أحدث المشاركات
صفحة 2 من 8 الأولىالأولى 12345678 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 71

الموضوع: قلبٌ ملائكيٌّ

  1. #11
    الصورة الرمزية عتيق بن راشد الفلاسي أحمد الفلاسي
    شاعر وناثر

    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 1,453
    المواضيع : 69
    الردود : 1453
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي

    شهادة إعجاب، ونظرة تعجب تحينت بهما ساعة خلوتي مع هذه الفريدة الخريدة لأقول بعض ما جن في النفس؛ فإن البوح بالكل تجشم ما لا يطاق....لك الود ما داعبت ببيانك صفحة الشمس، ووجه القمر فلا كسوف معك ولا خسوف.

  2. #12
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    من أين لرجالنا في الشّرق الذي غدا شيطانيّا يصبّ على القلوب الهموم والفزع صبّا، أن يكون حبّهم ملائكيّا هكذا؟!
    رائع هذا الحبّ وهذا التّسامح، وأتحدّى أن تعاني أسرة من حالة طلاق أو خلاف إذا ما حوت الصّدور عضلات تفيض حبّا وتسامحا!
    كتبت أستاذنا الأخ سمير فأتحفتنا بلوحة عاطفية عقلانيّة توّجت بإطار من اللّغة الرّائعة المنتقاة المعبّرة
    دمت ودام نهر إبداعك بروافده العديدة
    تقديري وتحيّتي

  3. #13
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية بوغرارة مشاهدة المشاركة
    مازلت تتحفنا بالرقائق ، هذه و قبلها بأيام " بمعروف " ، و قبلهما نصوص كثيرة ،

    و كأنك تؤمن أنه ليس أنجع من الأدب المتفرّد ( مفردة ، شكلا و مضمونا ) ، لتصل الرسالة و تترسّخ الفكرة في الأذهان ،

    و أن للكلمة حين تكون صادقة مفعول السحر في القلوب فتصلح ، فيصلح بصلاحها أمر المسلم كله .

    و نراك من أجل ذلك لم تترك بابا من الفنون الكلام إلا طرقته ، من مدح ، فخر ، حكمة ، هجاء ، وصف وغزل ...

    و أقتبس جملة من النص لأقول :

    " إن في العمر بقية تستحق " أن نقتدي بنهجك و أن نتبع خطاك و أن ننسج على منوالك .

    الدكتور سمير العمري ،

    إن الناظر في أدبك ، المتجوّل في ألوانه ، ليتصوّرك و أنت تكتب ، واضعا نصب عينيك غاية كبرى ،

    هي أن ترى كل المعاني السامية و كل القيم النبيلة تسكن من يقرأ لك ،

    و هذه لعمري ، حسنة نسأل الله أن يثقل بها ميزان أعمالك الصالحة .

    سعدت بهذا الصفاء ، و سرني أن أكون أول المارين به .

    دمتَ و حرفك .
    كم سرني أن أجد التفاتا للغاية والفكرة من كتابة هذا النص وغيره من النصوص التي أحرص دوما على أن اؤثر الفكر وأمحض الغاية حرفا داعيا.

    وأشكر كثيرا ما تفضلت به علينا من ثناء ، وعلى النص من استقراء واستجلاء ، وأقدر لك رأيك الكريم وحسك الواعي وخلقك الرفيع.

    دام دفعك!

    ودمت بخير وبركة!

    وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #14
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.72

    افتراضي

    حائرة وقفت أتأمل النص بين انبهاري بجمال اللغة وأصالتها تحمل المعاني على أجنحة التمكن الأدبي وشاعرية الأداء فتستحيل سحرا، وبين ذهولي لزخم النص وتجلّي دهاء العاشق يتغزّل حينا ويؤدب حينا، ويربي الحبيبة في هذا وذاك لتستحيل بين يديه عجينة طيّعة تتقولب بما يحب

