إلى حفيدتي الغالية
في أبْجَدياتِ العَوالمِ لمْ أجِدْ
لغّةً تُلَحِّنُ مثلَها الكلماتِ
جاءتْ تسائِلـُني بدفترِها المُزَخـْ
ـرَفِ بِالزُّهورِ ، مُلَوَّنِ الصَّفَحاتِ
في هَدْأةٍ ، حَرِصَتْ تُحاوِرُني ، كمنْ
يَخْشى يؤرِّقُ بالحَديثِ سُباتي
ألفـَيـتُ مُقلَتــَها تَبَسَّمُ لي ، وتُسْـ
ـمِعُني حَديثَ القلبِ بالنَّظَراتِ
هَمَسَتْ ، تَقولُ ، وفي العيونِ عُذوبةٌ ،
والثَّغْـرُ يلثـَغُ ساحرَ اللثَغاتِ
: هل أنتَ (ياجدّو) تُجيدُ (كما ادَّعَوا)
كشْفَ الحنينِ وخافيَ الخَلَجاتِ
قالوا : عَليكِ به ، فما يَحْلو الغِنا
ءُ ، إذا نُداوِرُهُ بغيرِ أداةِ
نَفْسي أدَنْدِنُ نغْمةً مكتوبةً
في دفتري ، من أرْوَعِ النَغَماتِ
أو أبْتَديهِ بِلوحَةٍ مزيونةٍ
ببَنانِ صانعِ أجْمَلِ اللوحاتِ
هلْ لي بشيءٍ منْ شَذاكَ تبوحه ؟
حَتَّى ولَو شَطْراً مِنَ الأبْياتِ
أُلقيهِ في زَهْوٍ أمامَ مُعَلِّما
تي (في غَدٍ) وأتيهُ بينَ لِداتي
أوَلسْتُ عِنْدَكَ منْ غَوالي طيبةٍ
وبشارةَ الغَدِ والرَّبيعَ الآتي
أوَلَمْ تقلْ لي أنَّني مَحْضُ البَها
ءِ المسْتنيرِ وحُلوةُ الحُلواتِ
فانصِتْ إلِيَّ أذاً ، فَوِدُّكَ ليس شيـ
ـكاً مُبْرَماً للصَّرْفِ في الأزَماتِ
لكنَّهُ الحبُّ الأصيلُ ، (فإن يَكُنْ)
فلـِيَرْتَحلْ بَوحاً إلى صَفَحاتي
يَحْكي ودادَكَ لي ببضعةِ أحرفٍ
أوْ لوحــَـةٍ مرسومــَـةٍ بِأناةِ
فأجَبْتُها : هاتي أتُغرافَ المحبـَّ
ـةِ (ياحبيبةَ قلبِ جدِّكِ) ، هاتي
أرقيهِ مِنْ حَسَدٍ و من عينِ الَّذي
لا يَسْتَهِلَّ (رُؤاكِ) بالصَّلَواتِ
***
وكتبتُ : يا أهلاً بداليةَ الَّتي
تُثري حياتي أعذبَ اللحظاتِ
هبةٌ من الله الغفورِ ، عَطيَّةٌ
مَغْزولةٌ بالطِّيبِ والشَذَراتِ*
***
هِيَ مِنَّةُ الرَّحمنِ . كمْ من أجْلِها
أحصي نُجومَ الليلِ بالدَّعَواتِ
أنْ يَجْعلَ الرَّحمنُ نًشْأتَها بِما
يَسْمو بِها نأياً عَنِ الزَّلاتِ
ويُعيذَها من شَرِّ غائلةِ الهَوى ،
و يُثيبَها بالعفوِ والحَسَناتِ
ويقيمَها بالبِرِّ ، فيما يَرْتَضي ،
نبلاً ، ويَعصِمَها عنِ الهَفَواتِ
***
أيقنْتُ : لا أغْلى مِنَ الأولادِ إلا
نَسْلُهُمْ : من صِبيةٍ وبناتِ
***
*خَرَزٌ يفصل بين الجواهر واللؤلؤ
ماجد الملاذي