|
أَبكي و هذي دمعتي مُلتاعهْ |
سالتْ ، وقلبي يشتكي أوجاعهْ |
وأغوصُ غارقةً ببحرِ توهُّمي |
فيمدُّ لي شبحُ الضياعِ ذراعه |
أتُـراهُ يـُـنـقـذنــي ، وفـُـلـكي واهــنٌ |
يـتـقـاذف الـمـوجُ الـعـنـيـفُ شـراعـه |
فـيُمـيـلـُهُ لـلـجـانـبـيـنِ ، و رُبَّـمــا |
دكَّــت أعــاصـيـرُ الـهـوى أضــلاعـه |
لـو كـان دمـعـي مـن عــدوٍّ حـــاقــدٍ |
لَـبَـنى الـفــؤادُ حـصــونَهُ وقـلاعـــه |
واســتلَّ فـي الـحـربِ الضـروسِ سـيوفَـهُ |
لـيـُري الـعــدوَ هـجــومَهُ ودفـاعـــه |
لـكــنَّ دمــعــي مـن أبٍ ، بِــرِّي بــهِ |
فــرضٌ ، وكـان لـهُ عــليَّ الـطـــاعـه |
إن جــاء يـخـطـبـنـي عـريـسٌ لائــقٌ |
ديـنــاً وأخــلاقــاً أبـى فـأضــاعـــه |
ويـجـئ آخــرُ ، حــالـُهُ مــن حــالِنـا |
لا عــيـبَ فـيـهِ وقــد رضـيـتُ طِـبـاعه |
فـيـزيـحــُهُ عـن دربـِـنا ويُـلـفِّــقُ الـ.. |
أســـبـابَ حــيـن يـزيحُــهُ بـبـراعــه |
ويـقـــولُ هــذا لـيـس كُـفـأً لابـنـتـي |
وبـوجـهِـهِ .. لـو تـعـلـمـونَ .. بشـاعـه |
والآخــرُ "الخــرِّيـجُ "جـــاءَ مُـؤَمِّــلاً |
قــد بـاعَ مـن أجــلِ الـزواجِ مـتــاعـه |
وأنـا أريـدُ لـهـا عـريـســاً مـوســـراً |
ولـديــهِ مــــالٌ وافــــرٌ وصـنـاعــه |
مـا هـمـَّنـي إن كـان كـهــلاً ، طـبـعُـهُ |
فـظٌّ ، فـفـي الـجـيـبِ الـمـليءِ شـفـاعـه |
إنَّ ابـنـتـي "بـنـــكٌ" يُــدِرُّ ، ولـم تـزل |
كــنـزاً ثـمـيـنـاً أقـتـنـي ، وبـضـاعـه |
مـن رامـهــا دفــعَ الـكـثـيـرَ لأجـلهـا |
يـشـري تـعـنـُّتَ نـفـسـيَ الـطـمـاعــه |
و يـمــر بـي عـمــرٌ ، وعـمـرٌ بـعــدهُ |
ولـقـد أخــافُ عـلـى الـشـبـابِ ضـياعـه |
لـيـلُ الـعـنوسـةِ مـوحِـشٌ ، بـل قــاتـلٌ |
فَــرَضَ الأبُ الـحــاني عـلـىَّ صــراعــه |
كـم كـنــت أحــلـم بـالـحـلـيـلِ ومـنزلٍ |
أرعــى عـظـيـمَ شــئـونِـهِ بـشـجــاعه |
وصـغـارُنـا حــولي أقـــومُ عـلـيـهـمـو |
مـا بـيـن إطـعــامٍ لــهـم و رَضَـــاعـه |
لـكـنَّ حُــلـمـي قــد تـبـخـَّرَ فـي الفضا |
وغـدوتُ فـي بـحــرِ الـهـوى فُـقَّــاعــه |