تقرير سري عن الصمت في بلاد الشام
شعر:أحمد لحمر-المغرب
إذا ما الصمت علمك الكلاما
فلا تسأل لمـاذا أو علامـا
فإن الصمت غطريف حكيـم
تمرس بالنوائب و استقامـا
فصـار لنـا نبيـا لا نـراه
و صار على ائمتنـا إمامـا
يحدثنـا لساعـات طــوال
يجالسنا يشاركنـا الطعامـا
فكيف فكيـف ننكـره نبيـا
وقد ركع الكلام له احترامـا
أيـا لغـة الفجيعـة حدثينـا
فإن الصمت قد بلغ الفطامـا
و بثي الكون صرخةمستجير
يرى ضنك الحياة له حمامـا
و أم في ربيع العمـر ثكلـى
وشيخ جاوز التسعين عامـا
لعل الشمس تشرق من جديد
إذا ما الدهر أنصفنا إذا مـا
لئن نك قد خسرنا كل شـيء
فلسنا في النهايـة باليتامـى
لنا أم هي الأرض التي عـ
لمتنا أن نضيم و لا نضامـا
لذلك ليس ترضعنـا حليبـا
و ترضعنا الوفاء و الاعتزاما
و خائفة علي تقـول أقصـر
فدتك النفس ولترخ الزمامـا
أتحسب أعين الرقباء غفـلا
و جند جيوشهم عنـا نيامـا
فللحجـاج جيـش بربـري
أماط عن المبـارزة اللثامـا
و أبرز نابه فـي كـل درب
ليقتل كل من صلى وصامـا
ذريني لا عدمتك و الأهاجي
أصد بسمهـا القـوم اللئامـا
فإن المـدح ضيعنـا قديمـا
و أكسب بعضنا مالا حرامـا
و هون كل مقـوال فصيـح
يبيع جميـل قولـه للندامـى
سنمشي فوق أهداب المنايـا
و سوف نموت بعد غد كراما
ليأتي بعدنـا جيـل جـريء
يقول كفى و لا يخشى الملاما
و ينصر ملة المبعوث فينـا
و يخذل كل من خذل الشآما