أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: قراءة تحليلية في قصة "جرح بملامح انسان" للقاص حسام القاضي

  1. #1
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    نص القصة
    جرحٌ بملامح إنسان


    بخطواتها الصغيرة البريئة صعدت المنصة، وجديلتها السوداء تتأرجح على ظهر معطفها الأبيض .. أعطوها لوحا ورقيا أبيض وقلماً و..
    ــ عرفينا بنفسك .
    ــ سألت أبي مراراً عن شهادة ميلادي فلم يجب؛ فهل تخبرونني أنتم؟.
    ضجت القاعة بالضحك لحظات ثم ساد وجوم ثقيل قطعته عريفة الحفل:ـ
    ــ ارسمي لنا ما تحلمين به.
    رسمت نفسها وسماعة الطبيب تتدلى من عنقها .. في الخلفية رسمت بيتاً جميلاً ذا حديقة غناء، وطائراً يحلق بجناحيه.
    التهبت الأكف بالتصفيق ..انطلقت صيحات الإعجاب والتأييد .. انهمرت عبرات.
    على باب القاعة الخارجي استردوا منها المعطف وتركوها مع لوحتها ، لتعود من حيث أتت. في طريق ضيق موحل بين بيوت " الكيربي" سارت ، محتضنة لوحتها بيمناها ، بينما يسراها في محاولات مستميتة لحفظ توازنها حتى لا تسقط .. في بركة الماء الآسن.




    القراءة

    جرح بملامح انسان
    عنوان لافت مؤلم ، نداء أكثر منه عنوان ، أو هي صرخة استغاثة ، أو اشارة توقف ، العنوان بحد ذاته قصة ..
    من مميزات العمل القصصي أن يكون العنوان جاذباً صادماً ، وأن يدل على القصة ولا يفضحها ، وأديبنا نجح في ذلك بامتياز

    بخطواتها الصغيرة البريئة صعدت المنصة، وجديلتها السوداء تتأرجح على ظهر معطفها الأبيض .. أعطوها لوحا ورقيا أبيض وقلماً و..

    يبدأ القاص بالحركة ، بحرف جر تبعته حركة مباشرة للبطلة \الطفلة ، وكأنه جزء من مشهد مسرحي ، ولعل هذا سر اختيار البداية ، لأن القاص أراد لنا أن نصل الى ذات المفهوم ، وهو يروي بقية التفاصيل والحكاية ، وكأنه يقول : كتبت هكذا وبهذا الأسلوب ، لأن الحكاية كلها تتحدث عن مسرحية ، يقوم بها السادة وهم يراقبون أحلامنا ويسخرون منها
    تدخل الصغيرة ، تصعد المنصة ، تتأرجح جديلتها السوداء ، نلاحظ أن الفعل صعدت بصيغة الماضي ، وأعطوها بصيغة الماضي ، بينما الفعل تتأرجح بزمن المضارع ، جديلتها السوداء كانت ولا زالت تتأرجح ، توازياً مع صعودها للمنصة ، بينما كانوا :هم يعطونها لوحاً ورقياً أبيض اللون ( اللون الأبيض ، هل يرمز الى قلبها ؟ أحلامها ؟ ظاهرها أم باطنها أم كلاهما ؟ ) وقلماً و .. ولم يكمل
    لأن لسانهم بدأ بطرح الأسئلة ، وكان السؤال الأول :
    ــ عرفينا بنفسك .
    وكأنهم يجهلونها ، وكأنها نكرة ، وكأن طفولتها لا تعنيهم ، وأحلامها تخصها وحدها ، وهم لم يعرفوا أنفسهم ، يبقون دائماً هم ، دون أن يتجرأ أحدنا على السؤال
    وتجيب الطفلة ببراءة :
    ــ سألت أبي مراراً عن شهادة ميلادي فلم يجب؛ فهل تخبرونني أنتم؟.
    فان لم يخبرك أبيك ، فلماذا يخبرونك هم يا صغيرتي ؟ سألت ولم تجد الاجابة ، والأدهى أن سؤالها يجعلهم يضحكون ، يسخرون منها ومن قولها

    ضجت القاعة بالضحك لحظات ثم ساد وجوم ثقيل قطعته عريفة الحفل:ـ
    ــ ارسمي لنا ما تحلمين به.

