شَكَوْتُكَ لي.. فإني الخصمُ والحَكََمُ
.......................... وإني فيكَ مُتَّهَمٌ ومُتَّهِمُ
بدأتَ العمرَ تبكي في المِهادِ معي
..................... وأُمَُّكَ أجهشتْ للطفْلِ تبتَسِمُ
رضعْتَ حليبَها .. ثدييْنِ ما اكتَمَلا
..................أما أزِفَ الفطامُ.. فأنتَ تنفَطِمُ؟
درجْتُ على الثرى أشكو فتزجُرُني
.................لأرسُمَ ضحكتي والنّارُ تضطرمُ
وأحلمُ باكتمال البدْرِ في بدَني
.....................قُبيلَ الصبحِِ لكنْ كُنْتَهُ العَتَمُ
يُجافيني الكَرى والليْلُ يجلدُني
................... بسوط السُّهدِ والأحلامُ تنهدِمُ
وأنت على أنينِ النايِ ترْصدُني
.....................وتسرِقُ آهَتي يا أيُّها الصنَمُ
أشرِّقُ نحوَ شمسٍ لا غروبَ لها
....................فتأبى أنتَ إلا الغرْبَ تلتَزِمُ
وأسجدُ للصلاةِ وأنتَ منكَفئٌ
................على صنَمِ الخنا..في نأيكَ الندَمُ
شكَوْتُكَ لي.. وماءُ النارِ يهضمُني
................ وإني من جوى الإيثارِ أنهَضمُ
فيا ظلي...قضيْتَ العمْرَ تتبَعُني
..................لتهجُرَ كلَّ خطْوٍ شاءتِ القدَمُ
لتبْني وهْمَكَ المجنونَ من عَدمي
...................ويرْسُمَ للطريق دليلَهُ العدَمُ
فخارطة الطريقِ اليومَ يرْسُمها
.............. دمي .. لا وهمَ يرْسُمُها ولا أُمَمُ