ياسادة :... أنا السبب.....

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
اْلحَمْدُ ِللهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ اَّلذِينَ اصْطَفَى
وَبَعْدُ

كَتَبْتُ وَقَدْ أَيْقَنْتُ يَوْمَ كِتَابَتِي ... بِأَنَّ يَدِي تَفْنَى وَيَبْقَى كِتَابُهَا
فَإِنْ فَعَلَتْ خَيْرًا سَتُجْزَى بِمِثْلِهِ ... وَإِنْ فَعَلَتْ شَرًّا عَلَيْهَا حِسَابُهَا

... أنا لست أعترض على أمر فوق قدرتي البشرية، قدر الله تعالى في اللوح المحفوظ أنه سيصيبني بعز عزيز أو ذل ذليل... ، إنما أعترض على أمر كان بإمكاني تغييره فلم أفعل..
أو أمر.. كان بإمكاني الوصول إليه فلم أتحرك.. أو شر.. كان بإمكاني اجتنابه فلم أبتعد.....
أيها الإنسان.. أنت وحدك الجاني على نفسك.. وما ربك بظلام للعبيد
حين أستعيد ما مر علي من هموم وأحزان ومآس وآلام.. وأفكر في تفاصيل
بداياتها وأواسطها ونهاياتها.. قلّ ما أجد أن أحدا أجبرني على الاقتراب
من أسبابها.. بل ما جنى عليّ أحد مثلما جنيت على نفسي.. وما ظلمني أحد
قدر ظلمي لنفسي..
أنا السبب..
أنا السبب في كل ما حدث.. وما يحدث.. وما سيحدث لي..
إن خيرا فخير وإن شرا فشر
لا... لا..، بل الخير من عند الله وحده.. ما تسببت فيه لنفسي يوما..
إنه الشر فقط من كنت أنا السبب فيه..
حتى لو كان ظاهر الشر ظلما تعرضت له، فإني حين أعود إلى أسبابه الأولى.. الخفية.. أجدني السبب الرئيسي في حدوثها..
أنا من سمحت لمن ظلمني أن يظلمني..
أنا من سمحت لمن أهانني أن يهينني..
أنا من سمحت لمن استصغرني أن يستصغرني..
العدو الذي لبس أمامي ثياب صديق.. لم يكن ظالمي أبدا.. إنما أنا فتحت له بابي وسمحت له بظلمي... فأنا السبب في ظلمه لي حين تسرعت في الثقة به والركون إليه وعدم التحري عنه ...
أنا السبب..
حتى الشيطان.. أنا السبب في وسوسته وتزيينه لي سوء فعالي..
لو قاومته بسلاح الذكر والعمل الصالح لما كان له على نفسي سلطان...
مهلا... مهلا...
نفسي...
إنها الطامة الكبرى.. والبلية العظمى...
إنها السبب..
لا..
أنا السبب في جعلها هي السبب..
لو روضتها لانقادت إلي وما اتبعت هواها..
أنا السبب يا سادة
لن ألوم أحدا سواي..
أنت يا من ظلمتني.. مهما كان حجم ظلمك لي ونوعه ووقته.. لا تنزعج.. ولا يعذبنك ضميرك... نم قرير العين.. فما ظلمتني ولكن أنا عرضت نفسي لظلمك لي...
سامحتكم جميعا... سامحت من ظلمني ومن يظلمني الآن ومن سيظلمني لاحقا...
لقد سامحت الجميع إلا...
أنا....
فــ أنا السبب....




تسنيم أم يوسف

سامحتكم جميعا... سامحت من ظلمني ومن يظلمني الآن ومن سيظلمني لاحقا...
لقد سامحت الجميع إلا...
أنا....
فــ أنا السبب....

لستِ ظالمة ورب الكعبة بل عين العدل والانصاف ، وما أجمل أن يحاسب المرء نفسه قبل أن يُحاسب ، وما أروع الإنسان الذي يقف مع نفسه موقف الغريم لغريمه ، يعاتبها ، ويؤنّبها ، ويلومها ، لسان حاله :
نعيبُ زماننا والعيبُ فينا .... وما لزماننا من عيب سوانا
الأخت الأديبة الراقية تسنيم أم يوسف جميل وناضج ما قرأتُ لكِ هنا ، فلله درّك ولنا دُررك ، وأهلا ومرحبا بك معنا في واحتك واحة الخير والأخلاق والجمال ، وشكرا جزيلا لك استجابتك لدعوة أخيك ، نسأل الله أن يطيب لك المقام بيننا ...
دمتِ بخير وعافية
تحياتي التي لا تشيخ

أشكرك أستاذي على كرم التعليق وجودته
وألف تحية لتحياتك التي لا تشيخ
أحسن الله إليك ونفع بك.

أهلا بك تسنيم هنا
نورت الواحة
كان نصك ِ رائعاً

تسنيم أم يوسف

راق لي نصك كثيراَ

دمتي بنقاء

أنا السبب..
أنا السبب في كل ما حدث.. وما يحدث.. وما سيحدث لي..
إن خيرا فخير وإن شرا فشر
لا... لا..، بل الخير من عند الله وحده.. ما تسببت فيه لنفسي يوما..
إنه الشر فقط من كنت أنا السبب فيه..


السلام عليكم صديقتنا العزيزة تسنيم ,,,ام يوسف
كثيرا ما يجلد الإنسان نفسه ويعنفها بسبب اندفاعة خلف شيء يكتشف فيما بعد أنه سبب شقائه
يا عزيزتي لو كان آدم عليه السلام يعلم ما ينتظره وينتظر سليلته في هذة الأرض لما تهور
وهل يعلم أي مخلوق ما في الغيب ؟؟؟
لا طبعا ,,,
عندما تعودي للحادثة التي تندمين عليها ,فكري بالأسباب التي دفعتك أيضا ,, وبالغموض الذي كان يلف الآتي
ستجدين أنها لو تحدث الآن لفعلت نفس الشيء تماما
وما الحياة إلا تجارب نستفيد منها :خطونين للأمام أو ثلاثة ,وخطوة للخلف تستمر الحياة بكل مآسيها وأفراحها
نص رائع ,يعزف على أوتار الواقع,, والذي يتعرض له الجميع من غير شك
أهلا بك دائما هنا
دمت بهذا الجمال
ماسة

سامحتكم جميعا... سامحت من ظلمني ومن يظلمني الآن ومن سيظلمني لاحقا...
لقد سامحت الجميع إلا...
أنا....
فــ أنا السبب....

من يولي نفسه جلادا على ذاته يحاسبها فلم يظلم ومن يزنها فقد أنصف
"حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزينوا للعرض الأكبر"
مرحبا بك أخت تسنيم في واحة الخير
وفي انتظار فيض قلمك
تحاياي

سهى رشدان
فاطمة الشيباني
فاطمة عبد القادر
وآمال المصري
جزاكن الله خيرا
وألف شكر لكن على المرور وكريم الرد والتقييم
ولئن غبت حينا من الدهر عن هذه الواحة الغناء
فإنما هي الظروف
وإلا فإن الأدب وأهله في قلبي مادامت بي الحياة
وفقنا الله وإياكم لكل خير
محبتكم تسنيم أم يوسف.

الأخت أم يوسف نص جميلٌ مؤثرٌ وصادق بورك النقاء والتواضع
مرحبًا بك في واحتك دائمًا واحة العطاء والأخوة
مودتي وكثير تقديري كما يليق

الأستاذ : وليد عارف الرشيد
شرفني ردك وأسعدني
شكرا جزيلا لك وأحسن الله إليك.