الشغافُ اليابسة

الشغافُ اليابسة

تبلّدتِ الأحاسيسُ الرِّهافُ ويابسةٌ من القلبِ الشغافُ وأنزفَني الزمانُ دماً ودمعاً فما يهمي بكاءٌ أو رعافُ تبددت السنينُ دخانَ تبغٍ ترسّبَ خلفَه قارٌ زعافُ وأطفو ميّتاً والبحرُ تحتي تنكّرَ لي وهيهات اعترافُ أرى الأحزانَ تُروى من فؤادي وكلُّ مُناه صَوَّحَها الجفافُ فكم سمِنتْ على حِجري همومٌ وماتت فيه آمالٌ عِجافُ بكفّي هذه أشتالُها قد غرسْتُ فكان للموتِ القِطافُ عفا جَوْنُ السنينِ رسومَ حلمي واعقبَها هموماً لا تَعافُ تُقيم لديّ هاجسةً وشُغلاً كعابدةٍ يوطِّنُها اعتكافُ سقتْني كأسَها الممجوجَ صِرفاً أعابدةٌ وفي يدِها سُلافُ وبي نزلتْ ثِقالاً لا تُراعي وشأنُ الضيفِ لو راعَوا خِفافُ وكنتُ لنائباتِ الدهرِ فَرْقاً وحصَّنني العِيادُ فما أخافُ فلستُ بمُتّقٍ أبداً صُروفاً وعندي الكَربُ ليس له انصرافُ قنطْتُ من ارتجائي الدهرَ عدلاً وليس يُجيبني إلا اعتسافُ مضت جِدَةُ السنينِ وراء شيبي فإن يُنصفْ فما يُجدي انتصافُ وعوّدَني الزمانُ المَيلَ عني ويفجؤني وإن حالَ انعطافُ ولستُ بآملٍ غَدقاً وجوداً وعيشي منذ ميلادي كفافُ أعاني الموتَ في جسدي وروحي فإن يَحتمْ فما ثَمَّ اكتشافُ.

تبلّدتِ الأحاسيسُ الرِّهافُ=ويابسةٌ من القلبِ الشغافُ
وقفت على هذه أتفكر من أين أتى بها شاعرنا صورة تتحدى بجدتها

وأطفو ميّتاً والبحرُ تحتي=تنكّرَ لي وهيهات اعترافُ
ينكر البحر حتى قتلاه، ولكنهم ينطبعون في ذاكرة حكاياه باشجانهم وحكاياهم

أرى الأحزانَ تُروى من فؤادي=وكلُّ مُناه صَوَّحَها الجفافُ
استحوذ اليباس على حروفك ليس في هذا البيت وحده شاعرنا، فأين أنت من ربيع يطرق أبوابنا فصلا وحياة؟

بكفّي هذه أشتالُها قد=غرسْتُ فكان للموتِ القِطافُ
يحمل هذا البيت من الوجع ولوعة الفقد ما يطوح بالقاريء تابعا خيالات يرسمها بدلالاته

سقتْني كأسَها الممجوجَ صِرفاً=أعابدةٌ وفي يدِها سُلافُ
!!!
سؤال محير ولكنه يستقي من الواقع زخمه فيهطل ثقيلا كما هو الواقع

قنطْتُ من ارتجائي الدهرَ عدلاً=وليس يُجيبني إلا اعتسافُ
؟؟؟

مضت جِدَةُ السنينِ وراء شيبي=فإن يُنصفْ فما يُجدي انتصافُ
أمن انتصاف بعد أن ينصف؟

قصيدة بديعة بانسياب جرسها ومؤثرة بلوعة حسّها ومترفة ببهاء حرفها وروعة معانيها
أداء شعري راقٍ وهطول ماتع

أهلا بك شاعرنا في واحتك


أستأذن مشرفي القسم بتثبيتها

تحيتي

برغم اللوعة الضاجة في طيّات هذا النص
ـ والتي أسأل اللهَ تعالى أن يُذللَ صعابها ـ
إلا أنَّ الشعورَ جاء ماتعًا
بما حملت السطور من أصالة وروعة
أدءٌ فني موفق، وسبك منتظم فريد
كيف لا والقائل عمر
فلله درُّك يا عمر
وتقبل تحياتي

شاعرنا الكبير عمر أبو غريبة ...نظم بديع مدهش ...دعني أتحدث عن صورك المبتكرة
فكم سمِنتْ على حِجري همومٌ=وماتت فيه آمالٌ عِجافُ ...مبدع ورب الكعبة ... لن أزيد من ألقك لوقلت الفحل ...تحية وتقدير

وأطفو ميّتـاً والبحـرُ تحتـي
تنكّرَ لي وهيهـات اعتـرافُ

رائع حد البكاء
سيد الغريب ابو غريبة
الامل عقيدة رغم تعقيد الامور
والله موجود اخي سيفرجها بإذنه ويوحدكم بقوته
رائعة وكفى

أستاذي القدير /عمر أبو غريبة
قصيدة أكثر من رائعة
لشاعر تخطى حدود الجمال والإبداع
حرف حمل من الشجن والألم والمعاناة
وعزف على وتر الوجع
فأطربت وأحزنت
تحاياي

شاعرنما الجميل..
تغيب طويلا حتى اننا نفتقدك
وحينما تعود .. تعود محملا بالشعر الجميل
وهذه المرة جئت بالشعر الجميل المحمل وجعا
ازاح الله عنك الهموم وابعد عنك السوء
شكرا لك

الاستاذ الكبير عمر ابو غربية


ان كانت الشغاف اليابسة تأتينا منك بعظيم احساس وجميل معنى فبماذا ستأتينا شغافك الندية؟

قصيدة رائعة
سلم مدادك

لا غرابة

فهذا هو عمر أبو غريبة

الشاعر القدير المتمكن

يأخذ قارئه حيث يشاء

أبدعت بصياغة حزنك

كما أبدعت بكل شعرك

دمت وأذهب الله أحزانك

.

ما شاء الله تبارك الله
شعر جميل ورائق