    اذاً هو الاختبار منذ البداية كان لها ، لقدرتها على تجسيد أحلامها ، لجرأتها في ذلك ، هل أرى ملامح ثورة تجرأت ونطقت عن اسمها ، هل أرى ملامح مواطن مسحوق قرر أن يرسم أحلامه على يافطة ويعلقها فوق ظهره ليعلن نفسه للكون كله ، ارسمي لنا ما تحلمين به ، فهل يوافق حلمها أهواءكم ، وهل تقدرون على التنفيذ والتغيير ؟

    رسمت نفسها وسماعة الطبيب تتدلى من عنقها .. في الخلفية رسمت بيتاً جميلاً ذا حديقة غناء، وطائراً يحلق بجناحيه.

    وهنا ترتسم أحلامها بسيطة ، تريد أن تصبح طبيبة ، وأن تعيش في بيت جميل ذا حديقة غناء ، وأن تنعم بالحرية ، وهذه ولا شك دلالة الطائر الذي يحلق بجناحيه
    وهذه عبقرية من الكاتب ، أن يكون لكل كلمة مدلولها ، في كل سطر من سطور القصة

    التهبت الأكف بالتصفيق ..انطلقت صيحات الإعجاب والتأييد .. انهمرت عبرات.

    النفاق في هؤلاء السادة لا يتوقف ، وكأنهم فعلاً يتفرجون على مسرحية ، فمنهم من يصفق ومنهم من يطلق صيحات الاعجاب ومنهم من يبكي ، تماماً مثلما يحدث لنا عندما نشاهد فيلماً جميلاً ، ثم نمسح دموعنا وننصرف من السينما دون أن نتذكر من الفيلم الا اسمه ربما ..

    على باب القاعة الخارجي استردوا منها المعطف وتركوها مع لوحتها ،
    وعلى باب المسرح كانوا ينتظرون ، استرداد المعطف هنا كان استعادة للأداة التي أعطوها لها لتحلم بها ، انتهى وقت الحلم ، وحان وقت الاستيقاظ على واقعك ، فلا تسرفي في أحلامك وأمنياتك
    أما ترك اللوحة فدليل على لا مبالاتهم بها ، فتفكيرهم المادي يجعلهم يخشون من كل ما هو مادي ، وتجسيد المعطف يجعلهم يخشون المعطف لا اللوحة ، فيقررون مصادرته ، خوفاً من تحقق أمنيات الصغيرة

    لتعود من حيث أتت. في طريق ضيق موحل بين بيوت " الكيربي" سارت ، محتضنة لوحتها بيمناها ، بينما يسراها في محاولات مستميتة لحفظ توازنها حتى لا تسقط .. في بركة الماء الآسن.

    من حيث أتت هذه الطفلة ، هذه الحكاية ، تعود في طريقها الموحل الى البيوت المتواضعة والناس الذين يشبهونها ، تحتضن الأحلام بيمينها ، وحتى دلالة اليمين هنا لا تخفى عليكم
    بينما باليسرى محاولات هؤلاء السادة الشياطين ، لاسقاطها في بركة الماء الآسن ، لاغراقها واغراق الحلم معها

    رأيت هنا دلالات سياسية شعرت بها ، وكأني بها بلادنا التي أرادوا لها أن تحلم ، ثم استكثروا عليها ذلك ، فبدأت محاولات لا تنتهي لاغراقها ، وطمس حلمها ورغبات شعوبها بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية
    رأيت هنا قصة قصيرة بحق ..

    تقديري أديبنا المبدع

    وخالص الود والحب
    أموتُ أقاومْ

  2. #2
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    أخي الفاضل الأديب والناقد / أ . أحمد عيسى
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    دراسة دقيقة تفصيلية وتحليل عميق حساس
    وقفت على مفردات العمل كلها وقمت بتشريح النص تشريحا رائعا
    أضاف إليه الكثير ، وخاصة ما ذكرته عن البعد السياسي ..

