رويدكِ هذا حديث روحي

مَا زِلْتُ فِي عَوَالِمِ الْهَوَى أَدُبُّ صَغِيرًا ...
مُجَرَّدُ اكْتِشَافٍ عَزِيزَتِي
لكِنَّنِي عِنْدَمَا أُلَاحِظُ أَطْوَالَ ظِلَالِكِ فِي مِرْآتِي ...
أَعْلَمُ أَنَّنِي لِلتَّوِّ بَدَأْت ...
أَخُطُّ لِمَشَاهِدِكِ بَوَاكِيرَ رُسُومِي ...
أَكَادُ أَخْتَارُ أَلْوَانِي الْمَائِيَّةَ وَأُحَدِّدُ خَيَارَاتِي
وَتَبْقَى مَقَاسَاتُ حُضُورِكِ وَحُدُودُ انْتِشَارِكِ سَيِّدَتِي...
أَصْعَبُ مَا يُوَاجِهُ لَوْحَاتِي !!!!!!

هذَا مِدَادُهَا أَغْرَقَنِي يَا صَاحِ .. عِشقًا، وَطُفُولَةً، وَنَشْوَة ... أَفَاضَ فِي رَبِيعِ عَوَالِمِهَا النَّقِيَّة .. وَقَدَّمَهَا تَفَاصِيلَ، تَضُجُّ بِالنَّبْضِ يُحَرِّضُ نَبْضَا ... رَسَمَهَا كَمَا لَوْ أَنَّهَا فِي صَفْحَةِ وَرَقٍ .. حَيَاةٌ تُرَاقِصُ النَّجْوَى ... وَفَجْرٌ يَنْبَلِجُ، عَنْ هَمْسِ نُور ... أَكَادُ أَعْرِفُهَا أَكْثَرَ مِنْ ذَاتِي .. أَكَادُ أَلْمِسُ بِأَصَابِعِ شَغَفِي شِغَافَ رُوحِهَا ... وَتَلْمِسُ أَنَامِلُ فِتْنَتِهَا بَوَاطِنَ عُرُوِقي ... وَتَكَادُ تَنْسَابُ قَطْرَ عُذُوبَةٍ .. فِي أَقْصَى مَدَايَ، تَرَاتِيلُ هَمْسَاتِهَا .. كُأُفُقٍ يَضُمُّ الْكَوْن ... أَشْعُرُ أَنَّهَا مَقْرُوءَةٌ، كَقَصِيدَةٍ رَقْرَاقَةٍ .. تَنْسَلُّ مِنْ قَصَبِ رِئَةِ هَوَائِي .. وَأَنَّنِي فِي هذِهِ الدُّنْيَا .... يَا صَاحِبِي ... الْمُسْتَنْشِقَ ... أَوِالْقَارِئَ الْوَحِيد !!!!!

كَيْفَ لَمْ تَتَنَبَّهِي .. لِكُلِّ هذَا الْفَقْدِ فِي عَيْنَيّ ؟
كَيْفَ لَمْ تُشْجِي شَفَقَتَكِ ... تَرَاتِيلُ حُزْنِي ؟؟
كَيْفَ لَمْ تَلْحَظِي تَلَاطُمَ بُحُورِ أَشْيَائِي ؟؟؟
عِنْدَمَا تَقْتَرِفِينَ عَامِدَةً، إِهْمَالَ نَوَايَاي ؟؟؟؟
تَجْذِبُنِي (مَغَانِطُ ) الْحُسْن ..
عِنْدَمَا أَكُونُ حَوْلَ مَدَارَاتِك ..
بَيْنَمَا يَدْفَعُنِي بَعِيدًا ... بَعِيدًا
حِيَادُ عَيْنَيْكِ الرَّهِيب !!!!!!

حُلُمُ أَحْلَامِي كَانَ وَمَا زَالَ...
احْتِضَانَ صَفْصَافَتِكِ .. وَارْتِدَاءَ رَبِيْعِك ..
وَارْتِيَادَ النَّدَى عَلَى ضِفَافِ سَوَاقِيْكِ ....
مَا أَسْعَدَنِي فِي بُحَّةِ هَمْسِكٍ آهةً ...
تَحْتَرِقُ خَلْفَ شِفَاهٍ، تَرْتَدِي ابْتِسَامَتَهَا بِتَحَفُّظِ الْحَيَاء ..
لَأَذُوْبَ كثلج جبلٍ، أمَّتْهُ بِصَيْفٍ......
رِيْحٌ حَرُوْر !!!!!!!

