في مولد سيدي الريس .....
مصر تايهه بين أحلام وأوهام وآلام !!!
وآخرتها معاك يا مصر جرى لك إيه ؟ من بعد زعماء وقادة وعلماء وشيوخ وأزهر ومنارة , وبين أدباء وقادة فكر وثقافة وفن ملأوا الدنيا جميعا وكان يشار لهم بالبنان ,
وحضارة عبر آلاف السنين ملأت العالم أجمع وأبهرت الدنيا حتى يومنا هذا , وموقعاً جغرافياً في قلب العالم جعلها مطمعا على مدار التاريخ ,
من الطبيعي أن تكون مطمعا للغرباء ولكن كيف يصل بها الحال لتكون مطمعا لأبنائها ومن شربوا ماءها وإلتحفوا سماءها فلم يحملوا في نفوسهم أي وعي بقيمتها وقامتها ,
لا أدري هل لا بد أن يكون للحرية أحيانا مخالب ؟ أم أن الحرية المفرطة مسالب ومساؤى كما رأينا في مولد سيدي الريس , فبمجرد أن أعلنت العروسة عن رغبتها في الزواج والذي يتطلب الكفاءة كما أمرنا الشرع والدين , رأينا المتهافتون والحالمون والتائهون والمغيبون والضائعون والمضيعون وعلى كل شكل ولون , رأينا المتردية والنطيحة ورأينا أيضاً الحانوتي والسائق والعامل والمزارع والصانع وربة المنزل ,
كأنهم جميعا في سباق ولكن هل يتسابقون على قلة الوعي وقلة الفهم وقلة الإنتماء الذي وصل لحد الإستهزاء بقيمة وطن
هل العروسة ساقطة قيد , أم فاقدة الأهلية أم فاقدة الوعي ؟ أم لا تستحق أفضل عريس وأفضل شبكة وأفضل عرس وأجمل حفل زفاف ؟
للأسف الشديد عيب جدا جدا وعار أيضا أن يصل بنا السخرية من قدر مصر وقيمتها أن نسمح لكل من هب ودب بمجرد الحلم أن يدنو من شباكها , ما بالك بطلب يدها وكأنها لقيطة تعيش في مولد , لكن مولد وصاحبه تايه , مولد سيدي الريس ,
أما كان أجدر بنا أن نكون أكثر وعيا وإدراكا لقيمة المنصب والموقع الذي يمثله لنضع الشروط التي تحترم العقل والمنطق وتصنع الهيبة بدلا من الخيبة ؟ أم نحن من يصنع الفوضى باسم الحرية وإدعائها الكاذب لنسمح لراغبي الظهور ومحبي التصوير أن يهلوا علينا بطلتهم البهية العفية ,
لا نقلل من قيمة أحد فجميعنا في حب الوطن سواء ولكن ألا يجب أن يقترن الحب أيضا بالإحترام ؟
ياعالم يا ناس ياهووه والله العظيم مطلوب زعيم مش واحد قاعد على كرسي ,
وإيه آخر الطريق يا مصر ؟ هل سيأتي العريس الحلم أم عريس الغفلة أم أهي جوازة والسلام وزيد زي عبيد و أهو ضل راجل ولا ضل مجلس عسكري ,
يا ترى يا مصر مكتوب لك إيه و إنتي تايهه بين أحلام الجهلاء والبسطاء وأوهام الأغبياء وآلام الأوفياء .
بقلم : د هاني أبوالفتوح