    عملك الجميل هذا هو بمثابة نص مضاف إلى نصي المتواضع
    أكسبه الكثير من الألق .. هو أيضا دعوة لقراءة جديدة ، وربما قراءات

    ممتن جدا لرؤيتك النبيلة وروحك الشفيفة


    تقبل جزيل شكري مع فائق تقديري واحترامي
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  3. #3
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.21

    افتراضي

    قراءة واعية ، أنارت دروبا كثيرة للتأمل من جديد في قصة

    المبدع حسام القاضي .

    أحييك يا أخي أحمد عيسى و دمت بكل خير .
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  4. #4
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام القاضي مشاهدة المشاركة
    أخي الفاضل الأديب والناقد / أ . أحمد عيسى
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    دراسة دقيقة تفصيلية وتحليل عميق حساس
    وقفت على مفردات العمل كلها وقمت بتشريح النص تشريحا رائعا
    أضاف إليه الكثير ، وخاصة ما ذكرته عن البعد السياسي ..

    عملك الجميل هذا هو بمثابة نص مضاف إلى نصي المتواضع
    أكسبه الكثير من الألق .. هو أيضا دعوة لقراءة جديدة ، وربما قراءات

    ممتن جدا لرؤيتك النبيلة وروحك الشفيفة


    تقبل جزيل شكري مع فائق تقديري واحترامي

    الأديب القدير : أ حسام القاضي

    كما يقولون : النحل لا يحط الا على الزهور طيبة الرائحة ، وهذه القصة المبدعة تجبر من يقرأها أن يكتب وأن يرسم بها ومعها أجمل اللوحات
    القصة القصيرة جداً فن صعب ، وهي تتحدث عن حدث بعينه ولا تأتي بعموميات مثلما يظن بعض المستسهلين من أنصار القصة ذات السطر الواحد
    حين يقول أحدهم قصة من طراز : بارز الشمس فغلبته فتداعت زرقة البحر واختفت !!
    ويظنها قصة قصيرة عبقرية فهو واهم ، وأظن أنني أستطيع أن أكتب ألف قصة من طراز بارز الشمس ، لكني لن أستطيع أن أكتب واحدة مثل جرح بملامح انسان
    أتمنى أن يقرأ كتاب القصة القصيرة جداً هذه القصة جيداً ، وأن يتناقشوا حولها ليستفيد الجميع

    تقديري لك أديبنا القدير وعذراً على قراءتي المتواضعة ولو كان الوقت يسعفني لكانت أفضل بكل تأكيد

  5. #5
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.74

    افتراضي


    الرائع أحمد عيسى
    بمهارة تجولت في النص القصي البديع للقاص الرائع حسام القاضي، وببراعة قمت بتحليل النص لتضع يدك على مواطن ألقه وتتبين وتبين دلالات الفكرة العامة والمشاهد الصغيرة واللوحات الانسانية التي رسمها الكاتب بمهارة تميز قلمه وفكره

    تحيتي لروعة ما قرأت هنا وللنص الأصلي الذي سلبني نفسي لساعات بما اغرقني فيه من حس ودمعة

    أهلا بكما في واحة الخير

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

المواضيع المتشابهه

  1. جرح بملامح انسان ق.ق.ج
    بواسطة حسام القاضي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 62
    آخر مشاركة: 25-01-2015, 03:43 PM
  2. تأملات نقدية في قصة عملية جراحية للقاص القدير حسام القاضي
    بواسطة د. مصطفى عراقي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 15-05-2014, 08:32 AM
  3. قراءة في رائعة القاضي " جرح بملامح انسان " للسمان
    بواسطة د. محمد حسن السمان في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 07-12-2013, 09:35 PM
  4. قراءات أدبية في قصة " ربطة عنق " للقاص حسام القاضي
    بواسطة د. محمد حسن السمان في المنتدى فَرْعُ دَولَةِ الكوَيتِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 22-03-2010, 09:20 PM
  5. قراءة تاويلية في قصة "ربطة عنق " للأستاذ / حسام القاضي
    بواسطة الشربينى خطاب في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-09-2007, 01:20 PM