صَفَاءُ النَّفْسِ يَكْمُنُ فِي الصُّدُورِ
وَصِدْقُ العَهْدِ يَنْبَعُ مِنْ نَمِيرِ
وَعَذْبُ الشِّعْرِ دُونَ الفِكْرِ مُرٌّ
وَلا يُمْتَارُ بِالطَّعْمِ المَرِيرِ
صَبَبْتَ الحَرْفَ فِي كَأْسِ احْتِفَالٍ
بِمَا قَدْ قَالَ ذُو القَلَمِ الجَسُورِ
فَأَسْعَدَنَا مَشَاعِرُ فَذِّ حَرْفٍ
رَقِيْقَ القَلْبِ فَيَّاضِ الشُّعُورِ
وَيَا عَذْبَ القَصِيدِ أَرَاكَ تَبْدُو
كَبَدْرٍ التَّمِّ أَشْرَقَ فِي السُّطُورِ
تُغَرِّدُ فِي التِّلالِ وَفِي الرَّوَابِي
وَتُلْقِي العِطْرَ فِي ثَغْرِ الزُّهُورِ
خُذِ اليُمْنَى لِتَمْسَحَ عَنْكَ حُزْنًا
وَبِاليُسْرَى أَضُمُّكَ فِي حُبُورِ
أَلا إِنَّ النُّفُوْسَ إِذَا اسْتَقَامَتْ
تَسَامَتْ بِالخَطِيرِ عَنِ الحَقِيرِ
أَنَا الْمَهْمُومُ قَدْ أَفْنَيْتُ عُمْرِي
أُضِيءُ الدَرْبَ مِنْ شَمعِ الضَّمِيرِ
لكَمْ وَرَدَ المَنَاهِلَ وَهْيَ جَدْبٌ
فَأَصْدرَ بِي عَنِ المَاءِ النَّمِيرِ
أُنَاشِدُهَا الهُطُولَ بِفَيْضِ عِلْمٍ
تَجَاهَلهُ الكَبِيرُ مَعِ الصَّغِيرِ
وَأَقْلَعَ ذُو البَصِيرَةِ عَنْ سَبِيلٍ
وَأَتْبَعَ خُطْوَةَ الأَعْمَى الضَرِير
فَكُنْتُ وَبَعْدَ هَذَا الجُهْدِ أَبْدُو
كَسَاقِي الأَرْضِ فِي اليَوْمِ الْمَطِيرِ
وَمَا يُرْجَى لِذِي قَدْرٍ مَقَامٌ
إِذَا فَخَرَ البَصِيرُ بِدَارِ عُورِ
سَأَمْضِي مَا حَيِيْتُ عَلَى سَبِيلِي
وَلا أَرْجُو سِوَى المَوْلَى القَدِيرِ
أَذُوْدُ بِهِمَّتِي عَنْ كُلِّ حَقٍّ
وَأُبْرِئُ ذِمَّةَ العَبْدِ الشَّكُورِ
سَأَلْتُ اللهَ أَنْ يَجْزِيْكَ عَنِّي
وَيَسْقِيكَ الزُّلالَ مِن السُرُورِ
هُوَ المَوْلَى إِذَا مَا تَابَ قَوْمٌ
سَيُكْرِمُهُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيْرِ