " والمميلة لها قليلا قليلاً عنجهةً ، أما حول خصورها؛ محازمٌ ذهبيةٌ ,
ثم تكتملُ لها مشية الغرور بين شوارعك كيف لأ, وأنت من ؟ أنت ؛ أنت .
بالله عليك لاتزيد منسوب الحيرة في عينيك و وافسح لها الدرب , لتجد طريق قلبك هي تعرف عنوانه جيدا , واتركها تنفض غباره وترتبه كيف تشاء .
حبي يا أنت َ حجازيٌ ,
فالوطن ذاــ الحجازي ــ الذي أكتبه من دمي لايتقن إلا لغة الحب, فعلاما تخشى هيبةً أطلت من شرفتي ؟!
حاول أن تفهم أني حجازية , في مشيتي
جبالٌ تمشي , و من قلبي سحبٌ ثقال , تنزل واديك فيسيل عليها سيلا ليروي زروعك .
حاول أن تنصت لهدوء الريح في سهلي , حاول .
ـ
للحجاز كيمياء في جسدي
وقد وزنت معادلات حبك كلها بقي أن تصدقني حتى تتم .
ـ