    حِينَ تَجَلَّى لِي وَجْهُكِ البَاكِي ذَاتَ شَوْقٍ
    يبدا النص هنا بوجهها الباكي، والبكاء دلالة حزن وأسى يسبق ذكر العاشق لعفوه وصفحه بيان أسبابه، فيحمل الحبيبة على أجنحة غزليته ترتشف من نمير حروفه ما يثملها، وتدخل كهف أحلام يرسمها في قيعان بحار هواه، فتغيب عن حزنها وتغرق في نشوتها به أكثر وأكثر، ليبدأ عندها درسه الأول
    عَظِيمٌ هُوَ الحُبُّ ، وَأَعْظَمُ مِنْهُ الهَنَاءُ فِيهِ وَالتَّنَعُّمِ بِمَا يَهَبُ النَّفْسَ مِنْ سَكِينَةٍ وَطُمَأْنِينَةٍ. يَنْسُجُ مِنْ حَرِيرِ الحُنُوِّ شَالَ دِفْءٍ يُوَشِّي الـمَشَاعِرَ بِزُمُرُّدِ الحَنِينِ ، وَيَغْرسُ مِنْ خَرِيرِ الصَّفْوِ أَزَاهِيرَ ذَاتَ بَهْجَةٍ وَبَسَاتِينَ ذَاتَ ظِلٍّ وَثَـمَرٍ.
    فهي دعوة أتت بعد مقدمة تنتهي منها المحبوبة سكرى، للانسياب مع وشل الهوى أو سيله دون مساءلات تكدّره، وتجاوز كل ما يعترض هناءه بماذا أو لماذا.

    وهي بتقديمه الحديث عن الصفح قد اساءت، وحريٌ بمن يتعرض للإساءة أن يغضب، لكنه هو بحبه سبق عفوه صفحه، ولأن من الضرورة أن يصل الدرس واضحا، فلا بد أن تعرف أين أخطأت وفيم، وهنا يفهم القاريء سرّ الوجه الباكي
    وَإِذْ سُقْتِ لَفْحَةَ الغَيرَةِ دَلِيلًا عَلَى الحُبِّ وَبُرْهَانًا
    فهي الغيرة إذا! وربما إتهام بغدر! فهل وجد العاشق أنه لم يكن بعيدا تماما عن إدعائها، ليلجأ في ترويضها لدرس يبدأ من حيث وصلت مزاعمها؟
    وَالغَيرَةُ إِنَّمَا تَكُونُ لِلحَبِيبِ إِيثَارًا وَاعْتِبَارًا وَانْتِصَارًا ، فَإِنْ هِيَ تَعَدَّتْ لِتُصبِحَ عَلَى الحَبِيبِ غَدَتْ أَثَرَةَ تَمَلُّكٍ وَتَسَلُّطٍ
    حتى الغيرة التي طبعت المرأة فيها على محاولة أن يكون الحبيب لها وحدها، لم تختلف فيها امراة مهما بلغت من الصلاح، يحاول هنا تحويلها لمعنى مختلف يدور في فلك غير فلكه ويكون له أثر غير أثره، وتصير إيثارا وأصل الغيرة أثرة، وتصير للحبيب والأصل فيها أن تكون عليه.
    وقبل أن يعود بالحبيبة نزقها لغضب، يسارع مسدلا عليها عباءة حبّه استدراكا لإثمالها بفيوض العشق ترفعها من مساحات الوعي إلى فضاءات ليس فيها غيره وهواه وحاجتها إليه
    سَلامٌ بَيْنَنَا وَلا حَرْبٌ
    وأي حرب ستدعو لها مدنفة يكشف النص بكل تفاصيله مدى انسياقها في طاعته وانصياعها لأمره، حتى أنه يغازلها مترفعا واثقا من موقعه ربّا ومربيا، فيتنقل بها بين صدر يحب ويحنو وإصبع تنبيه توجه وتعلم
    وَلا تَقْذِفِي الفُؤَادَ بِأَدْرَانِ الـخَطِيئَةِ كُلَّمَا هَزَّكِ الوَجْدُ بِحَدِيثٍ خَبِيثٍ أَوْ بِظَنٍّ حَثِيثٍ أَوْ بِنَابِ تَأْوِيلٍ نَفِيثٍ.

