|
ما الرُّوحُ لولاكَ ما الآمالُ ما الفكرُ |
ما النبضُ ما السمعُ ما الأنفاسُ ما البصرُ |
ما الماءُ ما الضوءُ ما الأنداءُ تغمرُنا |
بطيبِ ذكرِكَ .. ما الأسرارُ والعِبرُ |
كلُّ النفوس التي لم يروِها مطرٌ |
من فيضِ غيثِكَ يربو جوفَها المدَرُ |
صلَّى عليكَ إلهُ الكونِ ما هطلتْ |
سحابةُ المزنِ واسترخى لها الثمرُ |
وما تنفسَ صبحٌ في مشارقِها |
واستقبلَ الشمسَ أوَّابٌ لهُ نظرُ |
لغيركَ الكونُ ما كانتْ كواكبهُ |
وما تشقَّقَ في أطرافهِ القمرُ |
أجرى لكَ الدمعَ جذعٌ شفَّهُ حزَنٌ |
يرجو اللقاءَ لخيرِ الخلقِ ينتظرُ |
وصاحَبَتكَ على الرمضاءِ عاشقةٌ |
لتفتديكَ بظلٍّ ساقهُ القدرُ |
لا تعجلي سابحاتِ الشعرِ وانتظري |
في حضرةِ المصطفى كي تحضُرَ الفكرُ |
فالبحرُ أعمقُ من قولٍ نصرِّفهُ |
ومركبُ الوحيِ بالآياتِ يزدهرُ |
أعيَتْ بلاغتُها ما خطَّهُ قلمٌ |
نادَى البيانُ عليها وهي تعتذرُ |
فأنكرَ السِّحرُ دعواهُم وما كسبتْ |
والجنُّ تشهدُ والأطيارُ والبشرُ |
والشعرُ أقسَمَ ما هذا بقافيةٍ |
لكنَّهُ الوحيُ بالترتيلِ ينهمرُ |
أتتْ إليكَ صخورُ الأرضِ طائعةً |
وحاربتكَ قلوبٌ نبضُها حَجرُ |
وجاءْ يبكي ويفضي همَّهُ جملٌ |
فزالَ عنهُ بفضلِ الرحمةِ الكدرُ |
دُعيتَ ضيفاً فكان الضيفُ داعيةً |
وفَّى القليلَ كثيراً وهوَ مقتدرُ |
الله أكبرُ آياتٍ لنا عُلِمتْ |
وعَالمُ اليوم بالماضي لهُ أثرُ |
وحدَّثتْ عنكَ أحداثٌ عَلِمتَ بها |
إشارةُ الوحي لم يخفقْ لها خبرُ |
وحرَّكتْ قاطراتِ الوقتِ أزمنةً |
وأنتَ وقتُكَ محفوظٌ ومُعتبَرُ |
نبأتَ بالحقِّ يعلو كلَّ ساريةٍ |
فيظهرُ الدينُ والإلحادُ يندحِرُ |
ويبلغُ الذكرُ آفاقاً فيغمرُها |
بدينِ أحمدَ والإيمانُ ينتشرُ |
ويركعُ الغربُ بالتسبيحِ مبتهلاً |
والشرقُ للواحدِ الديَّانِ يعتمِرُ |
فيظهرُ الحقُّ خفاقاً يعيدُ لنا |
روحَ الإباءِ وللإسلامِ ينتصرُ |
كلُّ الفصولِ أتتْ بالبِشرِ تحملهُ |
حتى الخريفُ به يستبشرُ المطرُ |
هذا الربيعُ وقيظُ الصيفِ حرَّكَهُ |
وللشتاءِ غيومٌ عنهُ تنحسرُ |
لعلَّ فيها نرى قدساً فنُسمِعُهُ |
تكبيرةَ الشوقِ والثوراتُ تبتدِرُ |
ويذكرُ الناسُ معراجاً بهِ جَحَدوا |
كأنهُ لم يكنْ في الأسرِ يحتضرُ |
وسيِّدُ الخلقِ آذوهُ علانيةً |
بغياً وحقداً وعدواناً لهُ صورُ |
أرضُ الكنانةِ لا ترضيْ مداهنةً |
فالدينُ يبقى ونبتُ التُّربِ يندثرُ |
وكلُّ حزبٍ إلى النسيانِ مرجعُهُ |
وحزبُ أحمدَ بالقرآنِ مُدَّخَرُ |
هذا الحبيبُ نبيُّ الله ينشُدُنا |
نصرَ النبوَّةِ يَرمي صفوَها االشررُ |
ما قيمةُ الصوتِ في الميدانِ نرفعهُ |
إن كان للعدلِ والإحسانِ يفتقرُ |
كنيسةُ الجمرِ لن ترضى لكم مطراً |
حتى ترى النيلَ بالتثليثِ يستعرُ |
وملَّةُ الكفرِ تعلو حينَ داهنها |
ضَعفُ العقيدةِ والأركانُ تنكسرُ |
ما ضرَّهم لو رأوا بالحقِّ مسجدَنا |
كما نرى ديرَهُم والظلمُ ينشطرُ |
أو آمنوا بالذي في سِفرِهم عَلمٌ |
بشرى المسيحِ بختمٍ كلُّهُ درَرُ |
مَنْ يرغبِ الأمنَ فالإسلامُ موطنُهُ |
والخيرُ يغمرُهُ والعدلُ والظفَرُ |
محمدٌ تُمِّمَتْ أخلاقُهُ فمتى |
تتمُّ أخلاقكُم يا أيُّها النَّفرُ |