أَلَمْ تَكُنْ صَفَحَاتِي ذَاتَ نَجْوَى ...
تَتَّسِعُ لِهُطُولِ انْثِيَالَاتِك ؟؟؟
أَلَمْ أَكُنْ حَاضِرًا حِينَمَا ..
بَثَثْتِ عَلَى صَدْرِ دَفْتَرِي، جَمِيعَ سُطُورِ تَنْهِيدِك ؟؟؟؟
أَلَمْ تَكُنْ دِمَائِي يَوْمًا، مِدَادَ بَوْحِكِ يَا امْرَأَة ؟؟؟
تَلَفَّتِي إِذًا ... يَا ذَاتَ الْحَرْفِ الْلَاهِثِ لَهْفَةً
أَلَسْتُ وَجَمِيعَ أَشْيَائِي .....
عَلَى بَلّورِ حًلُمِكِ ... قَطَرَاتِ نَدَى .....
فِي لَيْلِ الشِّتَاء ؟؟؟؟؟؟

لِفُنْجَانِكِ مِيزَةُ الْكِتَابَة !!!!
نَعَمْ لَا يُدْهِشَنَّكِ قَوْلِي ... لَسْتُ أَهْذِي
فَقَدْ خَطَّ بِثَقَافَةِ هَالِهِ، وَأَسْفَارِ قَهْوَتِهِ لِنَهَارَاتِي ...
مَنْهَجًا تَسِيرُ بِهَدْيِهِ إِلَى مَسَاءَاتٍ ....
تَعْبَقُ بِبَرَاعِم نُجُومٍ .. وَأَرِيجِ أَنْفَاسِكِ ...
وَنَسَائِمِ السَّهَرِ ....
وَلِلْفَجْرِ خَارِطَةً لِلْمَسِير ..
بِهُدَى الضِّيَاءِ إِلِى أَكْوَانِ عَيْنَيْكِ !!!!!

أَمَا أَثَارَتْ بِكِ مَشَاهِدُ شَقَائِي شَيْئًا ؟؟
أَمَا اهْتَزَّتْ لِقَلَقِ خُطوَاتِي ... أَوْتَارُك ؟؟
أَلَسْتِ كَمَا كُنْتِ تَزْعُمِينَ ...
حَاضِنَةَ بَنَاتِ الْحُزْنِ فِي شَرَايِينِي ؟؟؟
أَلَسْتُ مَنْ أَقْصَى الْأَسَى مِنْ شِغَافِ قَلْبِكِ ...
حِينَمَا احْتَرَقْتُ فَرَحًا .. وَعَبَّدْتُ لَهُ سَبِيلَ السَّكِينَة؟؟؟
لِمَ اخْتَرْتِ إِذًا ... عِنْدَمَا امْتَلَكْتِ زِمَامَ خَيَارَاتِي ...
أَنْ تُمْعِنِينَ فِي اغْتِرَابِي ؟؟؟؟؟

[ALIGN=CENTER]

رُوَيْدَكِ .. يَا آخِرَ وَمُنْتَهَى مَشَاغِلِي ... عُودِي إِلًيَّ ... قَبْلَ مَوَاسِمِ الْحنِين فَلَسْتُ أَقْوَى عَلَيَّ مِنْكِ ... لَيْسَ بِمَقْدُورِ أَشْيَائِي ... أَنْ تَتَخَلَّصَ مِنْ نُفُوذِ أَشْيَائِك ... فَحُضُورُكِ الضَّمَانَةُ، كَيْ أُمَارِسَ شَأْنِي .. وَجَمِيعَ طُقُوسِ وُجُودِي ... فَلَا تَقْتُلُنِي مُدَى الذِّكْرَى ... وَهَلْوَسَاتِ الْغِيَاب !!!!![/ALIGN]

كَانَتْ أَحْلَامُهُ قَبْلَهَا أَضْغَاثَ صَحْو ..... وَكَانَتْ هِيَ تُعِدُّ الْعُدَّةَ لِلْوُلُوْجِ فِي سَرِيْرِ لَيْلِه نَوَيَا انْتِظَارَ الظَّلَام وَمَا زَالَا يُوْغِلَانِ فِي الْعَفَافِ حَتَّى أَنْهَكَتْهُمَا رُعُوْنَةُ الطُّهْر بَدَا يَائِسًا مِنْ حُصُوْلِ صَبَاحٍ ... يَحْمِلُهَا إِلَى ضِفَّةِ يَقِيْنِه آهِ .... مِنْ ضَرَاوَةِ مُقَارَعَةِ الْيَقِيْن لَيْتَ لَهُ مَفَاتِيْحَ الْعَوْدَةِ إِلَى أَضْغَاثِ تَارِيْخ لِيَرْفُلَ فِي ثَوْبِ الْوَهْمِ ... تِيْهًا وَيَكْتُبَ مَا يَرْضَى عَلَى فِتْنَةِ السَّرَاب !!!!!!

مَا لِهَذا الْلَيْلِ ... لَا يَأْبَهُ لِسَهَرِي ؟ مَالَهُ يَرْكُضُ مُتَفَلِّتًا مِنْ بَيْنِ يَدَيْ تَأَمُّلِي ؟؟ لِمَ يَسْتَنْصِرُ عَلَيَّ الصَّبَاحَ الْمُوغِلَ فِي النَّأْيِ وَالتَّرْحَال ؟؟؟ مَا زَالَ عَلَيَّ أَنْ أٌصْغِيَ لِلْكَثِيرِ مِنْ هَمْسِ النُّجُومِ وَسَكِينَةِ الْأَقْمَارِ ... وَمَنْ يَدْرِي ؟؟؟ أَأُدْرِكُ انْقَلَابَهُ الْمُنْطَفِئَ الْقَادِمَ .. أَمْ لِنَهَارَاتِ الاغْتِرَابِ الآخِذَةِ فِي الاشْتِعَالِ رَأْيٌ آخَر ؟؟؟ أَمَّا السَّاعَةَ ....... فَتُصْبِحُونَ عَلَى بَقَايَا لَيْل !!!!!!!