بِئْرُ الحطَيْئَة ..... وَهَالَةُ العُمَرِيّ
إعْتذارٌ لواحة الخير عن (ربيع واحات الحطيئة)
شعر : همَّام رياض

.........................................

رِيحٌ - وَهَدَّ اللَّهُ - منْ أفْشَاهَا
وبِكُلّ مُخْتَلفِ التُّخومِ حَشَاهَا
<>
حتّى عَثَا الإِدْغَامُ في الْفَاظِنَا
من طُولِ شَدِّ أنُوفِنَا وهَوَاهَا
<>
لَبِسَتْ لَهَا ثَوْبَ العبِيرِ تَسَتُّرًّا
وَمَضَى علَى رَطْبِ الحَرِيرِ سُرَاهَا
<>
كَمُنَتْ لَنَا خَلْفَ الهَوَاءِ فَلَمْ نَفِقْ
إلاَّ وَقَدْ غِبْنَا فَمَا أَحْجَاهَا
<>
عَجَبًا قَضَيْتُ وتَشْرَئِبُّ تَأنُّقًا
لَكَأَنَّ حَشْدًا هَائِمًا حَيَّاهَا
<>
لَوْ كانَ للمُتَنَبِّئِ اسْتِنْشَاقُهَا
لَبَكَى لِزَائِرَتِي العِظَامِ حَيَاهَا
<>
ما لِلحُطَيْئةِ لاَ يكُفُّ دَمَامَةً
وَطِئَ القَصِيدَةَ خسَّةً وسِفَاهَا
<>
فكأنّمَا قد حدَّثَتْهُ لدى الكَرَى
احْشَائُهُ عَنْ غَيِّهَا فَرَوَاهَا
<>
وَ مضى يميدُ بصوتها مترَنِّمًا
يَجْتَرُّه في سُكْرِهِ مَسْرَاهَا
<>
إِنَّ المكَارِمَ أَنْ تُشَمِّتَ عاطِسًا
لا منْ يَطُوفُ عَلَى المَلا بِرَحَاهَا
<>
يَارُبَّ ضَحْكٍ اسْتَقِيهِ وَخَلْفُهُ
دَمْعٌ تقَلَّبَ في الشُّجُونِ فَتَاهَا
<>
أفْضَى فَضَلَّ الى المَآقِي سَبِيلَهُ
وَرَأى تقَلُّبَ حَيْرَتِي فَسَقَاهَا
<>
لِلّه واحُ الخيرِ منْ كَرَمٍ بها
مَا دِرْعُهَا إلاَّ كَرِيمُ جَنَاها
<>
-والعَفْوُ قَبْلَ الصَّفحِ -دَيْدَنُ عِزِّهَا
غَمَرَ النُّفُوسَ تجِلَّةً بشذَاها
<>
للّه مَاءٌ بِئْرُهُ من زمْزَمٍ
يَرْعَى القُلُوبَ صَفَاءُها وشِفاهَا
<>
ما إِنْ يَرىَ فيه الحُطَيْئَةُ وجْهَهُ
حتَّى يَخِيبَ شَنَاعَةً بِبَهَاهَا
<>
مَازَالَ بِالعُمَريِّ هَالَةُ حِلْمِهِ
دُجَنُ الجَهالَةِ دُونَهَا تَتَنَاهَى
<>
مَا زَالَ يَدْفَعُ بالتي اخْضَرَّتْ بِهِ
-نُبْلاً تَسَامَى - واحَةٌ تَتَبَاهَى



.......................................