إن لموقف عرفة الذي نقلته جلُّ الاذاعات الاسلامية نهار اليوم صدىً في نفس
كل مسلم سواء كتبه أو نطق به أو تلمسته مشاعره ..
فكأني أرى تلك الجموع و هي تلبي لله الواحد القهار تهتف بملئ صوتها حتى
يبلغ الافق و يتجاوز السمع و البصر ليدخل في شغاف النفوس الاسلامية الحية التي أرهقتها العبودية لغير الله و كبلها الخضوع و الذل لغير خالقها فنطقت بهذه الابيات تستثير في نفسها اخلاص العبودية و المراد من الوجود ..
لنا في كل معركة سجالُ
بــها و النصرُ منّا لا يُنــال
لنا في كلِّ أرضٍ رمزُ عزِّ
نصيحُ بمن طغى إنَّا رجالُ
لنا في النائباتِ قيامُ ليلٍ
لنا فيها المُثنى أو بــلالُ
لنا سهمٌ رماهُ الله رمــيّا
يُصيبُ به الأعاديَ إن تعالوا
و للجناتِ تسبقنا خُطانا
و للفردوسِ تأخذُنا الرِحالُ
فلا دُنيا نُصيبُ بها هَوانا
و لا تَرفٌ و لا جاهٌ و مـالُ
إذا شكت البرية سوءُ حالٍ
فخيرُ الحالِ في الدنيا مُحالُ
فلا نرجوا بدنيانا مَتــاعٌ
فكلُّ متــاعنا فيــها زوالُ
و كلُّ غرورنا حتماً سيفنى
فيبقى الاصلُ ينقشعُ الزُلالُ
فأنفسنا سنرخِصُها فداءاً
إلى الرحمنِ و الثمنُ الــمألُ
9 / ذو الحجة
أختكم / الاسطورة