رويدكِ هذا حديث روحي

ليس بعدك رجالٌ ... قلتِها وبكيتِ ..

جميعك أفصح عن مكنونٍ بحجم المجرات

واستمر نزيف القلب في ساحات دموعك ....

أحبك ؟؟؟؟؟ نعم ولكن .......

أي حبٍ ينبغي لكل هذا الوله ؟؟؟؟

أي أرواحٍ تلك التي تتّسع لكل هذا الجنون ؟؟؟

وأي حرفٍ مهما اصّاعد يطال ....

هام هذا العشق !!!!!!

قلتِ : عليك التوغل أكثر في صفاتك ...

أقول : وما أفعلُ إن كانت كلها حروف ..

كأضمومة الياسمين ..... أضمّها ... وتطفو

من سلالة الكلمات أتيت ...

من عكاظ تسوّقتُ طفولتي

لأنني يا أروع موصوفاتي

وريث البيان .....

ولأني من حروف !!!!!!!

رويدك يا أنت ..

مذ عرفتِني ... حظيتُ برضا الورد

وزكَّتني النجوم ...ورشَّحني القمر

توشَّحتُ الثقة .. والعنفوان

وروَّت شقوق ظمئي ... عيون طهركِ

وأشرقت الصباحات يمسحن كل دروبي

فأَشْرقْت ....

على مسمع الربيع كانت بواكير صدحي باسمك ..

حاكيتُ فيها كل أحلام الهديل

وابتهالات الحساسين ...

لم تسمعي حينها لكنك كنتِ تعلمين

ففردتٍ أجنحة الفتنة ... وضفائر الألق ...

لتلهبيني حسناً

وتعبري من شراييني ....

إلى مدائن الياسمين !!!!

ضاع في مسامات الشوق وحي عبير

فأطلق لبهجة الربيع يراعها .. فوق التلال

فنثَرَت على مسالك فتنتك براعم ورد

وأسلسًتْ لللسنابل سبيلاً للغمام

هذه أنتِ ... تسرفين في فلسفة الجمالِ

فتربكين سنابك خيل الخيال ...

ثم تمضين مزهوَّةً ....بنشوة الانتصار !!!!!!

رويدك يا أنتِ ...

فعندما أشرقتِ ذاك الفجر ...

لم يكن بحسباني ... الإصباح بشمسين

لم أكن قد أعددتُ العدَّة ... لكمِّ هذا الضياء ...

فأتيحي لي الفرصة ولو قليلاً

حتى أهدئ روع عتمتي

قبل نشر فتنتكِ في كل أرجائي !!!!!!

رويدكِ يا أنتِ ...

أمهليني قليلاً .. حتى أفسر عشق الياسمين ...

الذي عرَّش على أسوار فتونك ...

امنحيني الفرصة لأحيط بجميع أطوار حضورك

فأحدد مساراتي ...

في قلب قلب جنونك !!!!

رويدكِ ... فقد طمى خطب ترابي ...

لم تَرْوِه إلا دموع غمامك ... فسالت

على حافَّتيه سيولٌ وما ملأن شقوقه ...

تقود نجواكِ الريحُ ... فتلسعني

كجملة كانونيةٍ قارسةٍ

فينهار ما شرعتُ به من هياكل نيسان

لستُ الملوم وحدي ... يا سيدة العشق

فأنتٍ من عوَّد ريحاني على الاخضرار دون توقُّفٍ

وأنتِ من نثر وردي على أقاصي الحلم

فما عدتُ تقيِّدني أسوارٌ ...

ولا فصول !!!!!

تَتَسَاءَلْنَ عَنْ كَيْفِيَّةِ الاحْتِرَاقِ ضَلَالَاً ... وَلَعَلِّي الضَّالُّ الْوَحِيْدُ الَّذِي لَا يَدْرِي .....أَوْ لَا يُرِيْد أَوْ لَعَلَّ جَمِيْعَنَا .. يَسْتَأْنِسُ بِجَهْلِهِ فِيْ مُوْبِقَاتِ الْخُطَا ... وَمَنْ يُبَالِيْ ... لَوْ فَعَل ؟؟؟؟ فَكَيْفَ أَكُفُّ عَنْ عَالَمٍ ... يَعُجُّ بِالْخَطَايَا ؟؟ تُسَابِقُنِي بِهِ السُّهُوْلُ وَالْجِبَالِ وَالْغَمَامِ ....وَالدُّوْرِيُّ وَالْحَمَام ؟؟ يُؤَيِّدُنِي النَّسِيْمُ ... وَيَتَعَطَّرُ الْوَرْدُ لِيَشُدَّ انْتِبَاهَ شَهَوَاتِي .. وَيُرَاقِصَ غَضَاضَةَ مَشَاعرَ الحُلُم ؟؟ وَلَا حِسَابَ يَنْتِظِرُنِي عَلَى الصِّرَاط .... سِوَى بَعْضُ آلَامِ يَقْظَةٍ ... وَخَيْبَةِ فَجْر ؟؟ كَيْفَ بِالّله عَلَيْكُنّ ؟؟؟؟؟!!!!!!!

لَيْتَ لِي الْآنَ بَعْضُ سَحَابِكِ

لِأَرْفَعَ أَكُفَّ سَنَابِلِ حُلُمِي تَسْتَسْقِيْهِ ...

فَقَدْ كَادَ جَدْبِي يُقَوِّضُ آخِرَ آمَالِ حُزَيْرَانِي بِفَيْضِ مَوَاسِمٍ

وَلَيْتَ لِي بَهَمْسَةٍ مِنْكِ قَبْلَ فَضِّ عُرُوْضِ الْقَمْحِ ..

فَأُنَدِّي بِهَا حُقُوْلِيَ الْعَجْفَاءَ قَبْلَ أَنْ أُضَمِّنَنِي عُشْبَاً ..

مُنْتَظِرَاً تَشْرِيْنَ آخَرَ ....

عَلَّهُ يَأْتِينِي بِالْغَيْثِ الْيَقِيْن !!!!!!