المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زاهية
الحلقة الأخيرة
سترك يارب,ضاقت الحيلة,أحسَّ الجميع بأنَّهم حقيقة يعيشون في المنفى خلف الأمواج الغاضبة , فهاهو البحر يحاصرهم بقسوته المعتادة وجبروته, بينما رحم سراب يحاصر الأمل بظلام اليأس0
آه منك أيتها الحبيبة إنَّك جزيرة القسوة والرَّحمة معاً,الحب والكراهية ,الفقر والغنى, أبداً تظلِّين بوجهين ,طاهرة كالبحر,طاغية مثله0
السماء تمطر ,البحر يموج بالزَّبد, وسراب تنزف بالوجع, وجنين يُحتضربحنان الرَّحم0
صرخت أم سراب والحسرة تلتهم قلبها خوفاً على ابنتها :أ نقذوا ابنتي
افعلوا أي شيء
أحضروا طائرة مروحيَّة تسعفها
أرجوكم
لاتدعوها تموت 0
بالأمس أطلقت علية نكتة ساذجة في سهرة مع نساء الجزيرة عندما قالت بأنهم بحاجة لطائرة تحضر المعلمات والمعلمين وتمون البلد بالطعام في الأحوال الجوية السيِّئة واليوم أصبحت النكتة واقعاً ملموساً, فهم بحق بحاجة لطائرة حوامة تساعدهم وقت الشِّدة , قد تنقذ طفلاً
غريقاً
تسدُّ جوعاً
وقد تكون عوناً في حالة ولادة عسيرة كتلك التي تواجه سراب اليوم0
صباح الجمعة,الناس نيام , والشمس مازالت في حضن أمِّها في الشرق البعيد تستعد لمغادرته إلى عالمنا الجميل,ولكن عادل سبقها بمغادرة بيته وهاهويديرمحرِّك مركب الصَّيد الذي استأجره,يحمل فيه زوجته إلى المدينة الساحلية حيث المستشفيات والأطباء متحدِّياً جنون البحر, ودويَّ العاصفة ,وهطول الأمطار0
صعدت علية المركب لتبقى بجانب ابنتها علَّها تخفف عنها بعض الألم,وأصرَّت أمُّ عادل على الذهاب معهم فهي مازالت تنتظر( هاشم) ولا تريد أن يهرب منها مرَّة ثانية وستكون في مقدِّمة مستقبليه ,أما (الداية) فقد رفضت مرافقة سراب خشية الغرق ,فالبحر لايرحم أحداً عندما يكون في حالة ثورة وهياج0
خرج الزَّورق من الميناء الصَّغير وصراخ سراب يعلو فوق صوت محرِّكه0 بينما كانت المرأتان المرافقتان لها تتلوان بعض آيات القرآن الكريم برجاء إلى الله أن ينقذ (سراب) مما تعانيه 0
اصطفَّ المودِّعون على رصيف الميناء يشاهدون تصارع الأمواج الصَّاخبة مع الزورق المسالم الذي خرج في مهمة إنسانية ولكن الأمواج المحتدَّة كانت تجهد بعنف ووحشية لابتلاعه ومن على متنه ,لايهمها (هاشم) الذي كان هو الآخر يجاهد في رحم أمه في سبيل الحياة, ولا جدة هاشم المتشوقة لقدومه الحبيب ولا سراب التي أنهكها آلام المخاض0
توقَّف المركب للحظات غاب بعدها عن أعين المراقبين سقطت القلوب إلىالركب,واتسعت العيون ووقف الجميع على رؤوس أصابع أقدامهم لاستجلاء الأمر,ظهر الزورق من جديد متوجِّهاً نحو الجزيرة, وهو يقطع الأمواج ببطء شديد0
ارتفعت القلوب إلى الحناجر,ولكن مالبثت أن سقطت ثانية إلى الأقدام عندما توقَّف المركب قرب الرَّصيف0
هرع الجميع لاستطلاع النَّبأ,ماذا هناك ؟
ماالأمر؟!!!
لماذا عاد الزورق إلى الجزيرة ؟
هل أصابه عطلٌ ما؟
لالا ربما تكون سراب قد ولدت هاشم بتحريض الخوف من مجابهة البحرأو ربما000وعندما اقتربوا من الزورق جاء الجواب مؤلماً ,مبكياً حدَّ الألم,
إنّها سراب ,هدأت , نامت بسلام ,لم تعد تصرخ ,رأوها مسجاة بلا حراك في بركة من الدِّماء وأمَّا (هاشم) فقد آثر الموت في دور الظَّلام0
وعند الظُّهر هدأت العاصفة وكأنَّ شيئاً لم يكن ,هكذا هو البحر يثور بعنف ويهدأ بروعة وجمال ,ولكن هل يهدأ حزن القلوب في الجزيرة المنفية خلف الأمواج في أيام العواصف والأنواء ؟؟؟؟؟
ربَّما ولكن
عندما يأتي الأمل!!!!!!!
تمت بعونه تعالى
لاتستغل في أعمال فنية دون الرجوع إلى مؤلِّفتها بنت البحر
ولا تنقل إلى منتديات أخرى دون ذكر المؤلِّفة
قصة من تأليف
بنت البحر
يكفيكم فخراً فأحمد منكم***وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن