بسم الله الرحمن الرحيم.
ايها الاخوة الافاضل... السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
هناك مقولة تقول : (( إذا اردت السلم فاستعد للحرب )) مقولة قديمة ندركها ، و لكن لم نحسن استعمالها فاوصلتنا ـ نحن العرب ـ الى ما نحن فيه و عليه ، و هي وضعية جعلت العدو يدرك ان محاربتنا خير من محاورتنا... و التسلط علينا بالحديد و النار ، خير لنا من حسن الجوار ، و مشكلة هذا العدو معنا تكمن في انه انتصر علينا في كل مواجهاتنا العسكرية معه... و حتى لما لاحت لنا بوادر النصر احداها (1973) رفضنا ان نحسم هذا النصر ، لتأتي بعده دبلوماسيــة قادها وقت ذاك هنري كيسنجر الذي حوّل ذلك النصر المزعوم الى هزيمة محققة . و كما اشرت سابقًا ان مشكلة هذا العدو تكمن في انتصارته علينا ، الامر الذي جعله يعتقد ان ارض فلسطين هي ارض يهودا ، و هي ارض قابلة للتمدد و التمطط حسبما تمليه المصالح العليا لهذا العدو الذي لم يعد يقبل منا الاّ الهزيمة العسكرية و اعتبارنا غنيمة حرب...
و اذا كانت دويلة اسرائيل تتمدد و تتمطط كيفما شاءت فلماذا لا تتمدد ارض اسبانيا باتجاه سبته و مليلية او ما يعرف بالريف المغربي كيفما شاءت ؟ و لماذا لا تتمدد و تتمطط حدود تركيا الى لواء الاسكندرونة السوري كيفما شاءت ؟ و لماذا لا تتمدد و لا تتمطط " الشقيقة " ايران في الجزر الاماراتية الثلاث ( طمب الكبرى و الصغرى و رابي موسى) كيفما شاءت ؟ و حتى اريتريا و تشاد صارت لهما اطماع في ارض العرب...
لهذا لما جاءت امريكا بعددها و مددها الى المنطقة و هي القوة العالمية الاولى من الطبيعي ان ننصرف بطريقة تجعلها لا تقبل منا هي الاخرى سوى الهزيمةالعسكرية و السياسية ، و اذا رفضنا الانهزام بالسهولة المطلوبة صرنا في قاموسها ارهابيين تستوجب محاربتهم و مطاردتهم كما تطارد الكلاب الضارية.
وقد استجاب بعض بني جلدتنا من خلال مانراه بعد سقوط عاصمة الرشيد للمطلب الامريكي فصاروا يفصّلون المواقف السياسية و " الفتاوي " على مقاس العلوج.
و اذا كان ذلك كذلك ، فمن حق المواطن العربي ان يتساءل : ما جدوى وجود جيوش عربية "جرارة"؟ و ما الحكمة في صرف ملايير الدولارات على تجهيز هذه الجيوش ؟ التى كلما أكل الصدأ عتادها بيع في المزاد العلني باسواق الخردة ليتم شراء عتاد بديل لن يستعمل يومًا لخدمة قضية .
و يبقى احتمال استعمال السلاح العربي ضد عربي اكثر من احتمال استعماله ضد عدو او اجنبي... و الاجدر لنا في هذه الحالة و للتقليل من المخاطر المحيقة بالمواطن العربي ، ان نعلن بلداننا دولاً منزوعة السلاح فنكفيها شر القتال و نكفيها شر تبذير الملايير، حتى اذا لم يجنبها هذا الاجراء التحرش الاجنبي ـ فهو موجود بوجود الجيوش العربية او بدونها ـ فإنه سيخلص الشعوب العربية من التسلط الداخلي من قبل حكامها الذين يتلذذون في مخاطبة شعوبهم بعضلات العسكر قائلين : هذا جيشي اتكئ عليه و لي فيه مآرب أخرى...