    ولعل قلب العاشق غلب المربي لحظة فعاد به ليقول مناجيا ومهدهدا رأسا انحنت أمام العظة الواضحة والدرس البيّن، ما أقتبسه لأختم به تعليقي كما ختم به كاتبنا العملاق نثريته
    عَاشِقٌ أَنَا غَيرُ رَاشِقٍ ، فَتَعَالَي نُعَانِقُ النَّشْوَى رَبِيعَ فَجْرٍ دَائِمٍ ، وَنَرسمُ عَلَى جَبِينِ القَمَرِ أَسَارِيرَ دَهْشَةٍ وبَهْجَةٍ ، فَلَيسَ أَجْمَلُ مِنْكِ عِنْدِي رَقِيقَةً نَقِيَّةً ؛ أُغَازِلُكِ فَيَبْتَسِمُ الخَفَرُ فِي دَمْعِ العَيْنِ بَـهِيًّا ، وَيَنْضُجُ التُّفَّاحُ فِي صَحْنِ الخَدِّ شَهِيًّا ؛ أُشَاغِلُكِ فَيُدَاعِبُ نَسِيمُ الدَّلالِ جُفُونَكِ ، وَيُضَاحِكُ يَاقُوتُ اللَّمَى لالِئَ الحُسْنِ فِي الثَّغْرِ الرَّطِيبِ. وَأَقْبِلِي ؛ إِنَّ فِي العُمُرِ بَقِيَّةً تَسْتَحِقُّ ، وَفِي فَضَاءَاتِ الوُّدِّ العَامِرِ مَا يُقِيمُ عَلَى قِمَمِ السُّرُورِ حَدَائِقَ مِنْ جَذَلٍ وَنَـمَارِقَ مِنْ أَمَلٍ وَعَرَائِشَ مِنْ وِئَامٍ وَاحْتِرَامٍ.

    نثرية مدهشة أميرنا
    دمت شمسا في نهارات الأدب مضيئة، وبدرا في لياليها إذا ما ظهر اختبأت النجوم

    تحيتي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  5. #15
    الصورة الرمزية نهلة عبد العزيز قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jan 2011
    المشاركات : 2,227
    المواضيع : 29
    الردود : 2227
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    د\ سمير

    كتبت وغادرت

    وبقي المكانُ فارغاً

    الا من ...

    جميل سردك

    ورقي احساسك وحِكمك

    تركت أنامل نبضك بصمتها

    فأطربت مهجتنا



    سيدي

    أحلم ببقاء النبض متصل بين سطورك

    مودتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #16
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر يونس مشاهدة المشاركة
    هو النص الذي يقرأ أكثر من مرة وفي كل مرة تكتشف شيئا جديدا ومتعة من نوع مختلف جدا..‏
    لن أقتبس فهذه ستكون جريمة بحق النص والناص ..هي خريدة..هي طوق العمري
    رائع وأكثر..وأكثر
    محبتي و..أكثر ‏
    بارك الله بك وأكرمك ، وأقدر لك رأيك الكريم وتقريظك النبيل.

    دام دفعك!

    ودمت بخير وعافية!

    وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


    تحياتي

  7. #17
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر يونس مشاهدة المشاركة
    العفو سيسبق صفحي!! لعمري!! أيمكن لأي عاشق أن يكون أكثر كرما من ذلك! ليس إقتباسا بل شهادة
    ‏..ولنا كرات
    بارك الله بك مرة أخرى ، ومميز ما اخترت لتشير إليه.

    دام دفعك!

    ودمت بخير وعافية!

    وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


    تحياتي

  8. #18

  9. #19
    الصورة الرمزية معين حاطوم أديب
    تاريخ التسجيل : Dec 2007
    الدولة : دالية الكرمل
    المشاركات : 57
    المواضيع : 9
    الردود : 57
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سمير العمري مشاهدة المشاركة

    حِينَ تَجَلَّى لِي وَجْهُكِ البَاكِي ذَاتَ شَوْقٍ بَدْرًا عَلَى صَفْحَةِ غَدِيرِ حُلُمٍ عَابِقٍ لَمْ أَكُنْ أَعْلَمُ أَنَّ العَفْوَ سَيَسْبِقُ صَفْحِي عَنْ كُلِّ زَلاتِكِ الصَّغِيرَاتِ ؛ أَوْ لَعَلَّهَا تَصَاغَرَتْ فِي خَاطِرِي أَمَامَ جَلالِ قَلْبِكِ الـمَلائِكِيِّ كَرِيمِ الرِّفْدِ عَظِيمِ الوُّدِّ عَمِيمِ الوَفَاءِ. وَبَقِيتُ وَالذِّكْرَى تُؤْنِسُنِي بِطَيْفِكِ الـمُرَفْرِفِ فَرَاشَةَ تَوْقٍ حَوْلَ وَهَجِ الرُّوحِ الوَادِعَةِ بِيَقِينِ الثِّقَةِ بِكِ وَبِأَنِينِ اللَحَظَاتِ الحَالِمَةِ إِلَى لِقَاءٍ.
    عَظِيمٌ هُوَ الحُبُّ ، وَأَعْظَمُ مِنْهُ الهَنَاءُ فِيهِ وَالتَّنَعُّمِ بِمَا يَهَبُ النَّفْسَ مِنْ سَكِينَةٍ وَطُمَأْنِينَةٍ. يَنْسُجُ مِنْ حَرِيرِ الحُنُوِّ شَالَ دِفْءٍ يُوَشِّي الـمَشَاعِرَ بِزُمُرُّدِ الحَنِينِ ، وَيَغْرسُ مِنْ خَرِيرِ الصَّفْوِ أَزَاهِيرَ ذَاتَ بَهْجَةٍ وَبَسَاتِينَ ذَاتَ ظِلٍّ وَثَـمَرٍ.

    وَإِذْ سُقْتِ لَفْحَةَ الغَيرَةِ دَلِيلًا عَلَى الحُبِّ وَبُرْهَانًا ، وَخَدَشْتِ بِأَظْفَارِهَا بِلَّوْرَةَ الوُّدِّ الصَقِيلةِ فِي القُلُوبِ ، وَأَرْهَقْتِ بِنَزَقِهَا رِحْلَةَ العُمْرِ الـمُسَافِرِ إِلَيكِ يَسْتَحِثُّ هَوْدَجَ الوَقْتِ بِسَوطِ التَّوْقِ وَبِصَوتِ العِشْقِ السَّاجِي عَلَى وَجْهِ الأَمَلِ. وَالغَيرَةُ يَا حَبِيبَةُ لَيْسَتْ عَذَابًا وَاحْتِرَابًا وَإِنَّمَا رَحْمَةٌ أَلْقَاهَا اللهُ فِي القُلُوبِ، وَزَكَّاهَا عَن الخَطَلِ وَالخَذلِ أَنْ تُرْتَكَبَ بِاسمِهَا تِلْكَ الذُّنُوبِ. الغَيرَةُ فِي أَمْثَلِهَا إِنَّمَا تَكُونُ عَلَى الذَّاتِ أَنْ تُعَابَ أَوْ أَنْ تُرَابَ أَوْ أَنْ تُصَابَ ؛ فَيَكُونَ الاجْتِهَادُ فِي إِصْلاحِ النَّفْسِ وَتَهْذِيبِهَا لِتَسْمُوَ فَوقَ غَيرِهَا رِفْعَةً وَسُلُوكًا. وَالغَيرَةُ إِنَّمَا تَكُونُ لِلحَبِيبِ إِيثَارًا وَاعْتِبَارًا وَانْتِصَارًا ، فَإِنْ هِيَ تَعَدَّتْ لِتُصبِحَ عَلَى الحَبِيبِ غَدَتْ أَثَرَةَ تَمَلُّكٍ وَتَسَلُّطٍ ، وَبَاتَتْ دَلِيلَ حُبٍّ غَالِبٍ لِلنَّفْسِ ، وَاهْتِمَامٍ بَالِغٍ بِالذَاتِ ، وَاضْطِرَابٍ فِي الـمَعَانِي وَالـمَعَايِيرِ التِي قَدَّرَهَا الـخَالِقُ نَامُوسَ حَيَاةٍ.

