رَجَعْتُ إلَى نفسِيْ لَعَلِّي بهَا أرَى ظِلالَ امْرئٍ عَيْناهُ إلاكَ لاتَرَى وَغصتُ بذاتي فِيْ الأنَا حَيْثمَا أنَا ونادَيْتُنِيْ عَلِّيْ أبُوْحُ بمَا جَرَى وفتَّشْتُ عنَّي فِيَّ عَلِّيْ أرُدُّنِيْ إلَيَّ وَأخْفِيْ السِّرَّ عَنْ أعْيُنِ الْوَرَى وَلَكِنَّنِيْ لَمْ ألْقَ إلاكَ فِيْ الْحَشَا فهَلْ كُنْتـَنِي أمْ كُنْتُكَ الْعُمْرَ يَاتـُرَى أراكَ بمرآتِيْ انعِكَاساً لِصُوْرَتِيْ وألْقَاكَ فِيْ الأحْلامِ إنْ عَادَنِيْ الْكَرَى حُرُوْفُكَ ترْويْهَا شِفَاهِيْ وَإنْ أنا نطقْتُ فقوْلِيْ فِيْ شِفاتِكَ سُطِّرَا وَتمْشِيْ بأقـْدَامِيْ وَإنْ شِئْتَ حَاجَة تـَمُدُّ لَهَا كَفَّيَّ أمْراً مُقَدَّراَ أنَا أنْت إلا أنَّ عينُكَ إنْ هَمَتْ دُمُوْعِيْ أنا تَجْريْ وَأرْوِيْ بهَا الثـَّرَى أَنَا أنْتَ إلا أنَّ نَبْضُكَ فِيْ دَمِيْ وأنْتَ أنـَا سِرٌّ برُوْحِيَ قدْ سَرَى وَظِلُّكَ ظِلِّيْ بَلْ وَأنْفـَاسُكَ التِيْ تعِيْشُ بهَا أنْفـَاسُ صَدْريْ فهَلْ تَرَى?
نجيب الموادم (الباهوت)
1993