|
نسَّقت سمتَ ملابسِ الإحرامِ |
وشخصت للبيت الحرام أمامي |
مهما أكن ينساب بين جوانحي |
والكعبةُ العظمى بلهف غرامي |
يا من فرضت الحج موسم طاعة |
وإنابة بقواعد الإسلامِ |
إني لأرجو أن تيسَّر حجتي |
لأعود مولودا بلا آثامِ !! |
..... |
..... |
إني أتيت مُوَقَّرا بذنوبِ |
ورضاك عني غاية المطلوبِ |
من لي سواك إذا رددت تضرعي |
لك يا عزيزُ بذلتي ونحيبِي |
أغث المسيء بعفوك الوافي الذي |
فيه النجاةُ لمذنب مكروبِ |
إني دعوتك آملا بإجابة |
يا من كشفت الضر عن (أيوبِ)! |
..... |
..... |
طفت القدوم ملبيا بطوافي |
ربي المهيمن واسع الألطافِ |
ونظرت كعبته الشريفة مبصرا |
فيها الجمال ببهجة وتصافي |
الله ! ما أصفى الجلال بوجهها |
وببابها وبكافة الأعطافِ ! |
مازلتِ بالحسن الفريد المرتجى |
للمسلمين بأطهر الأوصافِ !! |
..... |
..... |
خلف المقام تضرعي بقيامي |
بعد الطواف لواحدٍ علاَّمِ |
يا ذا الجلال ذكرت أمرك ربنا |
قد جاءنا في محكم الأحكامِ |
هذا المقام مقام جد المصطفى |
من كان أول مسلم وإمامِ |
فاغفر ذنوب المسلمين جميعهم |
يا ذا العلا والفضل والإنعامِ !! |
..... |
..... |
لما شربت بزمزم البركاتِ |
ماءً تخلل بالشفا خلجاتي |
وطعمت طعما من منابعه التي |
عمَّت مشاربها مكامن ذاتي |
منذ الذبيح ومنذ هاجر هاهنا |
جاءا وإبراهيم ذو الخيراتِ |
هلَّت ببكة زمزمٌ وتدفقت |
بالرِّي والبركات والنفحاتِ!! |
..... |
..... |
بالسعي كنا بين مروة والصفا |
بالحج نرجو من لدنه تعطفا |
فهو الكريم المستعان بشرعه |
جاء الرسول الهاشمي المصطفى |
من جاء يدعو للهداية والتقى |
والبر والمعروف حقا والوفا |
فبه السعيدُ من استفاد بهديه |
واستن سنته الشريفة واقتفى ! |
..... |
..... |
لبيك ربي فاطر الأكوانِ |
لبَّاك قلبي منزلَ القرآنِ |
لبَّاك سمعي والجوارح كلها |
لبَّت إله العرش باطمئنانِ |
نحو المشاعر نستعد لبدئنا |
فرضا لحج طيب الأركانِ |
ندعوك ربي بالخشوع بحجنا |
نرجو رضاء الراحم الرحمنِ !! |
..... |
..... |
يا يومَ تروية به الحجاجُ |
لهم من النور المبين سراجُ |
بمنى الحبيبة للقلوب تدفَّقت |
وتقدَّمت لرحابها الأفواجُ |
لبيك ربَّ العالمين تصاعدت |
فيها ضياءٌ ساطعٌ وهَّاجُ |
فهنا مبيتٌ في منى بجمالها |
وغدا لعرفة يصعد الحجاجُ !! |
..... |
..... |
في يوم عرفة سيدي دعواتي |
لك يا كريمُ بدمعة الإخباتِ |
هذا عطاؤك للحجيج منحتهم |
ربَّ الوجود مفاتح الخيراتِ |
ووعدتهم بالعفو فاعفُ بارئي |
عنا جميعا في حمى عرفاتِ |
واجعل لأمة (أحمد) خير الورى |
يا ذا الجلال مواهب النفحاتِ !! |
..... |
..... |
يا يوم نحرٍ مشرقٍ بالعيدِ |
بسرور أضحى بالصفاء سعيدِ |
الله أكبر في جلال ضيائها |
بجمال عيد بالحجيج رغيدِ |
فيه المناسك عطَّرت أرواحنا |
ببهاء نور عقيدة التوحيدِ |
يا من فرضت الحج أرجو عودتي |
لنقاء طفل بالحياة وليدِ!! |
..... |
..... |
لمنى الجميلة بالقلوب محبةٌ |
ومودةٌ بالروح والوجدانِ |
فهي التي سكن الحجيجُ بأرضها |
بخيامهم بسكينة وأمانِ |
وهي التي فيها المناسك أشرقت |
بالنور يسطع في بديع مكانِ |
ما أجمل الحجاج حين مبيتهم |
بمنى الجميلة واحة الإيمانِ!! |
..... |
..... |
طفت الإفاضة في صفاء سكوني |
بين الحجيج بخشية ويقينِ |
الله أكبر ما الحجيج توافدوا |
للبيت تترا في أجل حنينِ |
طافوا أفاضوا بالفريضة كلهم |
شوق لعفوٍ من عطاء متينِ |
أرجوك هب لي يا كريم بحجتي |
فضلا يدوم بأحسن التمكينِ!! |
..... |
..... |
ودعت مكة باكيا .. بوداعي |
حلت دموعي في شجون دواعي |
ماذا أقول لمكة أم القرى |
حين الفراق لأبعد الأصقاعِ ؟! |
سأظل أذكر هاهنا بيتا له |
بالروح مرقى همة ومساعي |
أستحضر الأنوار في إشراقها |
من كعبة قدسية الأرباعِ !! |
..... |
..... |
نحو المدينة في هدى وأمانِ |
كانت قوافلنا بشوق جَنَانِ |
للمصطفى المحمود طه (أحمدٍ) |
خير البرية منة المنانِ |
فزيارة المختار أسنى قربة |
بمحبة في أحسن اطمئنانِ |
في روضة المحمود فاضت عبرتي |
من فرط أشواقي إلى العدناني!! |
..... |
..... |
صلى الإلهُ على النبي الهادي |
طه المشفع سيد العُبَّادِ |
والآل آل البيت ما حج الورى |
للبيت بيت الواحد الجوَّادِ |
وكذلك الأزواج أقمار الهدى |
ما أمَّ طيبة بالزيارة حادي |
وجميع أصحاب الحبيب المجتبى |
ما عاد حجاجُ الهدى لبلادِ !! |