    سَلامٌ بَيْنَنَا وَلا حَرْبٌ ، وَالْتِزَامٌ بِنَا مَهْمَا اشْتَدَّ كَرْبٌ ، وَلَيْسَ ثَـمَّةَ إِلا احْتِوَاءٌ وَاجْتِبَاءٌ ، وَعِتَابٌ وَاسْتِرْضَاءٌ. هَكَذَا شَأْنُ الـمُحِبِّينَ لا يَنْفَكُّ يَدْفَعُهُمْ الارْتِيَابُ لِنَزَقٍ ، وَيَلفَحُهُمُ الغِيَابُ بِقَلَقٍ ، وَيَؤُزُّهُمْ العِتَابُ بِفَرَقٍ ، وَتَبْقَى الـمَشَاعِرُ فِي القُلُوبِ سَوِيَّةً بَـهِيَّةً نَقِيَّةً وَفِيَّةً. وَإِنِّي أُحِبُّكِ بِأَحْلامِ عُمْرِ انْتِظَارِكِ التِي أُتْرِعَتْ بِالصَّبِّ ، وَبِأَيَّامِ عُمْرِ احْتِوَائِكِ التِي ضَمَّتِ القَلْبَ لِلقَلْبِ بِرِبَاطٍ وَثِيقٍ.

    وَامِقٌ أَنَا غَيرُ آبِقٍ وَلا مُفَارِقٍ فَلا تَجْزَعِي إِذَا طَافَ عَلَينَا طَائِفٌ مِنْ كَدَرٍ ، وَلا تَقْذِفِي الفُؤَادَ بِأَدْرَانِ الـخَطِيئَةِ كُلَّمَا هَزَّكِ الوَجْدُ بِحَدِيثٍ خَبِيثٍ أَوْ بِظَنٍّ حَثِيثٍ أَوْ بِنَابِ تَأْوِيلٍ نَفِيثٍ.
    وَعَاشِقٌ أَنَا غَيرُ رَاشِقٍ ، فَتَعَالَي نُعَانِقُ النَّشْوَى رَبِيعَ فَجْرٍ دَائِمٍ ، وَنَرسمُ عَلَى جَبِينِ القَمَرِ أَسَارِيرَ دَهْشَةٍ وبَهْجَةٍ ، فَلَيسَ أَجْمَلُ مِنْكِ عِنْدِي رَقِيقَةً نَقِيَّةً ؛ أُغَازِلُكِ فَيَبْتَسِمُ الخَفَرُ فِي دَمْعِ العَيْنِ بَـهِيًّا ، وَيَنْضُجُ التُّفَّاحُ فِي صَحْنِ الخَدِّ شَهِيًّا ؛ أُشَاغِلُكِ فَيُدَاعِبُ نَسِيمُ الدَّلالِ جُفُونَكِ ، وَيُضَاحِكُ يَاقُوتُ اللَّمَى لالِئَ الحُسْنِ فِي الثَّغْرِ الرَّطِيبِ. وَأَقْبِلِي ؛ إِنَّ فِي العُمُرِ بَقِيَّةً تَسْتَحِقُّ ، وَفِي فَضَاءَاتِ الوُّدِّ العَامِرِ مَا يُقِيمُ عَلَى قِمَمِ السُّرُورِ حَدَائِقَ مِنْ جَذَلٍ وَنَـمَارِقَ مِنْ أَمَلٍ وَعَرَائِشَ مِنْ وِئَامٍ وَاحْتِرَامٍ.

