رعشـــــــة حيـــاة
ضميني إليك ...
ليلفظني البحر أصدافا
لملمي أجزائي
لأخرج من ضلعك الأيسر
لأولدَ في زمن الطفولة من جديد
أيمكن لحبك أن يبعثني مرتين ؟؟
ضميني إليك ...
لأذرف البكاء الأول ... قبل قطع الحبل
لأطلق الصرخة الأولى .. . شهقةً للحياة ... و زغرودةَ البداية
أشعلي الهمس وهجاً في ذاكرتي
أنفضي عنها غبار العابرين
أعيدي للماء لونه
للخبز رائحته
للمساء سحره ... و السكينة
أعيدي للفصول ترتيبها ... وزهوَ ألوانها
للحقول عبقَها الأول
ضميني إليك ...
لأذكر دهشتي الأولى
كلمتي الأولي
خطوتي الأولى .... و فرح الطفولة
علميني المشي على وقع خطاك
علميني الوقوف و السقوط
و الجري على هواك
ضميني اليك ..
لتزهر شجرة التفاح أمام بيتنا
اغرسي كفيك المخضبتين شعرا و حياة
قطعي أوصالَ الحنين تحت جلدي
عدلي صوت أنينِ الذكرى
على ايقاع أنفاسك
ليكون ضحكاتٍ تسبق الخطوات ...
خذي إليك ما تبقى من شفق على أفق اللقيا
اِنزعي عني رداء التوحد و الإنتظار ..
اِمسحي عني عرق القطارات
و المحطات ... و التذاكر
ضميني إليك ... شوقَ العائد للوطن
أغرقي سفني .. في لجة العناق
أحرقي أشرعة السفر لتستكين الرياح
أرسميني على تموجات الشعر
بلون تورد الخدين
نسمة بحريةً عابرة
نفحة عطرٍ سابحة
لمسة أم حانية
أكتبيني حرفا أعزلا على الشفاه
ضميني إليك ...
حرري عن معصمي القيود
علميني اللغة و لحن النشيد
لأكتبك للثوار قصيدة نصر
و للعشاق أغنية اللقاء
بللي حروفي سلافا أو دمعا ليبدأ مطر القافية
ليتنفس الضلع ... شوقَ اقتراب
لينتفض الزهر ... مَولدَ رحيق
لتنمو على تُويج الصدر رعشاتُ حيــاة
حميد العمراوي