    اخي الدكتور سمير العمري

    انا على يقين ان تلك الهيفاء العفيفة التي برجتها وعطرتها ورشَّقتها وموسقتها
    بهذا البوح الفردوسي ، أنا على يقين بأنها ستعشقك مرتين!
    مرة على نبلك ودماثتك وطيبتك
    ومرة على بلاغتك
    فهنيئا لنا ولك
    اخوك
    معين

  10. #20
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 6,061
    المواضيع : 182
    الردود : 6061
    المعدل اليومي : 0.91

    افتراضي

    وَالغَيرَةُ يَا حَبِيبَةُ لَيْسَتْ عَذَابًا وَاحْتِرَابًا وَإِنَّمَا رَحْمَةٌ أَلْقَاهَا اللهُ فِي القُلُوبِ، وَزَكَّاهَا عَن الخَطَلِ وَالخَذلِ أَنْ تُرْتَكَبَ بِاسمِهَا تِلْكَ الذُّنُوبِ. الغَيرَةُ فِي أَمْثَلِهَا إِنَّمَا تَكُونُ عَلَى الذَّاتِ أَنْ تُعَابَ أَوْ أَنْ تُرَابَ أَوْ أَنْ تُصَابَ ؛ فَيَكُونَ الاجْتِهَادُ فِي إِصْلاحِ النَّفْسِ وَتَهْذِيبِهَا لِتَسْمُوَ فَوقَ غَيرِهَا رِفْعَةً وَسُلُوكًا. وَالغَيرَةُ إِنَّمَا تَكُونُ لِلحَبِيبِ إِيثَارًا وَاعْتِبَارًا وَانْتِصَارًا ، فَإِنْ هِيَ تَعَدَّتْ لِتُصبِحَ عَلَى الحَبِيبِ غَدَتْ أَثَرَةَ تَمَلُّكٍ وَتَسَلُّطٍ ، وَبَاتَتْ دَلِيلَ حُبٍّ غَالِبٍ لِلنَّفْسِ ، وَاهْتِمَامٍ بَالِغٍ بِالذَاتِ ، وَاضْطِرَابٍ فِي الـمَعَانِي وَالـمَعَايِيرِ التِي قَدَّرَهَا الـخَالِقُ نَامُوسَ حَيَاةٍ.


    السلام عليكم أخي العزيز د.سمير
    ما أروع ما قلته بالغيرة هنا ,, التي إن وُجدت وزادت عن حدها انقلبت جحيما وشكوكا تسمم الحياة, وتعمل على نهايتها .
    وإن قلَّت وتلاشت أوجدت الشك في القلب المحب,, وانقلب الأمر جحيما باردا,, وصقيعا محرقا ,كيف لا,,؟؟؟ (فالصقيع له حروقا كحروق النار تماما !)
    لقد وضَعت النقاط على الحروف بشأن الغيرة ,بأسوب محترف ومدروس .
    هذة المنسوجة الراقية ((قلب ملائكي )) هي قطعة من الحرير الطبيعي الأخَّاذ ,برقتها, ومتانتها ,ولمعانها ,وجمالها ,وأصالتها
    إنها رائعة بكل المقاييس
    الشاعر الرائع د.سمير العمري
    لا يسع أي قارىء يمر من هنا ,إلا أن يثمن هذة المنسوجة الموشاة بالياقوت عاليا جدا
    وأنا كنت منهم
    شكرا لك
    ماسة

صفحة 2 من 8 الأولىالأولى 12345678 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. رسالة قلبٍ قبل الرحيل
    بواسطة بندر الصاعدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 08-01-2018, 05:42 PM
  2. قلب في أعاصير ..أعاصير في قلب
    بواسطة محمد الهيصمي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 17-02-2015, 09:03 AM
  3. قلبٌ ملائكيٌّ
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى كِتابُ النَّثْرِ وَالقِصَّةِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-03-2012, 05:54 PM
  4. قلبٌ مغفل
    بواسطة معبر النهاري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 27-08-2003, 09:18 AM
  5. بكائية يقفز لهولها كل قلب
    بواسطة النجم الحزين في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 18-07-2003, 04:42 AM